موضوع قديم جديد، كثر فيه القيل و القال، واحببت ان اشارككم تجربتي في قصة “الجيلبريك” مما قرأت و سمعت و شاهدت. ربما معلوم لديكم ان الجيلبريك قانوني وانه حلال بفتوة العلماء والمختصين وطبعاً يختلف تماماً عن الكراك، وللمزيد عن الفرق بين الجيلبريك والكراك يمكنك قراءة هذا المقال. لا اريد الدخول في هل هو “حلال ام حرام” فقد افتى من هم اعلم مني بذلك لكن في هذا المقال اتحدث عن الجيلبريك وهي طريقة فتح الجهاز لاستقبال برامج من متجر سيديا سواء مجانية او بثمن.

انا عندي ايفون من حوالي 9 اشهر، اشتريته من بريطانيا و هو مفتوح على جميع الشبكات، و عندما اشتريته كنت جاهلا بموضوع الجيلبريك، و كنت اظنه طريقة لفك الحماية عن الهاتف بحيث يعمل على أي شبكة فحسب، و بما انني اشتريته مفتوح من أبل، فلم يكون موضوع الجيلبريك يشغلني بالمرة.

لكن بعدما وصل الجهاز وبدأت باستعماله، اكتشفت مدى تحكم أبل في ما يمكن و ما لا يمكن تشغيله، ملفات الفلاش و الفيديو، و ملفات اوفيس الملحقة بالايميلات كانت خيبة امل كبرى. و هكذا بدأت اسأل و ابحث عن طريقة لفتح هذه الملفات، و اسمع من فلان و استشير علان، و الكل يقول كلمة واحدة لا ثاني لها: جيلبريك جيلبريك! و عندما اسألهم لماذا؟ كان الرد يأتي: لأنه بتشغل أي برنامج ببلاش! او انو بتخلص من “تحكم” أبل بجوالك، او شيء من هذا القبيل.

احد اصدقائي -خبير في تقييم الجوالات الجديدة- نصحني بشيء مختلف، و هو انو اشتري برنامج ب اقل من دولار بيفتح هذه الملفات و بشكل نظامي و بدون مشاكل. و كانت وجهة نظره: يا سيدي اعتبرها علبة عصير جديد و بدك تجرب طعمته، ان ما عجبك، لا تشتريه تاني!

برغم اغراء “سهولة” الجيلبريك و ان الايفون لن يتأثر بشيء و ان كل “الامكانيات” لدى هذا العملاق ستظهر جلية واضحة، الا انني لم أر فرقا يذكر، فأنا لا يهمني كثيراً أمر تغيير الثيمات او الرنات و ارسال رسائل الوسائط، ببساطة لو اردت ذلك لاشتريت جوال نوكيا او سامسونج و بثمن لا يزيد عن 20% من ثمن الايفون، كما انني لست من مطوري البرمجيات الذين تعيقهم قيود أبل من ان يجربوا برامجهم و يشغلوها على الايفون.

و عندما طلبت من احد الاصدقاء ان يريني جواله الذي عمل له جيلبريك، فوجدته مثل جوالي، سألته ما الفرق؟ قال لي: عندي كل الالعاب منزلها ببلاش من الانترنت! اذاً الجيلبريك بالنسبة له هو تنزيل البرامج كراك وبدون دفع ثمنها فقط.

لكن ان لي رأي مختلف وعندي سبع اسباب لعدم عمل جيلبريك:

1- فقدان الضمان المصنعي من أبل

2- تعريض الجوال للاختراق (من قبل الكراكر): لا تظن ان كل برامج “سيديا” و اشباهها من برامج كسر الحماية “بريئة”، فكون الكود الخاص بالأيفون قد كسر، يعني انه يمكن لمبرمج محترف و خبيث ان يصمم برنامج بواجهة براقة كي يقتحم جهازك و يأخذ بيانات و معلومات حساسة جداً (كلمة المرور لبريدك الالكتروني/بيانات بطاقة الائتمان/ارقام و عناوين الخ)، اما اذا كنت من الذين لا يخزنون أي شيء ذي قيمة شخصية/مالية على الايفون فيمكن للاختراق ان يتسبب في تعطيل الجوال او تعريضه للفيروسات و التي تبطيء عمل الايفون بشكل ملموس

3- الجيلربيك يستهلك طاقة البطارية بشكل اسرع، و يقلل من عمر البطارية الاجمالي، ستتذكر ذلك عندما يأتي وقت تغيير البطارية، و الذي وفرته من الجيلبريك ستضعه اضعافا مضاعفة عندما تعرف سعر بطارية الايفون (حوالي 120 $) عدا اجور التركيب!

4- عدم القدرة على الاستفادة من التحديثات الا بعد نزول جيبلريك جديد، يعني معركة لا نهائية بين أبل و الجيلبريكرز، و الضحية من؟ اصحاب الايفونات!

5- قيمة الجهاز في حالة بيعه تنخفض كثيرا، و معروف ان الاجهزة الاصلية من أبل تحافظ على سعرها مقارنة بالاجهزة المعمول لها جيلبريك

6- كثير من برامج سيديا غير مجربة و بعضها سخيف جداً لا يستاهل تضييع الوقت و الجهد في تنزيلها ثم حذفها، كما لا ننسى وجود برمجيات “عنيدة” لا يمكنك ازالتها بسهولة عن جهازك

7- تستطيع الدخول الى مكتبة أي تونز الضخمة و الآمنة، عندهم حاليا اكثر من نصف مليون برنامج و ربع البرامج مجاني و متوسط سعر البرنامج هو حوالي 3 دولار (يعني اقل من 12 ريال)، و للعلم انا جربت اشتري بعض البرامج ب دولار و عندما اصدرت الشركة تحديثات، نزلتها على الايفون مجاناً، كما انهم يعطوك برامج مجانية لمدة محدودة.

هذه وجهة نظري، و انا لست مروجاً لأبل او البرامج المدفوعة، لكن من العدل ان يذكر الواحد ان أبل هي صاحبة الفضل في “ظاهرة الاي فون” بغض النظر عن سياستها الاحتكارية و عدائها الازلي لبرامج الفلاش و أدوبي (و هذا شيء لم استطع ان افهمه تماماً)، على أي حال انا لم اعمل و لن اعمل جيلبريك لجهازي.

اخوكم
د. طارق عيسى


كلمة مدير المدونة:

جزاك الله خير دكتور طارق على وجهة نظرك، طبعاً لا اعتراض ان الجيلبريك له مضار مثل ما له فوائد وانا شخصياً لا اضع جيلبريك على هاتفي الشخصي ولم اجد برنامج في الجيلبريك لا استطيع الإستغناء عنه او ستكون تجربتي مع الأي فون افضل به. لكن للبعض هناك برامج جيدة مثل برنامج MyWifi والذي يتيح مشاركة الأنترنت من جهازك الى الاجهزة الاخرى و برنامج My3G والذي يتيح تشغيل الفيس تايم عبر ال 3G وبرنامج FaceIt-3GS الذي يفتح الفيس تايم على اجهزة 3G وبرنامج PhoneIt-iPad الذي يجعل الأي باد 3G كهاتف وبرنامج iRealSMS للذين يعشقون الرسائل القصيرة وغيرها من البرامج التي تكون مفيدة للبعض واساسية للبعض.

اعتقد ان الجيلبريك يجب ان يكون لشخص متمرس في عالم التقنية ومستعد لأن يستخدمها بأقصى طاقتها مع توقع ان يحدث له مشاكل ويعمل لحلها. اما من يستخدم الجيلبريك لوضع انستالس بغرض عدم دفع ثمن البرامج للمطورين فهذا شيئ اخر لن اخوض فيه لأننا تكلمنا في ذلك كثيراً وطبعاً افضل شراء البرامج من متجر البرامج او تنزيل برامج مجانية فهي كثيرة ولن تفقدها اذا قمت بترقية الجهاز وفي نفس الوقت اعطيت المطورين حقهم واستمتعت بجهازك.

بخصوص الأسباب التي ذكرتها لعدم عمل جيلبريك فليست كلها واقعية. فالجلبريك يمكن مسحه عند عمل ريستور لجهازك، وأبل في الغالب لا ترد جهاز حتى لو كان عليه جيلبريك. قيمة الجهاز في حالة بيعه لا تنخفض بسبب الجيلبريك لأنه ايضاً يمكن عمل ريستور فيرجع كما كان. اما باقي الاسباب ففيها واقعية وان كان مبالغ فيها.

 على اي حال الجيلبريك جيد اذا استخدمه جيداً وكنت حريص معه، سيئ اذا لم تكن لديك الخبرة وتقوم بتثبيت كل ما يقف امامك وتريد ان تستخدم جهازك بدون خوف او اعطال.

مقالات ذات صلة