تعتبر تكنولوجيا البطاريات بطيئة التقدم إذا قورنت مع تطور تقنيات الهواتف حتى تكاد أن تكون سرعة نفاذ البطارية هى المشكلة الأساسية والقاسم المشترك الأكبر بين جميع مستخدمي الأجهزة الذكية بمختلف أنواعها ونجد أن الهواتف يصغر حجمها لكن البطاريات تزداد حجماً وتحاول الشركات بشتى الطرق إيقاف هذا النزيف في البطاريات وذلك عن طريق ابتكار أنواع جديدة من الشاشات قليلة إستهلاك الطاقة. وعند صدور الآي باد الجديد قامت عدد كبير من المراكز المتخصصة بدراسة بطاريته وذلك لاحتواءه على ميزتين تستهلكان الطاقة بشكل كبير وهما الشاشة الريتنا وخدمات الجيل الرابع، وكانت النتائج جيدة حيث ثبت أن بطارية الآي باد الجديد تستمر فترة تساوي تقريباً نفس الفترة الزمنية لسلفه الآي باد 2 لكنهم وجدوا مفاجئة أن الآي باد يستمر في الشحن حتى بعد الوصول إلى 100% فلماذا يحدث هذا الأمر؟

قام دكتور ريموند وهو أحد المختصين في مجال التقنية بتوصيل الآي باد الخاص به في الكهرباء ليتم شحنه حتى وصل إلى 100% ثم قام باستخدامه حتى إنتهى الشحن وسجل المدة الزمنية فوجدها 10.4 ساعة ثم قام بتوصيله مرة أخرى في الشاحن وتخطي شحن ال 100% (الظاهري) وانتظر حتى توقف الشحن وقام باستخدامه (نفس الاستخدام السابق) فوجد المدة الزمنية الجديدة هى 11.6 ساعة وظن دكتور ريموند أن هذا يعتبر خلل في الآي باد لكن أبل قامت بتوضيح لماذا حدث هذا الأمر، لكن قبل نشرح تفسير أبل دعنا أولاً نوضح بعض النقاط الهامة عن البطاريات.

كيف تقيس أبل مقدار الشحن؟

أول معلومة يجب علمها هي أن تقدير شحن البطارية ليست بالسهولة المتوقعة فهو ليس مثل السيارة تستطيع عن طريق النظر إلى مؤشر فتعلم بدقة مقدار امتلاء الخزان بالوقود… وطبقاً ل “إيزيدور بوخمان” المتخصص في مجال الالكترونيات فإنه لا توجد طريقة دقيقة تخبرك مستوي البطارية في وقت محدد بل أن الرقم الذى يظهر هو رقم تقريبي ولذلك فإن المتخصصين يقومون بحساب مقدار الكهرباء الذي يحصل عليه الجهاز لحساب مقدار الشحن فكلما زاد شحن الجهاز زاد بالتالي مقدار الكهرباء الذي يحصل عليه. فمثلاً بالنسبة للآي باد الجديد فعند تسجيل أنه يقوم بالشحن ب 4.2 فولت فهذا يعني أن البطارية قد أكملت الشحن… أما لماذا يزداد مقدار الكهرباء المستهلكه للشحن فيمكن معرفة هذا عن طريق المثال التوضيحي التالي:

لنفترض أنك تريد ملئ بالون بالهواء… في البداية يكون البالون فارغ تماماً لذلك لا يستهلك جهد لإدخال الهواء به لكن بعد أن يقارب من الإمتلاء فإنك تبذل جهد مضاعف لإدخال هواء جديد وذلك لأن البالون شبه ممتلئ وصعب أن يستقبل المزيد وهذا بالظبط ما يحدث في البطارية ففي البداية تكون البطارية فارغة فيسهل ملئها بالكهرياء لكن بعد فترة تزداد الصعوبة تدريجياً ويزداد مقدار الفولت إلى أن تصل لرقم 4.2 فولت وهذا يعني أنها اكتملت الشحن تماماً.


 كيف يتم شحن أجهزة آبل؟

صرحت أبل أن أجهزتها سواء الآي باد أو الآي فون أو الآي بود تاتش تُظهِر للمستخدم أنها وصلت لتمام الشحن 100% قبل أن تصل إلى هذا الرقم فعلياً ولكن في هذه اللحظة لا يتوقف الشحن بل يستمر إلى أن يصل ل 100% الفعلية ثم يتوقف ليتم تفريغ البطارية قليلاً ثم يعاود الشحن مرة أخرى حتى اكتمال الشحن ل 100% ثم يتوقف وتتكرر هذه العملية حتى تقوم بفصل الجهاز من الكهرباء. وأخبرت أبل أن هذا يحدث منذ مدة طويلة في جميع أجهزتها وليس شيئ جديد وهذا الأمر مفيد في حالة أنك تنسى الهاتف في الشاحن لفترات طويلة. وهو أيضاً يفسر لنا لماذا حدث الفارق الزمني السابق من 11.6 ساعة حتى توقف الشحن مقابل 10.4 ساعة عند الوصول ل 100% لأن كما شرحنا الوصول لرقم مائة لا يعني تمام الشحن ولأن بطارية الآي باد الجديد ضخمة وتعادل أكثر من 8 أضعاف بطارية الآي فون 4S لذلك فإن الفارق بين الشحن الفعلي والشحن الظاهر كبير لأن البطارية كبيرة السعة.

هل لاحظت من قبل أن جهازك يواصل الشحن بعد الوصول إلى 100% ؟ وهل تنسى جهازك لفترات طويلة في الشاحن؟

المصدر| cultofmac

مقالات ذات صلة