منذ سنوات ونحن نعايش لعبة القط والفأر التي يلعبها كلاً من شركة أبل والقائمين على الجيلبريك، وذلك في مراوغات الطرفين في التصدي لخطوات الطرف الآخر وكان آخرها إصلاح آبل للثغرة التي تستثمر لعمل جيلبريك غير مقيد. وها هي ابل اقدمت على خطوة اخرى وهذه المرة ستقيد عمل تخفيض لنسخة الفريموير من اصدار حديث إلى اصدار آخر أقدم.

قامت أبل باستحداث نظام جديد عند عمل Restore للجهاز هذا النظام لايسمح إلا بعمليات محددة فقط على نظام التشغيل والتي ستجعل من عملية تخفيض الفريموير إلى نسخة أقدم شيئاً شبه مستحيلاً، بهذا فإن طريقة التحايل لعمل ريستور للجهاز عن طريق الآيتونز إلى نسخة أقدم باستخدام SHSH أصبحت غير مجدية (راجع مقال كيف تقوم بحفظ مفتاح SHSH وتأمين نفسك من فقدان الجيلبريك).

وقد وضح فريق Dev‪-‬Team المختص بعمل الجيلبريك على أجهزة iOS في تدوينة أن جميع التغيرات التي طرأت على نظام iOS 5 ماهي إلا مؤشرات على توجه أبل لاستحداث طريقة للولوج الآمن بالنسبة للإمكانيات والخصائص المصرح بها فقط بعد التأكد من هوية المستخدم وفرض قيود أمنية صارمة تحول دون اختراق الجهاز، إن هذه الخواص ستشبه قيود الـ BBTicket أو مايسمى “Baseband Ticket” وهو ماسيجعل الهندسة العكسية أو محاولات الهاكرز شيئاً في غاية الصعوبة.

“‬ابتداءً من iOS 5 beta تغير دور الـ APTicket بحيث أصبحت تشابه الى حد كبير BBTicket التي يتم استخدامها حالياً، كما أن كلاً من الـ LLB ومراحل الـ iBoot قد تم إعادة صياغتها لتعتمد على تصريح APTicket والتي تتغير مع كل مرة تقوم فيها بعمل ريستور، فلم يعد التشغيل يعتمد على مجرد الـ ECID وإصدار الفريموير، بل أصبح معتمداً على أرقام عشوائية متغيرة. مصادقة APTicket ستحدث مع كل عملية تشغيل وليس فقط التي عمليات الريستور، ولأن أبل هي الوحيدة التي تمتلك شفرة مفتاح الولوج المناسب في كل مرة تشغيل فإن محاولات مواجهة الـ APTicket ستكون عديمة الجدوى”.

كل ماسبق لايعد سيئاً بحق بالنسبة لمجتمع الجيلبريك، هذا لأن عملية إستعادة النظام إلى فريموير أقدم قبل iOS 5 يعد ممكناً (فسيتطلب منك تحميل إصداراً أقدم من الآيتونز لفعل ذلك، وهو مايعد متاحاً في الوقت الحالي) كما أن الجزئية المستخدمة من قبل Limera1n لن تتأثر بهذه الخطوة، وانتهى التقرير بأن أبل كلما اتخذت خطوة لتحكم سيطرتها على اللعبة فإنه سريعاً مايتم اتخاذ خطوة عكسية لها.

أخيراً نود أن لفت النظر أن أبل تقوم بإجراءات أمنية عديدة ظهرت مع النظام الجديد iOS 5 beta 2 والذي تمكن من تقييد عمل رقاقة Gevey SIM التي قد تكون حلاً في فتح الشبكات بشكل غير رسمي، ومن الغريب أن هذا الإجراء قد تزامن مع إصدار أبل لهواتف مفتوحة على كل الشبكات رسمياً وبيعها في معظم متاجرها حول العالم، كما تزامن مع الأنباء التي تؤكد قيام العاملين بشبكات الإتصالات المختلفة بفتح أجهزة الزبائن على جميع الشبكات في حالة طلبهم لذلك شريطة أن يكونوا قد أكملوا سداد قيمة الجهاز، مما يجعلنا نعتقد أن أبل كانت تغض النظر متعمدة عن مثل تلك الإجراءات في السابق، فالجميع يعلم أنه من البساطة أن تغلق أبل منافذها في وجه القائمين بالجيلبريك، خاصةً وأنها تعلم الثغرة التي يقومون باستخدامها ولا تقوم بإصلاحها حتى في إصداراتها المختلفة، وهو الشيء الذي أدهش العديد من كبار الهاكرز فقد صرحوا أن أبل بإمكانها سد الثغرة ببساطة لكنها لاتفعل، وهو مايدعونا للتساؤل هل أبل كانت توافق على فتح الشبكة بطرق غير رسمية ولكنها لاتريد أن تبين موقفها؟ خاصة أنها أغلقت ذلك الباب في نفس توقيت فتح الشبكات رسمياً، وقد غطينا ذلك بشكل مفصل في مقال رقاقة الجيفي سيم لن تعمل على الإصدار أي.أو.أس 5.

 

كلمة مدير المدونة:

لا شك ان آبل استفادت من الجيلبريك ومجتمعه وطبعاً نقصد من الجيلبريك البرامج المفيدة ولا نقصد الكراك (اعرف الفرق هنا)، فمعظم افكار آبل في تحديثات انظمتها مستوحاة من برامج متجر سيديا حتى ان فكرة متجر البرامج نفسها مستوحاة من فكرة برنامج انستالر فهو اقدم من متجر البرامج نفسه، فحين نشرت آبل جهازها لأول مرة لم تعطي مستخدميها امكانية تثبيت برامج جديدة ومن هنا نشأت فكرة الجيلبريك وانستالر الذي حل محله سيديا بعد ذلك، وحتى بعد وجود متجر البرامج ظلت آبل تقيد المطورين بعدم عمل برامج تمس نظام الهاتف لتحافظ على امن الجهاز وثباته لكن في النفس الوقت غفلت عن الكثير من المميزات التي يحتاجها المستخدم وهنا يأتي دور الجيلبريك مرة اخرى. وكانت آبل ذكية جداً لتفهم ان الجيلبريك مفيد لها فلم تكن تحاربه بشراسة خاصة انها تعلم ان نظامها لم يكتمل بعد، لكن الأن وبعد نظام iOS 5 واضافة آبل للعديد من المميزات والاتجاه لفتح هاتفها على كل الشبكات ستبدأ في محاولة تضيق الخناق على مجتمع الجيلبريك لأنه مهما كان هذا المجتمع مفيد الا انه يصعب السيطرة عليه وخاصة ان الكثير يستخدمون الجيلبريك في الكراك والذي يحقق ضرر على الشركات وعلى آبل نفسها. ولذلك ربما نجد ان الهاكرز يحاولون امتصاص غضب أبل بعمل جيلبريك يمنع برامج الكراك وبذلك يأخذ الجيلبريك صفة شرعية وقانونية أكثر. على أي حال الجيلبريك لم يعد مفيداً كثيراً ومشاكله اصبحت اكثر من منافعه ولا يوجد افضل من جهاز قليل الاعطال يمكن ترقيته في أي وقت والإستفادة من جديده بدون اي مشاكل، اليس كذلك؟

 

 

المصادر: Dev-Team BlogMacStories

مقالات ذات صلة