ماذا لو قلنا لك اننا قررنا انشاء شركة مثل آبل ونصنع هاتف مثل الأي فون لننافس آبل، بالطبع ستقول ان الجنون اصابنا وبالفعل ستكون محق لأن شركات مثل نوكيا ومايكروسوفت وجوجل وسامسونج شركات عملاقة تملك كل مقوما النجاح من خبرة ومال لم تستطيع اللحاق بثورة آبل الى الان… لكن يبدو ان الصين لديها مشروع منافسة آبل، فهناك شركة اتخذت من آبل قدوة وانتجت هاتفين ثم ها هو هاتفها الاخير ميزو ام اكس Meizu MX حقق نجاح هائل في الصين حتى ان الاف المستخدمين قام بالمبيت امام المحال لشرائه حين صدر اول يوم في بدايه العام 1 يناير 2012.

كانت مفاجئه كبيره صدور هاتف قوى من الصين، اي ان شركة صينية الأصل هي من تنتجه حيث اننا جميعاً نعرف ان الهواتف الصينيه سيئه للغايه (الهواتف الصينيه وليست المصنعه بالصين فمعظم الشركات الكبرى يوجد لديها خطوط انتاج بالصين) لكن هذا الهاتف جاء بمواصفات عاليه الجوده وبسعر رائع وهو 400$ كعرض خاص لبدايه الإنطلاق ثم يرتفع إلى 470$ بعد نهايه هذا التخفيض. أما بالنسبه لمواصفات هذا الجهاز فهى كالتالى:

  • معالج سامسونج 1.4 ثنائى النواه (أسرع معالج بالهواتف وهو الموجود بسامسونج نوت الجديد).
  • وشاشه 4 بوصه بدقه ألوان 288ppi.
  • ذاكره داخليه 16 جيجا وذاكره عشوائيه ( رام ) بسعه 1 جيجا.
  • كاميرا 8 ميجا بيكسل وبدقة تصوير فيديو 1080 وهى دقه عاليه للغايه (نفس دقه الآي فون 4S نظرياً والفيديو حتى أفضل).
  • نظام تشغيل Flyme وهو نظام اندرويد 2.3.5 معدل بشكل كبير ومخطط لترقيته لنظام اندوريد 4 الجديد لكنه بصوره معدله أيضاً.

لماذا نتحدث عن هذا الإبداع الصيني

أعلم ان جميع القراء يتسائلون لماذا نتحدث عن هاتف صيني يحمل نظام أندرويد رغم اننا موقع متخصص في منتجات آبل؟ نعم هذا صحيح نحن موقع متخصص بنظام iOS لكننا أيضاً نهتم بنشر أفكار وابتكارات جديده وسبب ذكرنا هذا الهاتف ليس دعوه منا لشراءه، لكن هدفنا الاساسى هو دعوه للتفكير فقيام شركة صينيه بدأت عام 2003 وكانت تنتج فقط إم بي ثري ثم انتقلت في عام 2006 لإنتاج التطور الطبيعى وهو MP4 وكان هذا فقط هو كل خط انتاج الشركة حتى عام 2011 وقدمت هاتفين ثم جاء ثالث انتاجهم هاتف قوى بشاشه تعد اعلى كثافه ألوان (بعد الآي فون بالطبع) وأيضاً بمعالج هو الاسرع عالمياً فهذا يجعلنا نفكر، شركة ابل شركة عريقه ظهرت عام 1976 وشركة سامسونج عملاق صناعه التكنولوجيا ظهرت عام 1938 ( كانت بالبدايه شركة أرز لمن لا يعلم) والشركتين لديهم تاريخ تقنى عملاق وامكانيات هائله تفوق امكانيات دول بأكملها فالقيمه السوقيه لكل منهم منفرده تتجاوز ال 350 مليار دولار وربما تصل ل 400 مليار دولار. وفجأه دون سابق انذار يظهر منافس قوى في سوق قوب برغم عجم وجود تاريخ تقني حقيقي سوى انتاج MP3 لأقل من 8 أعوام وينتج هاتف ينافس العمالقه؟ كأنه نبت فجأه من الأرض!!! اليس هذا يجعلنا نتأمل قيلاً في حالنا، هناك آمل اليس كذلك؟

لا احد ينكر المجهود الكبير التي قامت به الشركة، فهذا الاقبال على منتجها لم يأتي من فراغ فلم تقم بنقل نظام اندرويد كما هو لكن قامت بتعديل كبير عليه لدرجه انها اطلقت اسم جديد على نظام التشغيل وهو كما ذكرنا Flyme اى انها قامت بابتكار ولم تكتفى بالتقليد كما هو متعارف عن الشركات الصينيه، وها هي شركه حديثه العهد بعالم الهواتف وطورت نظام تشغيل كبير مثل أندرويد ليوافق السوق العالمي ويظهر بمظهر رائع مبتكر وجديد، فلماذا لا نرى مثلها بعالمنا العربى؟ نعم لماذا؟ كلما تحدثت مع أحد اننا نريد ان ننافس أبل او جوجل او سامسونج او او سيقول لك (اين انت واين هم؟ اننا حديثوا العهد بالتقنيه وهم خبراء بهذا المجال ولديهم تاريخ عريق) حسناً لماذا لم تقل الشركه الصينيه هذا الكلام؟ هل تريد ان تعلم لماذا لم يرددوه مثلنا؟ لأنهم ينظرون إلى شعارات الشركات الكبرى مثل… أبل (Think Different) وشعار سونى (Like No Other) الشركات الكبرى شعارها دائما فكر بطريقه مختلفه… الطريقه التقليديه تقول لا يمكن منافسه العمالقه لكن التفكير بطريقه مختلفه يقول نعم نستطيع المنافسه لما لا؟

الخلاصة اردنا ان نعرض مثال لشركه صينيه فكرت بطريقه مختلفه ورأت فى نفسها القدره علي منافسه الشركات العملاقه، نعم الهاتف قوى لكن ليس في مستوى الآي فون والسامسونج ربما لكن حقاً قاموا بمجهود رائع لانتاج هاتف قوى ويعتبر تقنيا من اقوى 10 هواتف بالعالم (من ناحيه التقنيه والمواصفات) واجبروا جميع المواقع المتخصصه حول العالم ان تتحدث عنهم حتى موقع GsmArena. والشركه نفسها قامت بالإهتمام بادق التفاصيل وقامت بتصميم موقع يجذب بصرك ويبهرك بالهاتف وحتى علبه الهاتف ترقى لمستوى الشركات العملاقة وقد واهتمت بأدق التفاصيل فكانت نتيجه هذا الإصرار والعمل الدئوب هو النجاح، ويمكنكم مشاهده فيديو  الذى قدمه موقع GsmArena للهاتف:

السوق الصينى ضخم للغايه ووجود مشروع صينى لإنتاج الهاتف هو مشروع واعد وسيؤدي الى ربح كبير هذا اذا تم البيع داخل الصين فقط فماذا تقول اذا لاقى هذا الهاتف قبول عالمي، ولا تستعجب ان قامت الحكومة الصينية بالتضيق على آبل وغيرها من الشركات المنافسة حتى تقوى صناعتهم فهكذا تساعد الحكومات رجال الاعمال والصناعة المحلية، كما حدث في الأرجنتين حين تم منع استراد الآي فون والبلاك بيري حتى تقوم هذه الشركات ببناء مصانع لتجميع هواتفها في الارجنتين وبذلك تحقق هذه الشركات والمصانع ربح للبلد وينتعش الاقتصاد اكثر. الخلاصه انه حصل تكاتف بين الحلم والإبتكار+ عدم اليأس+الإصرار والعمل+دعم شعبى+ دعم رسمى وكانت النتيجه منطقيه نجاح.

هل من الممكن ان نرى شركه عربية تظهر وتنافس الشركات الكبرى خلال هذا العقد؟ ام ان هذا حلم بعيد المنال؟

مقالات ذات صلة