مما لا شك فيه أن الأندرويد الآن هو أكبر وأشهر نظام تشغيل في العالم، أعداد الأجهزة المباعة منه تفوق أي نظام آخر حتى “الويندوز” في أجهزة الحاسب الشخصية. ويقدر البعض حصته السوقية الآن بأكثر من 70%. لكن هل حقاً سبب انتشاره أنه أفضل نظام ذكي؟ ولماذا جميع الاحصائيات الخاصة بالشراء وتصفح الإنترنت ومبيعات الملحقات وغيرها لا تجد حصة الأندرويد فيها تعبر ولو من قريب من حجمه السوقي؟


أظهرت دراسة صادرة من “IBM” للسوق الأمريكي (أكبر سوق من حيث الحجم والثاني من العدد) أن مبيعات أجهزة iOS من خلال الانترنت خلال موسم رأس السنة في أمريكا كانت 5 أضعاف الأندرويد. وهذه الأرقام بالطبع لا تعبر عن حجم الأندرويد في السوق الأمريكي (51% أندرويد و 43% نظام iOS ). أما إحصائية استخدام الإنترنت للتابلت فهى 74% للآي باد و22% للأندرويد وطبقاً للرئيس التنفيذي لـ “Flurry” أحد أكبر شركات الإعلانات الهاتفية فإن مستخدم الأندرويد بالنسبة له يساوي 1/4 مستخدم iOS فما هو تفسير هذا الأمر؟

لمعرفة الإجابة على هذا السؤال علينا العودة قليلاً في الزمن الذي سيطرت فيه نوكيا على عالم الهواتف، كان الاستخدام الأساسي للجهاز هو “الاتصال، الرسائل، التصوير، بعض الألعاب”. ثم ظهرت نهضة الأجهزة الذكية بأنظمة iOS وأندرويد وويندوز فون وغيرهم. الفارق بين الهاتف الذكي وغير الذكي هو أنه يمكنك من تحميل تطبيقات ومتابعة أعمالك والبريد الإلكتروني والبورصات، إعداد تقارير العمل وملفات الأوفيس، بالإضافة إلى التواصل الاجتماعي والألعاب وغيرها.

مع مرور الزمن وعدم تطور نظام “سيبميان” من نوكيا ليناسب الزمن الجاري وبالتالي انتهي عصر الهواتف التقليدية، والآن أصبح المستخدم يريد شراء هاتف جديد فأصبح أمامه خيارات “هاتف أبل” وهو مرتفع السعر جداً وذو أعباء مادية كبيرة. ونظام “بلاك بيري” وكان هو الآخر في ذلك الوقت (2010) توقف على التطور وبدأت النهاية له والويندوز “انتهي فعلياً”. فماذا تبقى أمام المستخدم؟ “أندرويد” وهذا ما حدث.

طبقاً للداراسات فإن غالبية مستخدمي الأندرويد يكون تفاعلهم الأساسي مع الجهاز هو “الاتصال، التواصل الاجتماعي، التصوير، الألعاب”. استخدام الإنترنت يكون بشكل أساسي لمواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات المحادثة، شراء التطبيقات، الكتب، التسوق الإلكتروني، الإيميلات، ملفات الأوفيس، متابعة أسواق المال، الخ الخ. أي أن الهاتف الذكي أصبح هو بديل “للهاتف التقليدي” وبنفس الاستخدامات، وإن كان تم استبدال الرسائل القصيرة بتطبيقات مثل الواتس أب والفيس بوك ماسنجر وغيرها.

نعم الدراسات تقول أن 99% من الأجهزة المخترقة في العالم هى أندرويد (دراسة لسيسكو)، الخصوصية ضعيفة، الأمان، الخ الخ، لكن هذا لا يهم المستخدم كثيراً، فنسبة منهم لا تدخل على الإنترنت غير نادراً، ونسبة كبيرة لا تحمل تطبيقات، والغالبية العظمى لا تستخدمه في أي معاملات مالية وشراء وبيع لذا فكل هذه التفاصيل عن الأمان ووو تهم من يستخدم الجهاز في أمور هامة وعمل وليس محادثات وألعاب واتصال. ومن سيستخدم جهازه في العمل فتجده يضع مضاد فيروسات.


المستقبل لجوجل!

بالرغم من أن الإحصائيات تذكر أن جوجل حصتها تفوق 70% وأبل 20% لكن رغم ذلك فإن أبل كانت لا تشعر بالقلق من النمو الكبير للأندرويد، فالحقيقة أنه كان الاستبدال والتطور الطبيعي لأجهزة “نوكيا”. لكن في عام 2013 بدأت الأسواق تتغير والربح من الدعايا والإعلانات داخل الهواتف يحقق عائد ضخم وهنا يظهر الفارق العدد لأجهزة الأندرويد يحسم المعركة. وخاصة لأن الشركات الكبرى والتي كانت تهتم فقط بأبل ومستخدميها بدأت في إيجاد طرق ربح من الأندرويد وأصبحت تصدر التطبيقات له إما من أجل الربح أو من أجل الشهرة كما فعلنا في آي-فون إسلام بدأت تفعل ذلك :D . ويمكنك العودة لمقالنا عن عائدات متاجر البرامج (عبر هذا الرابط) لترى تطوراً كبيراً في متجر جوجل، وإن ظلت الصدارة لأبل.

ما ذكر في المقال هى اعتماداً على دراسات لشركات مثل IBM وFlurry وليست أراء شخصية. ولا تعني الدراسات أن “كل” مستخدمي أندرويد هكذا بل تعني  أن هذا هو سلوك “الغالبية العظمى” من المستخدمين

هل ترى أن سبب انتشار الأندرويد هو كونه مجرد بديل للهواتف التقليدية؟ وأيهما له المستقبل أبل أم الأندرويد

المصدر | businessinsider | statcounter

مقالات ذات صلة