لا يخفى على احد الحرب الدائرة بين أبل وميكروسوفت من طرف ونظام جوجل أندرويد بالطرف المقابل، وسبق وتحدثنا في مقالة بعنوان الحروب بين الشركات إلى اين ومصطلح حرب ليس مبالغة لفظيه لكن ستيف جوبز نفسه استخدم مصطلح آخر اكثر قوه في مذكراته المنشوره وهو “الحرب النووية” وذلك بعد قوله ان نظام أندرويد هو نظام “لص” يسرق أفكار الآخرين وبراءات الاختراع ويستفاد منها دون اذن من اصحابها وانه سيشن حرب نوويه ضد أندرويد للقضاء عليها.  لكن هل تستمر الحرب؟ وبعد نجاح أبل في تسجيل براءات اختراع خاصة بتقنية اللمس المتعدد اعلن الخبراء ان أبل ربما تربح 10 دولارات من كل جهاز يحمل نظام أندرويد بسبب انتهاك أندرويد لحقوق الملكية الفكرية لها.

رقم 10 دولارات ربح او إن شئنا القول “غرامة” ليس رقماً صغيرا ولتعلم ضخامة الرقم يجب ان تعلم ان جوجل تخبر ان هناك يوميا 700 الف جهاز جديد يعمل بنظام أندرويد وهذا يعني حصولها على 7 ملايين دولار يومياً أو أكثر من 2.5 مليار دولار سنوياً. لكن هذا الرقم ليس رقماً رسمياً معلناً من قبل شركة أبل لكنه تقدير الخبراء في مجال الملكية الفكرية وهى محاوله منهم لإقناع أبل بقبول التعويض بدلاً من هذه الحرب التى لن تنتهى وستؤدى إلي خسارة للطرفين. فقيام أبل بمنع بيع بعض منتجات سامسونج في عدة دول جاء خلفه رد سريع وهو قيام جوجول (عن طريق فرعها موتورولا) بمقاضات أبل المانيا وهزيمة ابل قضائيا أمام موتورلا وهو الأمر الذى إن استمر ربما يعرض 2.7 مليار دولار تخص أبل ألمانيا للخطر نتيجة لهذا الحكم القضائى… فلماذا لا تجلس الشركات سوياً للوصول إلي تسوية مرضيه لجميع الأطراف؟؟ هذا ليس جديد علي أبل ففي يونيو الماضي اتفقت أبل ونوكيا علي تسوية وإنهاء النزاع القضائي بينهم مقابل سداد أبل مبلغ مالى لم يعلن عنه كتعويض لنوكيا لإنتهاك أبل ملكيات فكرية مسجلة لنوكيا… إذا أبل بالفعل تقوم بإنتهاك الملكية الفكرية لبعض الشركات وأبل تقبل الجلوس مع بعض خصومها والإتفاق علي تسويه ماليه إذاً لماذا لا تقوم بفعل المثل مع جوجول وتربح مليارات الدولارات من أندرويد؟

ربما يدافع البعض ويقول أن هذا حق لأبل لان نظام أندرويد يسرق براءات الإختراع الخاصة بها ثم يضعها في منتجاته لينافس ابل بها وهذا النوع من التنافس “غير شريف” لانك لا تكتفي بما تبتكره فقط لكن ايضاً تأخذ افكار الآخرين. حسناً هذا الرأي صواب تماماً لكن هناك مشكلة ان هذة الحرب لن تنتهى ابدا ولن يربح أحد. وإختيار شركة ابل تطبيق سياسة هتلر العسكرية “الأرض المحروقة” والتى تعني القضاء علي المنافس تماماً لن تنجح في الحرب التقنية فمثلا عندما صدر حكم قضائي نهائي ضد سامسونج بمنع بيع الجلاكسي تاب 10.1 وهذا الحكم نهائي وغير قابل للطعن ماذا فعلت سامسونج؟ انتجت نسخة جديدة وهي 10.1N مع بعض التعديلات البسيطة وهي تمثل تحايل علي الحكم القضائى ونقاط أبل القوية التى بسببها صدر الحكم. واصبح الجهاز متاح للبيع ولن تستطيع ابل ايقافه (كما تتوقع سامسونج والخبراء). إذا فاستمرار هذة الحرب لا معنى لها وهى مثل وضع حجر كبير فى وسط النهر لسده. سيتمكن الحجر من ايقاف الماء لفترة لكن بعدها ستزداد كمية المياه وستدور حول الحجر لتستمر فى مجرها الطبيعى قبل الحجر.

خلاصة القول

  1. أبل لن تستطيع ايقاف أندرويد نهائياً.
  2. أبل ايضاً تنتهك الملكية الفكرية للآخرين (لكن بنسب اقل منهم).
  3. أبل تقبل سياسة التسوية ودفع المخطئ لتعويض مالى للطرف صاحب الحق.
  4. أبل تستطيع ربح ما يقارب ال 3 مليار دولار سنوياً من أندرويد.
  5. أبل لم تخسر أي سوق بإنتشار الأندرويد بل كان انتشار الأخير على حساب شركات اخرى مثل بلاك بيري التي انخفض سوقها 77% في عام 2011 وعلي حساب نوكيا التى وصلت حصتها لأقل من 2% من سوق الهواتف الذكية بالسوق الأمريكى. إذا فإنتشار أندرويد لم يسحب من سوق أبل ومبيعات وأبل تزداد يومياً.

إذاً لماذا لا تقرر ابل الربح منهم وإيقاف الحرب؟ هل هى تنفيذ لوصيه ستيف جوبز؟ أم ان هناك شيء خفى لا نعلمه نحن.

هل تعتقد أن تستمر أبل في هذة الحرب ؟ ام تقرر الربح من جوجل وغيرها من منتهكي الملكية الفكرية؟
المصادر bloombergmodmyi

مقالات ذات صلة