تتداول الأوساط التقنية عالمياً خبر قيام عملاق التكنولوجيا الأمريكية “أبل” بشراء شركة Anobit المتخصصة في مجال Flash Memory وذلك بحجم صفقة قدرها المتخصصون ما بين 400 إلي 500 مليون دولار لتصبح بذلك أكبر عملية استحواذ تقوم بها شركة أبل. وقد قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بالترحب شخصياً بشركة أبل في اسرائيل. إنتهى الخبر …

هذا الخبر المتداول عالميا والذي تتحاشي الكثير من المواقع العربية ذكرة أو تكتفي فقط بترجمة الخبر وبدون أي نقاش وكأن اسرائيل دولة عربية شقيقة. لكننا في آي-فون إسلام قررنا مناقشة هذا الخبر، لماذا؟…. اقرأ لتعرف.

أعلم جيدا الشعور الذي يشعر به جميع القراء الآن لأنه نفس الشعور الذي شعرت به عند قراءتي للخبر. وأيضاً دار برأسي أننا لابد أن نقاطع شركة أبل كما نفعل مع كل شركة تغضبنا و كما فعلنا مع أبل نفسها سابقاً. لكن بسؤال نفسي اين الخطأ؟ لماذا دائماً اسمع اسم دولة صهيون في كل شيئ؟ لماذا حين يتم ذكر تقنيات جديدة او برامج مشهورة او دواء شافي او بحث او او …اسمع اسم اسرائيل؟ لماذا يا أبل؟ الشركات التي يمكن الاستحواذ عليها تملئ العالم لماذا اسرائيل؟ لكن لحظة؟ هل هناك شركات أخرى كبيرة تستثمر في إسرائيل؟

وجدت أن العملاق الآخر (ميكروسوفت) لها فرع في إسرائيل. ورابع أكبر شركة برمجيات بالعالم وهي شركة ساب SAP لها فرع بإسرائيل. وشركة سيسكو  الأولى عالميا في مجال المعدات الشبكية. ومعامل تطوير شركة أي بي أم العالمية والرائدة في صناعة الحاسبات. وشركة موتورلا ايضاً لها فرع ضخم في اسرائيل. وزيند الشركة المطورة للغة بي اتش بي والتي تستخدم في اغلب المواقع ايضاً مقرها الرئيسي اسرائيل. وهناك شركة تصنف من أكبر 10 شركات في إسرائيل وهي تعمل هناك منذ عام 1974 وعرضت عليها الحكومة الإسرائيلية في يوليو 2011 ان تدعمهم ب 290 مليون دولار مقابل أن تقوم بتوسعة أعمالها وتوظيف 1500 اسرائيلي. هذة الشركة هي شركة إنتل Intel عملاق صناعة المعالجات. ذكرنا فقط شركات التقنية المعروفة لكم لكن القائمة كبيرة…

لماذا كل هذا التطور في بلد احتل ارضنا منذ سنوات قليلة، لماذا؟ هل هو المال؟ ربما لكن اعتقد ان هناك بعض البلاد العربية تملك مال اكثر من اوربا كلها. هل هو البشر وعددهم؟ قرية واحدة في بعض البلاد العربية بها اكثر من يهود العالم كلهم.

انا اعلم ان الشركات لا دين ولا ولاء لها وانما كل تفكير الشركات في الربح  والتقدم، أبل تفكر في استثمار 500 مليون دولار في مصنع رائد في تقنية عمل الفلاشات وتتوقع أن تربح 100 مليون دولار سنويا، ولو وجدت انها  بإستثمار نفس هذا المبلغ في السعودية أو مصر أو الامارات سوف تحقق في هذه الدول ربح سنوي قدره 50 مليون دولار اكثر بالطبع سوف تذهب إلي هذه الدول. وحتى لا يكون كلام بدون حقائق هناك مثال من الواقع شركة مثل سوني عندما وجدت أن ارباحها تزايدت من مخازنها بجبل علي في دبي وتضاعفت، قامت بشكل تلقائي بتوسعة المخازن حتي صارت من أكبر مخازن سوني حول العالم لكن هل هناك سبب أخر هام جدا لجذب هذة الشركات للدول بالطبع ولننظر إلي هذة الصورة:

بمجرد ظهور خبر شراء شركة أبل لشركة اسرائيلية اصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي (عليه من الله مايستحق) ترحيب رسمي بشركة أبل في إسرائيل لكن دعنا نركز علي جزئين الأول هو قوله أولى إستحواذات شركة أبل (هل تفهم ماذا يقصد و الذي يدعوا إليه!) والأمر الثاني هو اخبار أبل انها سوف تربح من ثمار المعرفة الإسرائيلية وهذا الأمر الذي ترتكز إليه إسرائيل وهو أنها تمتلك قوة هائلة تعليمية ومثال بسيط علي ذلك أنظر إلي أحد تصنيفات جامعات العالم في الويكيبديا هل يري أحد جامعة عربية؟ حسنا كيف الحال للجامعة العبرية بالقدس؟ كانت تصنف ال 94 عام 2003 ثم أصبحت ال 52 عام 2010 ولاحظ أن الجامعة رقم 51 هي زيورخ أي ان التعليم بإسرائيل أصبح ينافس سويسرا. هل تعلمون أن عديد من التقنيات التي تستخدمها يومياً قام بإبتكارها وتطويرها شركات إسرائلية. هل تصدقون هذا التطور السريع وهل تعتقد أن شركات مثل أبل أو أنتل او غيرهم ستضحي بهذا التقدم! وأين هذا التقدم في بلادنا العربي؟ وأين التعليم العربي والجامعات العربي؟

الخلاصة:

نحن في آي-فون إسلام كما هو حال كل عربي في قمة الغضب ان شركات نحبها تضع يداها في يد كيان مغتصب جرائمه معروفة للعالم كله. لكن هذه العاطفة لا تنفع ولن ينفع الغضب، عرضنا تفوق الكيان الصهيوني علينا، وهذا ليس عيب هذه حقيقة ومن لا يقبل بها سيظل في احلامه ولن يفيق والا الجهل عم بيته واهله واستضعف اكثر من ما هو مستضعف. وبعد ان نضع الحقائق امامنا يجب أن نقوم بدراسة اسباب ضعفنا وكيف نخرج من سباتنا الذي طال،  فقد كنا في القمة من قبل وكانت دول العالم تستقي العلم والمجد من والان للأسف تغير الحال، يجب علينا ان نعلم أسباب تفوق خصومنا لنتفوق مثلهم… اسرائيل تدعم شركات التقنية مثلما شرحت بأعلى مع شركة إنتل أو قيامها بالترحيب بشركة أبل بالإضافة لهذا الدعم الحكومي فهناك أيضاً تفوق تقني والإهتمام بالتعليم، وهناك شيء هام جدا وهو الدعاية فالخبر أنتشر بشكل كبير بالإنترنت وحصل علي دعم رسمي من الحكومة هناك، وحتي لو ذهبت إلى موسوعة المعلومات الحره وهي الويكيبيديا ستجد اسرائيل اهتمت بإظهار جميع الشركات العاملة في هذة الدولة فتجد قائمة كبيرة تضم مئات الشركات بينما لو رأيت نظيرتها في السعودية فهي تضم حوالي 25 شركة تقريبا ومصر تضم 50 شركة.

رسالة الى كل الشباب العربي، الا تغير؟ الا تشعر انك يجب ان تتغير؟ الم يحن الوقت ليكون هناك شباب عربي باحث ومخترع مجتهد ومخلص، الم يحن الوقت لنستبدل ستار أكدمي بنجوم العلوم؟ الم يحن الوقت ان تبدأ انت وتتوقف عن الصراخ وتجتهد في عملك. الا تشترك في بحث او تقوم بعمل اختراع او تتعلم شيئ جديد؟ لا وقت صدقني للاستهتار لا وقت صدقني.

نتمنى ان تشاركونا، لماذا تفوق علينا الغرب والشرق؟ وما هو الحل لنعود مرة اخرى في القمة كما كنا سابقاً رواد في كل المجالات؟
المصدر| 9to5Mac

مقالات ذات صلة