شركة سوني تعتبر من أكبر شركات التقنية في العالم وكان ستيف جوبز منبهر بها ويقول أنه يريد ان تصبح أبل مثل سوني، ولا يمكن لمنصف ان ينكر ان سوني كان لها فضل كبير في تطور التقنية بشكل عام ومؤخراً بدأت سوني بالاهتمام بشكل كبير وأساسي بعالم الهواتف الذكية وقامت في 26 ديسمبر الماضي بشراء نصيب شركة إريسكون وإنهاء شراكة استمرت عشر سنوات وأنتجت عشرات الهواتف تحمل اسم “سوني-إيركسون” لكن هذه الشراكة انتهت وأصبحت الشركة الآن تحمل اسم سوني فقط وانتظر الجميع ماذا ستقدم سونى في هذا المجال وبالفعل بعد أقل من ثلاثة أشهر أعلنت شركة سوني عن هاتف جديد يحمل اسم Xperia Sola ويعتبر هذا الهاتف متميز ليس لأنه يحمل معالج فائق أو ذاكرة كبيرة أو كاميرا عالية الجودة لكن لأنه مزود بتقنيات جديدة تقدم لأول مرة في الهواتف مثل اللمس الطائر والبطاقات الذكية.

جميع الهواتف الحديثة الآن تحمل حساسات شاشة من النوع Capacitive وهو النوع الذى يتفاعل مع اللمس بشكل سريع غير الشاشات القديمة التى كانت تتطلب الضغط على الشاشة لكى تشعر باللمس الذى قمت به (اقرأ هذا المقال لتعرف المزيد عن شاشات ال Capacitive). وهناك نوعين أساسين من هذه الشاشات هما Mutual و Self ويمكن شرحهم بطريقة مبسطة:

Mutual Capacitance

وهو النوع الشهير الذى نتعامل معه وهو يتكون من عدد كبير من المكثفات Capacitive وقريبة من بعضها البعض بشكل كبير بحيث تعمل كل نقطة كحساس لمس مستقل بنفسها. هذا الأمر يعطي إمكانية تعدد اللمس للشاشة سواء بأصبعين أو اكثر، لكن لأن المسافات بين الحساسات صغيرة جداً فذلك يؤدي إلى أن المجال الكهربائي قليل وبالتالي المدي الذى تشعر به الشاشة بإصبعك قصير أي أنها تتعرف على اصبعك عند لمسها فقط. أي أن هذا النوع يعطينا القدرة على تعدد اللمس لكن يتطلب لمس الشاشة لتشعر الحساسات باللمس.


Self Capacitance

هذا النوع تكون نقاط الحساسات بعيدة نسبياً عن بعضها البعض وهذا الأمر يؤدي إلى تكوين مجال كهربائي قوي فتشعر الشاشة بإصبعك عن بعد 20 ملي لكن ولأن المسافات بين الحساسات كبيرة فاقتراب اصبعين من الشاشة يقوم بتنشيط 4 حساسات قريبه من اصبعك فيصعب على الشاشة التعرف بدقة أي نقطة تستهدف لمسها في الشاشة. أي أن هذا النوع يجعل الشاشة تتعرف على اقتراب اصبعك عن بعد من الشاشة لكن لا يدعم تعدد اللمس.

وكانت هذه هى المشكلة التى واجهت سوني فهى تريد أن تقدم مفهوم جديد للشاشات تشعر بأصابع اليد قبل وصولها للشاشة لكن المشكلة ان هذا سيؤدي لإلغاء تعدد اللمس وهو أمر غير ممكن لأن جميع الهواتف الآن تستعمل هذه الخاصية سواء لتكبير الصور أو لغيرها من الوظائف. وإذا قدمت أبل الحساس التقليدي للمس “Mutual Capacitance” فلن تقدم جديد. لكن سوني واصلت أبحاثها ثم أعلنت عن تقديم أسلوب جديد للمس يسمى:

Floating Touch

قامت سوني بدمج النوعين السابقين في الشاشة معاً في نفس الشاشة. فإذا اقترب اصبعك من الشاشة شعر به حساسات ال Self Capacitance التى تشعر باللمس عن بعد كما سبق وأوضحنا وتعمل حساسات ال Mutual Capacitance على تحديد موضع هذا الأقتراب بدقة . أما في حالة لمس الشاشة بأكثر من اصبع فهنا يعمل حساسات النوع الأخير والتى تدعم تعدد اللمس… أي ان سوني قامت بدمج الإثنين معاً بحيث يعمل الحساس المناسب للحدث سواء كان اقتراب من الشاشة أو تعدد اللمس.

كيف تستفاد سوني من هذه الميزة؟

نعلم أن السؤال الذى يجول بذهن القارئ هو كيف سنستفاد من هذه الخاصية؟ تهدف سوني إلى إدخال مفهوم تعودنا عليه في الحاسب ثم افتقدناه مع شاشات اللمس في الأجهزة المحمولة وهو امكانية التحرك فوق عناصر الشاشة بدون الضغط عليها (Mouse Over) مثلاً في تصفح الإنترنت ان تقوم بالتظليل على المكان قبل الضغط عليه لتعرف معلومات اكثر او تتفادى الضغط بالخطأ فمع تقنية سوني الجديدة قبل أن يصل اصبعك للشاشة سيظهر لك مؤشر يوضح لك ما هو الجزء الذى ستضغط عليه وهذا يقلل احتمالية الخطأ في اللمس لما يقارب الصفر لأنك تعلم مسبقاً أين ستضغط وليس مثل أي هاتف تقليدي تعلم فقط بعد أن تلمسها.


خاصية البطاقات الذكية

هل تذكرون خاصية الملفات الشخصية في الهواتف التقليدية؟ (أن يكون لك إعادات خاصة للعمل مثل ان يتم وضع الجهاز على الصامت وإعدادت خاصة للمنزل ثم تنتقل بين هذه الإعدادت بسهولة) هذه الخاصية التى افتقدناها مع الآي فون جائت سوني لتقدمها بمفهوم جديد ومطور يسمي البطاقات الذكية SmartTags. تعتمد سونى في هذه الخاصية على تقنية NFC التى سبق وتحدثنا عنها، حيث يأتي مع الهاتف عدة بطاقات صغيرة تقوم ببرمجتها للقيام بوظائف محددة فمثلا تضع بطاقة بجوار باب المنزل وعند وصولك للبيت تمرر الهاتف بجوار هذه البطاقة ليقوم تلقائياً بتشغيل الواي فاي وإعلاق البلوتوث وفتح تطبيق الأخبار. وتضع بطاقة أخرى بجوار السرير وقبل النوم تمرر هاتفك بالقرب من هذه البطاقة ليقوم بإغلاق الواي فاي والجي بي إس وتشغيل المنبه أو تختار تشغيل إذاعة القرآن الكريم وغيرها وتضع ثالثة بمكتبك فبمجرد وصولك للعمل تمررها فيغلق صوت الهاتف ويحوله لوضع الصامت ويفتح البريد تطبيق ما تستخدمه في عملك وبطاقة رابعة في السيارة وهكذا  وليس الأمر قاصر على الترفيه فقط لكن يمكنك أن تضبط بطاقة منهم لتقوم بتشغيل بفتح الواي فاي وتشغيل تطبيق عرض الوسائط مثل الباور بوينت فتتحدث وتشرح بشكل حر وبمجرد أن تضع هاتفك على المنضدة بالقرب من الشريحة يبدأ الهاتف في العرض التلقائي (بدلاً من فتح الهاتف والواي فاي وفتح التطبيق والضغط على بداية العرض وغيرها) أي أن الجهاز يعطيك خيارات تعديل وضبط الشرائح كما تريد وكل شريحة بشكل مستقل ويمكن مشاهدة هذا في الفيديو التالي:


لا تتعجب اننا نتحدث عن سوني، وعن تقنيات الشركات المنافسة لأبل برغم اننا آي-فون إسلام موقع مخصص لنظام iOS وتقنيات أبل، وذلك لأننا عشاق للتقنية قبل ان نكون عشاق لأبل واذا توقفت أبل عن الإبداع سوف نسعى للبحث عنه في اي مكان…

لا حدود للإبداع ولا حدود للتقنية والعلم ليس حكراً على شركة واحدة ولازال هناك أفكار لم تكتشف بعد ولازال عالم التقنية يسع إبتكارات جديدة، اليس كذلك؟

المصدر | sonymobile

مقالات ذات صلة