يوم الجمعة الماضى أعلنت مايكروسوفت أن مديرها التنفيذي “ستيف بالمر” سيترك الشركة رسمياً في غضون عام، الخبر كان مفاجئة لعالم التقنية بعد أن أدار بالمر مايكروسوفت على مدى 13 عاماً كمدير تنفيذي للشركة، والجميع الآن يتحدث عن حصاد بالمر طوال هذه المدة، لكننا نريد التحدث عن بالمر من جانب آخر، ماذا لو قررت أبل اختيار بالمر بديلاً لـ “تيم كوك”، فكيف سيكون شكل أبل تحت قيادته؟


في عام 2000 قرر بيل جيتس التخلي عن منصب المدير التنفيذي للشركة وحصل على مناصب أخرى، وفي 2006 قرر جيتس ترك مايكروسوفت -يعمل بشكل جزئي- ومن هذا التاريخ أصبح بالمر فعلياً القائد الوحيد في الشركة، ولم تتمكن مايكروسوفت في عهد بالمر من تحقيق أي نمو، فظلت شركة يذكرها الجميع بالويندوز والأوفيس والهوتميل -البريد- وهذا هو دخل الشركة الأساسي قبل وبعد بالمر مع إضافة Xbox فقط، لكن إنصافاً للرجل فإن مايكروسوفت ظلت الشركة التقنية الأولى فبرغم نمو عشرات الشركات وخاصة أبل، وانتشار أنظمة التشغيل المفتوحة المصدر، فإن مايكروسوفت لا تزال تسيطر على عالم أنظمة التشغيل والأوفيس في العالم، أي أن بالمر حافظ تقريباً على الشركة ولم يقدم جديداً، لذا عندما أعلنت مايكروسوفت أنه سيرحل ارتفع سهم الشركة 7% تقريباً وتحديداً من 32.4$ ليصبح 34.7$ أي بزيادة 2.3$ لكن بالنسبة لبالمر الذي يملك 333.2 مليون سهم فهذا يعني ارتفاع ثروته 769 مليون دولار بقرار الاستقالة :D. والآن هناك لجنة مسئولة عن اختيار رئيس جديد لمايكروسوفت وأبرز أعضاءها هو مؤسس الشركة “بيل جيتس”.

وبعيداً عن أداء بالمر مع مايكروسوفت، فماذا إن قررت أبل أن يصبح هو رئيسها؟ وما الذي سيفعله بالمر في الشركة ومنتجاتها؟


انتشاراً أكبر

في كل نسخ الويندوز التي صدرت في عهد بالمر -عدا 8- كانت مايكروسوفت تقدم أنواع عديدة من النظام بمختلف الأسعار وتدرج المزايا، الأمر نفسه مع الأوفيس حيث يوجد أكثر من باقة وسعر، وهذا هو فكر وأسلوب مايكروسوفت في عهد بالمر أما كيف سيطبق بعدة طريق نذكر منها:

  • إصدار أكثر من حجم من الآي فون ليناسب مختلف الأذواق.
  • إصدار أكثر من جودة آي فون ليحدث تدرج سعري كبير.
  • إصدار نسخ أجهزة خاصة للسوق الصيني والياباني وغيرها من الأسواق ذات المتطلبات الخاصة.
  • عقد شراكات مع الحكومات والمدارس في دول عديدة لنشر الآي باد – تحترف مايكروسوفت في التعامل مع حكومات الدول بشكل يفوق أبل بكثير-.
  • سيكون لدى أبل مقر إقليمي في معظم دول العالم تقريباً.
  • ستسعى أبل -من خلال علاقتها بالحكومات- إلى نشر تعليم برمجة أبل في الجامعات وخاصة العالم الثالث.
  • توفر أبل إمكانية للشركات الأخرى لتقديم أجهزة تعمل بأنظمة تشغيلها أسوة بالويندوز.

جودة أقل

الأجهزة: ما ذكرناه في النقطة السابقة والخاص بالانتشار ربما يجعل البعض يرى أنه أمر جيد، لكن دعنا نفكر قليلاً في تبعات هذا الأمر. شركة فوكسون هى أكبر شركة لتجميع الأجهزة في العالم ويعمل لديها 1.25 مليون عامل، لكن رغم قوة فوكسون هذه لكنها تعاني في انتاج الآي فون 5 بالجودة المطلوبة، فماذا إن قررت أبل تحت قيادة بالمر تقديم عدة موديلات ومضاعفة المبيعات 200-300% مثلاً، الإجابة هى سيكون هناك صعوبة والأقرب إلى الاستحالة توفير جودة فائقة لهذا الكم الضخم من المبيعات، مما سيجبر أبل على خفض معايير الجودة لتسهيل الانتاج، مما سيفقدها تفرد أجهزتها بالجودة العالية.

خدمة العملاء: تحجز أبل مقعداً دائماً في أفضل الشركات في خدمة العملاء والاهتمام بهم وهذا ما يجعلها متفردة، لكن لماذا لا تقدم نوكيا أو سامسونج هذه الخدمة الفائقة لعملائهم؟ السر هو أن أبل تتحكم في كل العناصر، ففي البداية جودة الأجهزة فائقة مما يجعل الأعطال شبه نادرة فيقلل احتياجك للدعم الفني والشكوى، كما أن عدد مبيعات هواتف أبل 30% من إجمالي مبيعات سامسونج، ونصف مبيعات نوكيا، لذا إذا قللت أبل الجودة -أعطال أكثر- وضاعفت المبيعات فهذا يعني مشاكل عديدة يستحيل على الشركة توفير نفس الجودة الفائقة من الاهتمام بالعملاء لكثرتهم.

خسارة التحديثات: من المعروف أنه عند شراءك أجهزة iOS فإنك تحصل على دعم تحديثات قد يزيد عن ثلاثة أعوام، لكن مايكروسوفت لا يوجد لديها مفهوم التحديث بهذا الشكل، هذا فعندما أصدرت ويندوز فون 8 قالت أنه لن يرقي أي جهاز يعمل بنظام 7.5 إلى النظام الثامن، ووعدتهم أنها سوف تصدر نسخة 7.8 لهم، فإذا جاء بالمر إلى أبل فسوف تنتقل سياسة تجاهل المستخدم القديم من مايكروسوفت إلى أبل مما يقلل من مزايا أجهزة أبل.


الخلاصة:

أسلوب بالمر في مايكروسوفت يعتمد على الانتشار العرضي وتقديم أكبر عدد ممكن من المنتجات والأنواع بشتى درجات الجودة، سوف تظهر أبل بشكل قوي في الدول ذات الدخول المنخفضة مثل أفريقيا، سوف تجد فرع لأبل في دولتك، لكن لن تكون أجهزة أبل هى تلك التي نعرفها الآن، ستكون أخرى أقل جودة، سوف يزداد دخل أبل لانتشارها الكبير وسوف يكون المستثمرين سعداء بزيادة حصتهم في الأرباح السنوية.

ستصبح أبل شركة تجني أموال أكثر من الآن ومنتشرة بشكل مضاعف لكنها ستكون تقليدية تماماً مثل مايكروسوفت الآن.

ما رأيك في قرار بالمر ترك مايكروسوفت؟ وهل تتوقع أن تنهض الشركة من بعده؟

المصدر | stratechery

مقالات ذات صلة