مبيعات الآي فون تحقق بشكل مستمر أرقام قياسية، ودفعت أبل لتصبح مصنع الهواتف رقم 3 في العالم -من حيث العدد- بعد نوكيا وسامسونج، وحققت مبيعات أكثر من 37 مليون جهاز في الربع الأخير من العام الماضي. لكن ما سر هذه الشعبية الكبيره للآي فون؟ هل دعاية أبل فقط؟ هل مواصفات الجهاز التقنية لا تنافس؟ بالطبع لا فجميعنا يعلم أن سامسونج على سبيل المثال تنتج بعض الأجهزة مواصفاتها تفوق الآي فون بمراحل وحتى تفوق أبل بشاشة ريتنا لم يعد موجود فمنذ أيام أعلنت شركة هواوي عن هاتف Ascend D Quad XL بشاشة 326ppi – الريتنا 330ppi – وبمعالج رباعي النواه 1.5 جيجا – الآي فون ثنائي النواه 1 جيجا- فهل يكون نظام التشغيل فقط؟ بالطبع نظام التشغيل قوي لكن هناك أمر آخر إنه التطبيقات.

لو قلت أن الآي فون أفضل هاتف سيختلف معك الكثيرون، لو تحدثت أن النظام فستجد من يعترض ويقول أن الأندرويد أو الويندوز فون أفضل من وجهة نظرهم وسرعة تطورهم، حتى إن تحدثت عن أدوات البرمجة ستجد مطوروا الويندوز فون يقولون أنه أسهل بكثير من XCode الخاص بأبل، لكن عندما تقارن بين جودة التطبيقات هنا يصمت الجميع وستجد أن اكثر الأشخاص تعصباً لنظامه يقول متهكماً الأي فون مستودع تطبيقات لكن في النهاية يعترف الجميع بجودة تطبيقات نظام أي.إو.إس وكثرتها، وقد أفردنا مقال للتحدث عن قصة صعود متجر التطبيقات. لكن هذا المتجر ومصدر قوة أبل ربما يكون في خطر مستقبلاً وبالتالى تنتهي نقطة تفوق أبل؟ والسبب في ذلك هو التقنية التي دعمتها أبل وكانت من اكبر المدافعين عنها لتستبدل بها الفلاش وهي تقنية ال HTML 5، فكيف ذلك؟

تقنية HTML5 هى الحصان الأسود في عالم الإنترنت وقد دعمت أبل هذه التقنية قديماً في مواجهه الفلاش وخصصت جزء من موقعها الرسمى لشرح مزاياها واستمرت في ذلك إلى أن انتصرت على الفلاش استسلمت أدوبي وأوقفت دعم الفلاش، لكن هناك ميزة في HTML5 ربما تسبب لأبل ازعاج وهى أنها لغة سهلة الكتابة بالنسبة للمطورين أكثر من اللغات المتخصصة الاخرى وبالإضافة لذلك فإن المنتج النهائى يعمل على جميع الأجهزة، فلك أن تتخيل ان مطور يقوم بتصميم تطبيق بشكل أسهل وفي النهاية يعمل على الآي فون والأندرويد والويندوز فون والبلاك بيري… ألن يكون هذا رائعاً وأكثر سهولة من قيامه بتصميم نسخة مخصصه لكل نظام على حده؟ وبيئة التطوير ايضاً غير معقدة فنظام التشغيل المطلوب هنا هو الإنترنت والويب وليس نظام بعينة… والويب متاح لكل جهاز، ومستقبلاً لن يخلو جهاز من الإنترنت.

لم يعد الإهتمام بتطبيقات HTML5 قاصر على المطورين الفرديين فقط لكن مؤخراً بدأت مؤسسات عملاقة في دخول هذا المجال فمنذ اشهر قليلة أعلن الفيس بوك أنه في طريقه لإنشاء متجر برامج HTML5 صالح لجميع أنظمة التشغيل، بالإضافة لشركة موزيلا والتى تنتج المتصفح الشهير فاير فوكس أعلنت في يوم 27 فبراير الماضى عن تقديم متجرها للمطورين ويمكن رؤية المزيد في صفحتهم الرسمية والجدول الزمني يظهر في الصورة التالية.

لكن الحقيقة تقال أنه لازال الوقت مبكر لنقول أن تطبيقات الويب هذه من الممكن أن تمثل خطر على متجر البرامج حيث أن هناك مزايا للأخير لا تتوافر بتطبيقات الويب ولكن لا يعني ان هذه نقاط ضعف لا حل لها فتطبيقات الويب ومتجرها في بداية ظهور وينمو ويتطور وليس في شكله النهائى كما أن هناك ميزه لا منافس لها وهى أن البرامج تعمل على جميع الأنظمة.

هل يجب أن تقلق أبل حالياً من تطبيقات الويب؟ الأجابة هي لا، فحالياً لن تمثل تطبيقات الويب أي تحدي لكن السؤال الصحيح هو هل يجب ان تقلق أبل من تطبيقات الويب مستقبلا؟ الإجابة نعم ربما تمثل خطوره مستقبلية اذا زاد الإعتماد عليه واصبحت اقوى وبالتالي ستتساوى التطبيقات في جميع بيئات التشغيل.

هل توافق أنه اذا توافرت التطبيقات بنفس الشكل والمستوى لتعمل على جميع الأجهزة وأنظمة التشغيل فأن ذلك سوف يفقد أبل قوتها ويعطي المستخدم حرية أكبر في اختيار جهازه بعيداً عن كفائة التطبيقات ومتجر البرامج، أم ان قوة أبل في توافق تطبيقاتها مع اجهزتها وان هذه المعادلة لن تتحقق بسهولة في أي نظام او جهاز أخر؟

idownloadblog

مقالات ذات صلة