يبدو أن جوجل حين تأخرت في الدخول لمجال الشبكات الاجتماعية وتأخرت مرةً أخرى في التعلم من أخطائها الأولى، يبدو أنها فعلًا استفادت من كل هذا الوقت في متابعة سلوكيات المستخدمين ورصد أسباب نجاح وفشل الشبكات الأخرى، مما جعلها تخرج بنتيجة مرضية –إن لم تكن مذهلة- في نسختها التجريبية لشبكتها الجديدة Google Plus. فما فعلته جوجل لتحقيق هذا النجاح يتركز -برأيي- في ثلاث نقاط:

  • تجاوزت أخطاء الشبكات الأخرى
  • استفادت من إنجازاتها
  • جمعت بين ما سبق وأضافت عليه لمستها الخاصة

ولعل من أهم دلائل نجاحه هو هذه السرعة الهائلة في إنتاج إضافات وتطبيقات داعمة له. كذلك لا نتجاهل الإقبال الكبير عليه وهو لم يزل في نسخته التجريبية. اليوم وكما تحدثنا سابقًا عن قرب إصدار تطبيق Google+ للآي فون، ها هي جوجل قد أصدرت تطبيقها الرسمي للشبكة. وبلمحة سريعة على التطبيق نجد أنه لايعرض المحتويات بشكل مختلف كثيرًا عن الموقع، وبالتالي فهو سلس ولا يحتاج للكثير من الجهد في فهمه، الوصول للدوائر والملف الشخصي يتم بسهولة أيضًا.

هذا المقطع يوضح مزايا التطبيق:

وهذه صور تجربتنا الأولى:واجهة التطبيق بعد تسجيل الدخول

وهذه صورة توضح صفحة تحديثات من تتابعهم وتشمل حتى عرض ملفات الفيديو:

في خدمة جوجل بلس تقوم بتقسيم مجموعاتك الى دوائر وبهذه الطريقة يتم عرض محتويات دائرة بعد الضغط عليها:

وهنا كيفية ظهور صور المشاركين معك في دائرة
وهنا تظهر قائمة التنبيهات بالطريقة نفسها التي تعرض بها على الموقع:

هذا ما كان من نسخة التطبيق على الآي فون. لنعد الآن للشبكة،  مالذي يميز Google+ لهذا الحد؟ وكيف ستكون منافسته للشبكتين الأقوى: تويتر والفيسبوك؟
كوجهة نظر مستخدمة سابقة لهذه الشبكات أجد أن ما يميز Google+ يتلخص في فكرة الدوائر التي تجعل من الحساب الواحد وكأنه عدة حسابات ولأغراض مختلفة والأهم أن هذا الحساب الواحد يمنحك سهولة التنقل وإدارة دوائرك مختلفة الأهداف والاهتمامات، كما لا نهمل وجود نقاط جعلت من هذه الدوائر جديرة بكل هذا النجاح وهي كما لاحظت من تجربتي واطلاعي البسيط:

الخصوصية

لا نكاد نتحدث عن الشبكات الاجتماعية حتى تظهر الخصوصية كمشكلة، وهنا لا يسعني إلا أن أستحضر عنوانًا أطلقه الإخوة بهايبرلينك في إحدى حلقاته: “الخصوصية في الخلاط” (وكان الحديث دائرًا حول الفيسبوك). ما قامت به جوجل إزاء هذه النقطة هو أنها وضعتها في الحسبان وبشكل جاد. إذ أن المستخدم سيلاحظ الفرق في حماية خصوصيته من عدة اتجاهات:

  • التحكم في ظهور الأشخاص في دوائرك وبياناتك على الملف الشخصي، بمعنى إمكانية إخفاء بعض البيانات عن بعض الزوار وإتاحة البعض الآخر منها وأيضًا لفئة محددة أو جعلها عامة.
  • عند إضافة التحديثات، يمكنك إتاحتها لدوائر معينة فقط، بل حتى لشخص واحد.
  • معرفة من يشاركك متابعة كل تحديث وهذا مفيد لخصوصيتك في حال أردت عدم ظهور تعليقك على هذا التحديث لفئات معينة.

حرية التحكم

مع تويتر والفيس بوك تتعرض حرية التحكم لمزيد من التضييق، فإما أن تتابع كل ما يضيفونه أو لا، وإما أن يتابعون كل ما تضيفه أو لا، لكن الخيارات مع Google+ أكثر وتمنحك حرية أكبر؛ إذ تستطيع:

  • متابعة دوائر محددة ولا تضطر لمتابعة كل من أضفته كما هو الحال مع الفيسبوك. وعلى العكس من هذه الحالة نجد أنك تستطيع التحكم بخصائص الدوائر فتمنع بعض من يتابعك من مشاهدة بعض التحديثات وهذا بخلاف ما يحدث في تويتر.
  • على مستوى ما تكتبه وتضيفه، تستطيع التحكم لحد إمكانية منع التعليق على المشاركة أو إعادة نشرها.
  • التحكم بالتنبيهات وهذا ما يستحيل تنفيذه مع الفيسبوك، فإما أن تصلك جميع التنبيهات المختصة مثلًا بوجود رسائل وإما لا، وهذا مزعج جدًا في مسألة رسائل المجموعات؛ إذ لا تستطيع منع فئة معينة من ورود تنبيهات بشأنها وفي الوقت نفسه لا تريد إيقاف التنبيهات ككل لأنك بحاجة إليها. ما يحدث في جوجل بلس هو إمكانية تحديد التنبيهات بتعطيلها وتفعيلها لعدد من الأشخاص أو الدوائر.

الوصول السريع

وهذه نقطة من أهم ما تنبهت له جوجل، إذ اختصرت بعض الجهد والوقت على المستخدمين من خلال عدة طرق:

  •  اختصارات لوحة المفاتيح. فمثلًا بالضغط على حرف Q تستطيع البدء بمحادثة.
  • السحب والافلات سواء من المواقع أو حتى محتويات جهازك من مقاطع فيديو وصور بل حتى على مستوى جهات الاتصال.

التكامل

نقطة أخرى لا تقل أهمية عما سبق: تكامل الشبكة الاجتماعية مع بقية خدمات جوجل كالجيميل وبيكاسا وبطريقة في غاية السلاسة. هي أيضًا ميزة لم يتأتى لتويتر والفيسبوك الحصول عليها. كذلك يعد وجود الشريط الأسود أعلى صفحة حساباتك على جوجل واحدًا من أشكال هذا التكامل.

إضفاء طابع شخصي والاهتمام بتجربة المستخدم

للأسف فقد أغفلت الكثير من الشبكات هذه النقطة وها قد جاءت جوجل لتجعلها أهم مميزاتها. إضفاء الطابع الشخصي يظهر في عدة نقاط مثل تنسيق الكتابة واستخدام المؤثرات على الصور المرفوعة. أما عن تجربة المستخدم فقد ظهرت في استغلال جوجل لخبرتها في مجال محركات البحث ودمج هذه الخدمة في الشبكة ومن ثم إعطاء المستخدم ثقةً بخياراته في التصفح والمشاركة. وهذه النقطة هي بالضبط خاصية Sparks التي تسمح للمستخدم مشاركة اهتماماته مع الآخرين.

البرنامج مجاني في متجر البرامج بأسم +Google

 

وبهذا نكون قد لخصنا أهم مميزات جوجل+  في نسختها التجريبية،  فمالذي ستضيفه لاحقًا؟ وكيف كانت تجاربكم معها؟ وهل ستقوم بالإنتقال الى جوجل بلس وتترك الفيس بوك؟ ام سيظل الفيس بوك متربع على عرش الشبكات الإجتماعية؟

مقالات ذات صلة