تنتشر الأجهزة اللوحية حالياً بشكل يفوق أي أجهزة أخرى، ويتوقع الخبراء بيع أجهزة لوحية هذا العام أكثر من الحواسب الشخصية وهو ما يوضح أهميتها وانتشارها، وقد ذكرت أبل أن 80% من المدارس العليا في الولايات المتحدة تستخدم أجهزة الآي باد، وللأهمية الكبرى للأجهزة اللوحية تسعى الدول إلى الاستفادة منه مثلما عرضنا التجربة الإماراتية وأيضاً الحكومة التركية التي تخطط لشراء آي باد بقيمة 4.5 مليار دولار، وفي هذا المقال نستعرض التجربة المصرية مع التابلت “إينار”.

طبقاً لما ذكرته الحكومة المصرية فإن فكرة تصنيع تابلت مصري بدأت منذ أكثر من عام ونصف وتم إرسال مجموعة من المهندسين للتدريب في الولايات المتحدة وألمانيا وأيضاً الصين حيث تم تدريبهم في مصنع “فوكسكون” الذي يتولى تجميع أجهزة أبل، وبالفعل تم تجميع جزء في الصين أثناء التدريب وبدأ الإنتاج في مصر تحت إشراف وزارة الإنتاج الحربي إلى أن قامت الحكومة بالإعلان رسمياً عن التابلت وكشفت أنها تهدف لأن يكون كل طالب في مصر لديه جهاز لوحي خلال السنوات القادمة.


العتاد والأرقام:

يأتي إينار مزوداً بمواصفات مختلفة؛ ففي حالة المعالج والذاكرة هو مرتفع بالنسبة لمعظم الأجهزة اللوحية في الأسواق والمواصفات كالتالي:

  • معالج ثنائي النواة 1.6 جيجا هرتز.
  • ذاكرة عشوائية 1 جيجا.
  • كاميرا خلفية 2 ميجا وأمامية 0.3 ميجا.
  • مساحة تخزينية داخلية 8 جيجا منها 5.36 جيجا للمستخدم ويمكن تركيب ذاكرة خارجية حتى 32 جيجا.
  • نظام تشغيل أندرويد جيلي بين 4.1.1

المواصفات من الناحية النظرية مرتفعة فالمعالج ثنائي 1.6 يفوق الغالبية العظمى من الأجهزة اللوحية بما فيها جالاكسي تاب حجم 10.1 وجهاز أمازون كيندل فاير HD وكذلك هواتف ذات أسماء رنانة مثل جالاكسي إس 2 وغيرهم وجاء الاختبارات تضعه في مرتبه مرتفعة بين الأجهزة كالتالي:

أما عن اختبارات أجزاء الجهاز التفصيلية فيمكن مشاهدتها في الصورتين التاليتين:

يلاحظ في الصورة السابقة أن المعالج سريع للغاية لكن الهارد ديسك بطيء، أما عن الذاكرة ومعالج الرسوميات فجاء كالتالي:

كما شاهدنا فإن الذاكرة العشوائية تعتبر من أفضل الذاكرات في الأداء وكذلك هو الأفضل في الرسوميات الثنائية الأبعاد وأداء متوسط في الثلاثي الأبعاد.

ويذكر أن الحكومة قد أعلنت مؤخراً أنها سوف تقوم بتحديث الجهاز بدعم الـ 3G وتحسين الكاميرا لتصبح 5 ميجا


عملياً:

عند الإمساك ب “إينار” لأول مرة تشعر بثقل الجهاز؛ فوزنه “750 جرام” مرتفع بالنسبة للأجهزة اللوحية -الآي باد 4 وزنه 652 جرام والنوت 10.1 وزنه 600 جرام- والهيكل الخارجي -الظهر- معدني مثل ذلك المستخدم في الآي باد الأول، ويلاحظ عدم وجود أزرار لخفض ورفع الصوت وفي الخلف هناك شعار بارز للجهاز:

أداء الجهاز جيد لكن هناك بطء في نقل البيانات من وإلى الجهاز ويعود السبب إلى الهارد ديسك البطيء. عند كثرة التطبيقات تشعر ببطء ملحوظ في الجهاز كمعظم أجهزة الأندرويد من الفئة المتوسطة. وبالنسبة للألعاب فتم تجربة لعبة Real Racing 3 وكانت جيدة والتقطيع قليل ويكاد لا يشعر به وكذلك لعبة Vector، وبالطبع ليست أفضل ما يكون لكنها مقبولة، والأمر نفسه في معظم البرامج والألعاب والتي يأتي أداء الجهاز فيها جيد بالمقارنة مع سعره المتوقع -200$ تقريباً-.


الخلاصة:

محاولة جيدة من مصر لتقديم جهاز لوحي، الجهاز ثمنه المقترح 200$ تقريباً مما يجعله في السوق المصري في الفئة السعرية الخاصة بالأجهزة اللوحية “الصينية”. نأمل ألا يتوقف الأمر عند هذه الخطوة وأن تسعى مصر إلى تصنيع أجزاء إضافية من الجهاز، ففي الوقت الحالي يعتبر الجهاز تجميعاً مصرياً مع تصنيع أجزاء منه، ونأمل أن تواصل مصر وباقي الدول العربية مجهوداتها ليس فقط لتصنيع جهاز لوحي لكن أيضاً لأن نرى نظام تشغيل عربي. ومن جانبنا نقترح على الجهات المسئولة عدة اقتراحات مثل:

  • تحسين سرعة الهارد ديسك والذي سيؤدي إلى رفع أداء الجهاز بشكل ملحوظ.
  • تحميل عدد من التطبيقات التعليمية والويكيبديا ومكتبات عربية وإضافة كتب وغيرها لأن الهدف الأساسي من الجهاز هو التعليم.
  • الاستفادة من تجربة شركات مثل أمازون والتي تعقد اتفاقات مع شركات لوضع إعلانات بسيطة -خلفيات- مقابل تخفيض في سعر الجهاز.
  • إنشاء متجر برامج عربي وتعرض فيه الدولة كل البرامج العربية والتعليمية المفيدة للطالب وذلك للتسهيل عليه وأيضاً حمايته من أخطار المتاجر الأخرى كالتطبيقات الجنسية والفيروسية.
  • إنشاء موقع تعليمي باللغة العربية يعلم الطالب كيفية استخدام التابلت وأيضاً إمكانية الشكاوى والحصول على النصائح والتحديثات والأخبار، وهذا للتسهيل عليه، فليس كل شخص قادر على البحث على الإنترنت على المفيد.

تم الاختبار على النسخة التجريبية الأخيرة “prototype” التي تم تجميعها في فوكسكون في الصين.

شكراً لصديقنا عمر سيف (أكتيف) على اختيارنا لنكون أول المواقع العربية المتخصصة في مجال التقنية لتقييم الجهاز.

هل تظن دولنا العربية قادرة على تصنيع أجهزة لوحية ومنافسة الصين؟ شاركنا رأيك

مقالات ذات صلة