الحمدلله وكفى والصلاة والسلام على من اصطفى وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد..

أرى بعض الغيورين على ديننا الإسلامي جزاهم الله خير من خلال الموقع معارضتهم لكلمة أغاني في تعريب آي-فون إسلام وسبق لي أن وعدت أخواننا في آي-فون إسلام من خلال نقاش صار بيننا على كلمة أغاني حيث أخبرتهم أن كلمة أغاني كلمة شرعية ولا خلاف في ذلك وهذا ما تعلمته من خلال دراستي للشريعة  الاسلامية .

وقد سبق أن أوردت في تعليق لي في الموقع أن اقدم بحثاً في ذلك مستنداً لكتب أهل السنة ومنها نيل الأوطار للشوكاني ومقالات لابن قيم وابن اتيمية يرحمهم الله، ولما رأيت أن الخلاف ليس في مسألة جواز وتحريم الغناء  إنما الخلاف في كلمة أغاني فاقتصرت أن أورد ٣ أحاديث للنبي صلى الله عليه وسلم وشرح مختصر لهم حتى لا نتشعب في المسألة ونطيل الحديث  فخير الكلام ما قل ودل ولم أوورد المعنى في معاجم اللغة العربية حيث اكتفيت بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وشروحها وذلك لقوله تعالى (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) ﴿الحشر: ٧﴾
وابدأ ببركة الله :

الحديث الأول:
متفق عليه وسأوورد هنا رواية مسلم وشرح الإمام النووي
قال صلى الله عليه وسلّم: «ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن» هو بكسر الذال قال العلماء: معنى أذن في اللغة إِلاستماع ومنه قوله تعالى: {وأذنت لربها} قالوا: ولا يجوز أن تحمل هنا على إِلاستماع بمعنى الإصغاء فإنه يستحيل على الله تعالى بل هو مجاز، ومعناه الكناية عن تقريبه القارىء وإجزال ثوابه، لأن سماع الله تعالى لا يختلف فوجب تأويله. وقوله: (يتغنى بالقرآن) معناه عند الشافعي وأصحابه وأكثر العلماء من الطوائف وأصحاب الفنون يحسن صوته به، وعند سفيان بن عيينة يستغني به، قيل: يستغني به عن الناس، وقيل عن غيره من الأحاديث والكتب. قال القاضي عياض: القولان منقولان عن ابن عيينة، قال: يقال تغنيت وتغانيت بمعنى استغنيت، وقال الشافعي وموافقوه: معناه تحزين القراءة وترقيقها، واستدلوا بالحديث الآخر: «زينوا القرآن بأصواتكم» قال الهروي: معنى يتغنى به يجهر به، وأنكر أبو جعفر الطبري تفسير من قال يستغني به وخطأه من حيث اللغة والمعنى، والخلاف جار في الحديث الآخر: «ليس منا من لم يتغن بالقرآن» والصحيح أنه من تحسين الصوت، ويؤيده الرواية الأخرى يتغنى بالقرآن يجهر به. قوله في رواية حرملة: (كما يأذن لنبي) هو بفتح الذال. … إلى آخر الشرح             (نقلته بتصرف)
 اسم الكتاب: شرح النووي على صحيح مسلم         رقم الجزء: 6         رقم الصفحة: 65

الحديث الثاني :
أيضاً حديث متفق عليه وسأوورد هنا رواية مسلم وشرح الإمام النووي
قال صلى الله عليه وسلّم في أبي موسى الأشعري: « لو رأيتني وأنا أسمع قراءتك البارحة لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود» قال العلماء : المراد بالمزمار هنا الصوت الحسن، وأصل الزمر الغناء، وآل داود هو داود نفسه، وآل فلان قد يطلق على نفسه، وكان داود صلى الله عليه وسلّم حسن الصوت جداً.  قال القاضي: أجمع العلماء على استحباب تحسين الصوت بالقراءة وترتيلها…إلى آخر كلامه يرحمه الله     نقلته بتصرف
نفس المصدر السابق
شرح النووي على صحيح مسلم         رقم الجزء: 6         رقم الصفحة: 65

الحديث الثالث:
أخرجه أبو داود باسناد حسن
قال صلى الله عليه وسلم (ليس منا من لم يتغن بالقرآن): قال الخطابي: هذا يتأول على وجهين أحدهما تحسين الصوت، والوجه الثاني الاستغناء بالقرآن من غيره، وإليه ذهب سفيان ابن عيينة، ويقال تغنى الرجل بمعنى استغنى، وفيه وجه ثالث قاله ابن الأعرابي. أخبرني إبراهيم بن فراس قال سألت ابن الأعرابي عن هذا فقال: إن العرب كانت تتغنى بالركباني إذا ركبت الإبل وإذا جلست في الأفنية وعلى أكثر أحوالها، قال في النهاية: أي ما استمع الله لشيء كاستماعه لنبي يتغنى بالقرآن أي يتلوه ويجهر به، يقال منه أذن يأذن أذناً بالتحريك انتهى.
 قال الخطابي: قوله يجهر به، زعم بعضهم أنه تفسير لقوله يتغنى به، قال وكل من رفع صوته بشيء معلناً به، فقد تغنى به، وهذا وجه رابع في تفسير قوله صلى الله عليه وسلّم: «ليس منا من لم يتغن بالقرآن» .            (نقلته بتصرف)
اسم الكتاب: عون المعبود شرح سنن أبي داوود         رقم الجزء: 4         رقم الصفحة: 338

والشروح في ذلك كثيرة ولا يسع ذكرها في هذا المقام، لكن يتبين لنا أن كلمة غناء كلمة سليمة شرعية مجمل معناها تحسين الصوت أو الصوت الحسن أو رفع الصوت، وأي شعر أو كلام قيل بصوت حسن فهو أغنية وقد استخدمها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في مواضع عدة وبما أن الكلمة شرعية واستخدمها نبينا صلى الله عليه وسلم فنحن أولى باستخدامها من أهل الفن والمجون ولا نستبدل الأصل بكلام مستحدث مثل المنشد أو النشيد هم اللذين يجب أن يبحثوا لهم عن بديل، وأيضاً لا نتختلف مع أي شخص أيضا سواء استخدمها في شر أو في خير فهذه لغتنا العربية وكلنا سوف يستخدمها ويستخدم كل جملها وكلاماتها فهي ليست حقوق محفوظة لشخص معين، وممكن الرجوع لمعنى غناء في اللغة العربية في كتاب لسان العرب لابن منظور.
هذا ما اردت توضيحه للفائدة ومن أراد الموضوع بشكل كامل ومفصل سوف ابعثه له من خلال الموقع
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين تسلميا كثيرا

اعداد ماهر الهرمودي

مقالات ذات صلة