كشفت سامسونج مساء الخميس الماضي عن جهازها الجديد S4 والذي جاء بعتاد قوي للغاية ويفوق كل الأجهزة الموجودة حالياً وحتى بعض الحواسب الشخصية، وقد ركزت سامسونج على إضافة مزايا في النظام نفسه لأنها تعلم أن التفوق لا يكون بمواصفات الأجهزة التقنية فقط.

فما الجديد في هذا الجهاز؟ وما هي المزايا التي أضافتها سامسونج عليه؟ وهل هي حقاً حصرية للجهاز؟

مسرحية عرض الجهاز

مؤتمر سامسونج الذي قارب الساعة كان أسلوب عرضه أشبه بمسرحية يقوم الممثلون فيها بأدوار توضح مزايا الجهاز، وهى فكرة تبدو للوهلة الأولى رائعة حيث تظهر المزايا في حياتنا العملية. لكن المسرحية وأداء الممثلين جاء مصطنعاً بشكل كبير وأقرب للابتذال وتعمّد الفكاهة، وأحياناً تشعر أنهم يقولون لك “إنها دعابة هيا ابتسم”، وأحياناً أخرى إظهار انبهار زائد بميزة بسيطة توجد في أجهزة أخرى. ليس منطقياً أن يستخدم أكبر مصنّع للهواتف المحمولة في العالم -سامسونج- هذا الأسلوب. لكن على كل حال جاء الجهاز قوياً كما سنوضح لاحقاً.


صراع العتاد

سامسونج تتفوق في العتاد، فهي أكبر بائع لمعالجات الأجهزة وثاني أكبر مزوّد بشاشات الأجهزة بعد LG. كما تبيع كروت الذاكرة وغيرها. لذا قررت تزويد جهازها بمعالج ثماني النواة، أو يمكننا القول أنهما معالجان رباعيا النواة، أحدهما رباعي 1.6 جيجا للمهام التي تحتاج طاقة عالية والثاني 1.2 جيجا للأعمال البسيطة، وعندما يكون الجهاز خاملاً أو تقوم بأعمال بسيطة يغلق المعالج الأقوى -الـ 1.6جيجا- لتقليل استهلاك الطاقة أما باقي المواصفات فكانت كالتالي:

  • شاشة 5 بوصة بكثافة ألوان 441ppi محمية بزجاج جوريلا 3.
  • ذاكرة عشوائية 2 جيجا، وذاكرة داخلية 16/32/64 مع إمكانية تركيب كارت خارجي 64 جيجا.
  • كاميرا خلفية 13 ميجا بيكسل وأمامية 2.1 ميجا.
  • دعم شبكات الجيل الرابع (النسخة العالمية قريباً).
  • بطارية 2600 ملي أمبير.
  • الشحن اللاسلكي مثل لوميا 920.

* هناك نسخة أخرى من الجهاز سوف تصدر بمعالج رباعي النواة 1.9 جيجا فقط، ولم يكشف بعد عن الدول التي سوف تتوفر فيها هذه النسخة.


مزايا حصرية للجهاز

تطلق جوجل نظام أندرويد كنسخة خام، ويمكن لكل شركة التعديل عليه كما تشاء وتضيف مزايا خاصة بها، لذا تجد البعض يقول أن أندرويد الموجود في أجهزة سامسونج أفضل من الموجود في أجهزة سوني. وقد سعت سامسونج إلى إضافة عدد كبير من المزايا لتجعل هاتفها هو المميز وسط منافسيه. وهذه بعض المزايا الجديدة:

Air Gesture/View: وهى تطور لتلك الموجودة في نوت 2 وسوني سولا، حيث يشعر الجهاز بإصبعك قبل أن يصل إلى الشاشة فتستطيع تحريكه بالقرب من الشاشة للتحكم في الجهاز، أو تحرك يدك أمامها للتنقل بين الصفحات والصور. ميزة جيدة لكن من الناحية العملية ستستخدم فقط إذا كانت يديك متسخة وتحتاج إلى استعمال جهازك فمن غير المريح أن يظل إصبعك معلقاً على بعد ملي متر من الشاشة.

Dual Camera: وهى ميزة تمكنك من التقاط الصورة بالكاميرا الأمامية والخلفية في نفس الوقت، بحيث يظهر صور من تلتقطه وكذلك تظهر أنت في نفس الصورة. وهى ميزة تحتاج مجهوداً بأن يقف من تصوره  في زاوية مناسبة لزاويتك بحيث تظهر الكاميرا الأمامية والخلفية صوراً متناسقة. الميزة ليست حصرية حيث يوجد بعض التطبيقات تقوم بأدائها في المتجر.

Smart Pause: إذا كنت تشاهد فيديو ثم أدرت رأسك بعيداً فسيقوم الجهاز بإيقاف الفيديو ثم إعادة تشغيله مرة أخرى عندما تعيد النظر للشاشة. ميزة جيدة لكن لم تختبر بعد لنعرف هل ستعمل إذا كنت أشاهد فيديو من زاوية؟ وهل أستطيع إيقافها وتفعيلها؟ فأحياناً نقوم بتشغيل فيديو محاضرة أو درس لنستمع إلى محتواه فقط بدون النظر للجهاز. كما أن هذه الميزة ستستهلك طاقة كبيرة حيث ستعمل الكاميرا الأمامية طوال الوقت لتحديد وجهك. ميزة جيدة لكن ننتظر أن نراها هل عملية أم لا؟

Sound & Photo: وهي ميزة تمكنك من إضافة صوت إلى  الصور، ولم تذكر سامسونج كيف ستعمل هذه الصور على الهواتف الأخرى غير إس 4؟ وهل سترسل كفيديو؟ هل سيخصص موقع لعرضها؟ بشكل عام يوجد عدد من التطبيقات يمكنها القيام بنفس الميزة في متجر البرامج.

Samsung Hub: متجر سامسونج للتطبيقات والأفلام والصوتيات وغيرها، لكن هل يمكن أن يقارن بمتجر جوجل أو متجر أبل؟

WatchOn: وهى ميزة تمكنك من عرض محتوى جهازك مثل الأفلام على شاشة تلفازك، مثل ميزة Air play التي ظهرت في أجهزة أبل قبل عامين ونصف وبالتحديد سبتمبر 2010 تحت اسم Airtunes وقتها.

HomeSync: التقط صوراً أو فيديوهات وستنتقل فوراً إلى السحابة ويمكنك مشاهدتها من أي مكان أو على شاشة تلفازك، ميزة تعتبر تطوراً لفكرة سحابة أبل ومزامنة الصور الموجودة بها.

S Health: ميزة جيدة من سامسونج حيث يمكنك الجهاز من متابعة المعلومات الصحية والطبية مثل وزنك وكم مشيت اليوم وعدد ساعات النوم والتمرينات الرياضية وضغط الدم وغيرها. يوجد عدد من التطبيقات التي يمكنها أداء هذه الوظائف لكن سامسونج دمجتهم مع النظام (تحتاج بعض المزايا ملحقات خاصة لتعمل).

S Translate: برنامج للترجمة الصوتية، تحدث بلغة وسينطق الجهاز أخرى حيث يدعم 7 لغات، ويوجد مئات التطبيقات يمكنها القيام بنفس الدور وتدعم عشرات اللغات منها اللغة العربية.

Group Play: ميزة تمكنك من تشغيل الصوتيات على أكثر من جهاز في نفس الوقت. ميزة جيدة ستستخدم قليلاً وتحتاج أن يكون كل أصدقائك لديهم S4 وليس أي جهاز سامسونج أو أندرويد آخر.

S Voice Drive: عندما تركب السيارة وتفعل وضع القيادة، يقوم الجهاز بإظهار الطريق وقراءة الرسائل وإظهار النصوص بخط كبير وعدد من الوظائف التي تجعلك تركز في الطريق. ميزة جيدة لكن تعتبر ميزة أبل Eyes free أفضل منها تقنياً حيث يندمج الجهاز مع السيارة، لكن تتفوق ميزة سامسونج أنها تصلح لأي نوع من السيارات.


نظرة أخيرة:

  • أثبت المؤتمر أنه ليس أبل فقط التي تستطيع أن تجعل العالم ينتظر مؤتمرها.
  • هاتف سامسونج من ناحية السرعة سيكون هو الأسرع، لكن هل قامت جوجل بتحديث الأندرويد ليتواكب مع هذه السرعة الخارقة؟ فالنظام له عامل كبير فكما نذكر أن الآي فون بالمعالج 1.2 ثنائي النواة أثبتت اختبارات السرعة أنه أسرع من S3 ذو المعالج 1.4 رباعي النواة.
  • اعتمدت سامسونج على المزايا التي ستكون حصرية للجهاز كما تفعل أبل أحياناً، لكن الفارق أن نظام الأندرويد مفتوح فبمجرد صدور الجهاز سيتمكن الهاكرز من نقل المزايا إلى هاتف S3 أو حتى هواتف سوني و HTC. كما أن هذه المزايا معظمها يمكن الحصول عليه من خلال تطبيقات لكن سامسونج قررت اتباع سياسة أبل عندما وضعت البانوراما في النظام كميزة رغم أنها موجودة كتطبيقات، وسرعة تطوير التطبيقات تكون أكثر بمراحل من تحديث الميزة المدمجة في النظام.
  • بعض المزايا تعتبر رائعة إذا نظرنا إليها بشكل منفرد وتقنياً، لكن من الناحية العملية ربما لن تستخدم، فهناك فارق بين وضع ميزة عملية ووضع أخرى للإبهار بغض النظر عن كونها عملية أم لا، وستستخدم أم لا.
  • هاتف S4 من سامسونج ذو المواصفات الأقوى ومنافس شرس لأشقّائه الأندرويد والأنظمة الأخرى. فهل سيستطيع هذا الهاتف سحب البساط من تحت أقدام الآي فون 5 الحالي و 5S القادم؟ وحدها الأيام هي من ستجيب.

شاهد فيديو استعراض الهاتف

ما رأيك في هاتف سامسونج؟ وهل ترى المزايا التي دمجتها في النظام يصعب الحصول عليها وتشجعك على الانتقال إليه؟

مقالات ذات صلة