يبدأ العام المالي لأبل في يوم 1 أكتوبر من كل عام، وتصدر الشركة كل 3 أشهر نتائج الربع السابق، ومساء أول أمس أعلنت أبل عن مبيعات الشركة وعائداتها للربع المالي الأول (أكتوبر-ديسمبر) وجاءت بأرقام قياسية غير مسبوقة في تاريخ الشركة لبيع الآي فون أو الآي باد. وقد خدعت هذه الأرقام غير المتخصصين فتحدثوا عنها أنها أخبار سعيدة. لكن هذا غير صحيح، فتقرير أبل المالي برغم المبيعات الغير مسبوقة لكنه تسبب في صدمة للمستثمرين. فكيف حدث هذا اللغز؟ مبيعات تاريخية تؤدي إلى إنهيار صدمة للمستثمرين؟


في البداية جاءت العائدات كالتالي:

  • بيع 51 مليون آي فون مقابل 47.7 مليون في الربع المماثل من العام الماضي. (زيادة 7%)
  • بيع 26 مليون آي باد مقابل 22 مليون في الربع المماثل من العام الماضي. (زيادة 14%)
  • بيع 4.8 مليون جهاز ماك مقابل 4 مليون في الربع المماثل من العام الماضي. (زيادة 19%)
  • بيع 6 مليون آي بود تاتش مقابل 12.6 مليون في الربع المماثل من العام الماضي. (انخفاض 51%).
  • عائدات الشركة 57.5 مليار دولار مقابل 54.5 مليار دولار الربع المماثل. (زيادة 6%).

الأرقام رائعة وصعود جيد أليس كذلك؟ إذا لابد أن المستثمرين في غاية السعادة وتكالبوا على شراء سهم أبل؟ حسناً دعنا نشاهد سهم أبل.

موجة بيعية ضخمة اجتاحت سهم أبل أمس فقد سارع المستثمرون إلى بيع السهم مما أدى إلى خسارته 8% وهى تعد من أكبر الإنخفاضات للسهم التي تحدث في يوم واحد منذ إعلان أبل عن الآي فون. القيمة السوقية للشركة انخفضت 39 مليار دولار (هذا المبلغ يفوق ميزانية دول عربية مثل الإمارات والكويت وقطر وعمان والأردن وتونس وليبيا والسودان وغيرهم). فلماذا حدث هذا الأمر؟

الآي فون يمثل أكثر من 50% من عائدات أبل -تحديداً 56% هذا الربع- لذا فأي ارتفاع أو انخفاض في مبيعات الجهاز يؤثر بشكل قوي على الشركة ككل. وتوقعت المراكز التحليلية أن مبيعات الآي فون ستتراوح بين 54 مليون جهاز إلى 57 مليون. لكنها جاءت مخيبة للآمال بفارق كبير حيث حققت 51 مليون فقط. وبالرغم من أن الآي باد (20% من عائدات أبل) حقق المبيعات المتوقعة لكن العامل الأساسي وهو الآي فون فشل. كما أن هناك عامل آخر أثار خوف المستثمرين وهو التوقعات التي ذكرتها أبل عن نفسها في الربع الثاني (يناير-مارس) حيث قالت أنها تتوقع عائدات ما بين 42 إلى 44 مليار دولار وهو إن تحقق فهو مساوي لما تحقق العام الماضي (43 مليار دولار) فهل في الوقت التي تزداد فيه مبيعات الهواتف الذكية وشركات سامسونج وإل جي وحتى سوني ونوكيا بدأت مبيعاتهم في الهواتف الذكية في التحسن. فإن أبل تقول أن عائداتها ستظل كما هى لا تتحسن ولا ترتفع ومعنى عدم الارتفاع.


سياسة مختلفة وإلا

لأول مرة تنخفض عائدات أبل من أمريكا فكانت دائماً تمثل السوق الأساسي لها، وفي العادة كانت حصتها 37-38% من مبيعات الربع الأول لكنها انخفضت هذا الربع لما يقل عن 35% حيث حقققت أبل 20.09 مليار مقابل 20.34 مليار العام الماضي أي انخفاض ربع مليار دولار. إذا فالمستخدم الأمريكي والعالمي لم يعد لديه نفس الشغف بنفس الأجهزة، يريد شيء جديد. تغيير في الأسعار، الأجهزة، عروض أفضل، منتجات جديدة. أي شيء مختلف وجديد لكن إن استمرت أبل بتقديم نفس الأجهزة بنفس الأسعار بدون أي تغيير فهذا يعني بداية النهاية.

المبيعات بشكل عامة جيدة لكنها ناقوس خطر بأن الارتفاع توقف بل وبدأت مؤشرات هبوط طفيفة، وهو الأمر الذي لن يكون مشكلة حالياً لكن إن تجاهلت أبل هذا فربما تفيق بعد فوات الأوان

هل ترى أن على أبل التحرك وتقديم شيئاً مختلفاً فقد يكون مستقبلها في خطر؟ أم أنها مجرد مخاوف مؤقته ولا يوجد أخطار قريبة؟

المصدر | Apple

مقالات ذات صلة