تحدثنا سابقاً أكثر من مرة عن نظام أندرويد باعتبارة منافس أساسي لنظام أبل iOS وعقدنا مقارنات بين الآي فون ومنافسوه مثل الجالاكسي إس 2 و الجالاكسي إس 3 وتحدثنا عن بعض مزايا هذا النظام وأيضاً أشهر عيوبة مثل الأمان وكثرة التطبيقات الخبيثة، ويمكن العودة إلى المقالات عن الأندرويد عبر هذا الرابط، لكن السؤال الذي يدور في ذهن الكثير من المستخدمين هل حان الوقت لتجربة نظام جوجل؟ هل يمكنني كمستخدم أبل لمدة سنوات طويلة أن أتركها؟ وفي هذا المقال نناقش هذا الأمر ونسعى للإجابة عن تساؤل هل حان الوقت حقاً لتجربة أندرويد؟ وما هى الأمور التي تمنعنا من ذلك؟

قبل أن نبدأ:

  1. نناقش في هذا المقال أجهزة الأندرويد التي تعمل بالنظام الأصلي والترقيات لن ندخل في الرووت وغيرها من الحيل وذلك لأننا إن قلنا أن بعض مشاكل الأندرويد يمكن حلها بالرووت أو تحميل سوفت وير معدل ففي المقابل فمشاكل الآي فون تحل بالجيلبريك.
  2. نسعى في هذا المقال إلى قتل التعصب للشركات وإظهار أننا لم ننتقل إلى الأندرويد بسبب بعض المزايا التي تنقصه وإن توافرت به لأنتقلنا إليه وإن توافرت في الويندوز فون لإنتقلنا له فنحن نريد الأفضل مهما كان النظام. أي سنعرض نقاط لا تعجبنا في الأندرويد وإن تم حلها سيمكننا الإنتقال إليه بكل تأكيد.
  3. كاتب المقال مستخدم آي فون محترف منذ عام 2008 وتعامل مع الآي فون 3G وحالياً الآي فون 4S وأيضاً يستخدم نظام أندرويد عبر جهاز من الفئة المتوسطة وهو سوني اكسبريا Neo V بنظام تشغيل أيس كريم ساندوتش أي أن وجهة النظر التي تعرض في هذا المقال هى عن تجربة شخصية.

إدارة موارد الجهاز

من المزايا الخادعة في أجهزة الأندرويد هى مواصفات الجهاز التقنية ونذكر أنها ميزة خادعة حيث أنك إذا قارنت جهاز أندرويد وجهاز آي فون وكليهما يضم نفس المعالج وحجم الذاكرة لوجدت الفارق كبير في السرعة لصالح الآي فون وذلك بسبب قيام أبل بتصنيع نظام التشغيل وكذلك العتاد في الجهاز لذا فنسبة التوافق كبيرة وتؤدي إلى سرعة عالية، ولتوضيح ذلك ننظر إلى الجالاكسي إس 3 الذي يمتلك معالج رباعي النواه 1.4 جيجا وهو نظرياً أكثر من ضعف معالج أبل الثنائي النواه 1 جيجا كما يمتلك ضعف سعة الذاكرة وبالفعل جاءت اختبارات السرعة تظهر تفوق الجالاكسي لكن ليس بنفس النسبة التي تظهرها المواصفات التقنية ومع فترة من الاستخدام وتحميل التطبيقات يقل فارق السرعة – لكن نعترف أن الفارق يظل لصالح الجالاكسي – لذا فإن أقل مواصفات لجهاز أندرويد تشتريه لابد أن يكون مماثل أو يزيد على أعلى مواصفات لجهاز أبل “4S” هذا من أجل أن تشعر أن الجهاز مقبول السرعة وليس بطيء.

نقطة أخرى خادعة وهى أن أجهزة الأندرويد يمكن تركيب ذاكرة خارجية بها عكس الآي فون ، ونذكر أنها خادعة بسبب أن هناك تطبيقات لابد أن تحمل على الذاكرة الداخلية فقط لذا تجد شركات كثيرة تبيع أجهزة ذات ذاكرة داخلية 512 ميجا أو 1 جيجا فقط وتذكر أنه يدعم تركيب ذاكرة خارجية حتى 32 جيجا ويشترى المستخدم الهاتف ثم يفاجئ أنه لا يستطيع تحميل بعض التطبيقات لأنه لا يتوافر مساحة داخلية في الجهاز ( حتى إن كان يمتلك عشرات الجيجا في الذاكرة الخارجية ).

الخلاصة: أبل تتفوق في إدارة مواصفات الجهاز وضمان السرعة بأقل الإمكانيات وتحميل التطبيقات لا يؤثر على سرعة الجهاز لكن الشركات الأخرى تعوض ذلك بمواصفات تقنية عالية.


الدعم المستقبلي وترقية الجهاز

لا يوجد شركة في العالم تقدم دعم وترقية لأجهزتها مثل شركة أبل وأكبر دليل على ذلك أن الآي فون 3GS الذي صدر في يونيو 2009 سوف يحصل على نظام iOS 6 الذي سيصدر في أكتوبر 2012 ولأن أندرويد نظام مفتوح المصدر فإنه لا يوجد رقابة بواسطة جوجل على الشركات فلترقي أي شركة أي جهاز تريد فمثلاً عندما صدر ICS أعلنت سامسونج ترقية جهازين فقط وهما S2 ونوت وقالت أن باقي الأجهزة مواصفاتها التقنية لا تكفي لتحمل النظام الجديد، ولكن شركة مثل سوني قامت بترقية جميع الأجهزة التي صدرت في 2011 حتى أن هناك أجهزة حصلت على الأيس كريم ساندوتش ذات مواصفات تقنية نصف أجهزة أخرى من شركات أخرى لم تحصل على الترقية.

كما أن نظام الأيس كريم أعلن عنه أكتوبر 2011 ونظام الجيلي منذ بداية يوليو مضى ولا يزال حتى اليوم هناك أجهزة يذكر في صفحتها الرسمية ” مخطط لترقيتها للأيس كريم ساندوتش ” وفي الوقت نفسه أجهزة أخرى يتم ترقيتها فعلياً لنظام الجيلي بين.

حتى إذا علمت أن جهازك سوف يتم ترقيته إلى أي نظام فإنك ستقرأ في موقع الشركة أن الترقية “ستبدأ” ونعم قرأت الكلمة بشكل صحيح الترقية ستبدأ وهذا بسبب أن الشركات تقوم بترقية الدول بشكل منفصل فمثلاً جهاز Neo V أعلن عن تحديث له وهو 4.0.4 وبدأت الترقية رسمياً في 28 مايو وحتى الآن لم يأتي اليوم الذي يرقى فيه جهازي رغم أكثر من شهرين على حصول جهاز آخر مماثل له في دولة أخرى على التحديث ويمكن مشاهدة قائمة الأجهزة التي تم ترقيها عبر هذا الرابط.

مثال آخر: أنت تمتلك جالاكسي S3 وعندما يتاح الترقية للجيلي بين وبفرض أنك تقطن في السعودية ولك صديق في الولايات المتحدة يمتلك نفس جهازك جالاكسي S3 تجد انه رقى للجيلي بين وأنت لم تتاح لك الترقية بعد وتستمر هذا لأشهر وليس أيام ( بالمناسبة لم تعلن سامسونج رسمياً أن الجهاز S3 سيتم ترقيته ولا الموعد لكن حصوله على الترقية أمر شبة مؤكد ).

والأسوء من هذا هو أسلوب تعامل الشركات مع العملاء فتجد سوني تذكر في موقعها الرسمي ” لن نجيب على أسئلة من نوع متى سيصدر التحديث لدولة X ؟ ” وفقط تخبرك أن تنظر للقائمة بشكل مستمر وإذا وجدت رقم جهازك المسلسل فهذا يعني أنه يمكن ترقيته الآن وإذا لم تجد رقمك فلا تسأل متى سيتاح!!! وهذا يختلف كلياً مع أبل ففي اليوم الذي سيصدر فيه نظام iOS 6 سيمكن ل 300 مليون جهاز حول العالم الترقية ولا يوجد أي تفرقة بين العملاء.

الخلاصة: عند شراءك جهاز أندرويد فعليك ألا تفكر هل سأحصل على دعم مستقبلي؟ هل إذا صدر نظام أندرويد 5 سيكون متاح في هاتفي؟ وإذا كان سيتاح فمتى سيكون متاح ؟ إلى متى سأظل أحصل على ترقيات؟ عام أم عامين ؟ أي أنك تشتري الجهاز وتتعامل معه حالياً وتنس المستقبل عكس أبل.


متجر البرامج ورقابة جوجل:

يقول البعض أن أبل تبالغ في القيود على أجهزتها ، في المقابل جوجل أيضاً تبالغ في التهاون في مجال الرقابة سواء على المتجر أو على الشركات الحليفة لها. فأنا كمستخدم عندما أقوم بتحميل تطبيق من متجر أبل أشعر بالثقة وفي التحديث iOS 6 سيسألك النظام هل تريد السماح لهذا التطبيق بالوصول إلى أرقام هاتفك أو التذكيرات أو التقويم وصورك وهكذا أي تحصل على تحكم كامل في الخصوصية، كما أن أبل تمنع أي تطبيق من الوصول للتطبيقات الأخرى.

لكن في الأندرويد فإن النظام متشابك ويمكن لأي تطبيق الوصول إلى التطبيقات الأخرى ويمكنك تحميل تطبيق يتحكم في التنبيهات التي تصلك من كل التطبيقات الأخرى وكيف تعرض؟ وتختار إذا جاء تنبيه من الفيس بوك مثلاً قم بتشغيل الاهتزاز مرتين وأظهر التنبيه على الشاشة لكن إذا جاء من تويتر فقم بتشغيل الإضاءة بلون أحمر مرتين ولا تظهر التنبيه على الشاشة ، وهو أمر رائع للمستخدم العادي لأنه سيمكنه من تخصيص جهازه كما يريد لكنه نسى أن هذا التطبيق أصبح يتحكم في التنبيهات الواردة للجهاز وفي كل التطبيقات الأخرى، فهل تضمن ألا  يقوم أحد بتصميم تطبيق سيء يرسل هذه التنبيهات لجهة ما ويتطلع على أسرارك؟

وبالطبع لا ننسى وجود ألالاف التطبيقات الخبيثة التي تنزل على المتجر وتكتشفها جوجل بعد فترة وتحذفها… الحل لهذه المشكلة هو إما رقابة إضافية من جوجل أو تقوم بتثبيت برنامج مضاد فيروسات على هاتفك وهو سيعطيك الأمان ورقابة وحماية لكن سيقلل من سرعة الجهاز وعمر البطارية لإنه سيعمل دائماً في الخلفية وسيراقب عمل جميع التطبيقات في جهازك ليحميك منهم.

الخلاصة: مع أبل تشعر بأمان وراحة بال على خصوصيتك لكن مع أندرويد عليك أن تكون حذراً وتحمل التطبيقات الموثوق بها وتضع مضاد فيروسات، أبل تضع قيود كثيرة وجوجل تعطيك حرية كبيرة على حساب الأمان والخصوصية فأيهما تختار؟


انتهى الجزء الأول من “لماذا لا أفكر في ترك iOS والانتقال للأندرويد؟” وانتظروا الجزء الثاني خلال أيام والذي نناقش فيه:

  1. جوجل تحرض المستخدم على سرقة التطبيقات.
  2. ماذا يوجد في الأندرويد ولا يوجد في أبل؟
  3. التطبيقات العربية في نظام الأندرويد.
  4. ماذا نحتاج من جوجل للانتقال إلى أندرويد؟
نرجو البعد عن التعصب والتشدد وسباب الأنظمة وسبب كتابة المقال هو ذكر عيوب إن تم تلافيها ربما ننتقل إلى الأندرويد ، ولم نذكرها من منطلق ذكر عيوب الأندرويد والهجوم عليه
هل سبق لك تجربة نظام أندرويد ؟ وما هى العوامل التي تدفعك إلى ترك أبل والانتقال إلى أندرويد؟ شاركنا رأيك

مقالات ذات صلة