القوة في هذا العصر هى للمعلومات، إذا أرادت شركة أن تبيع منتج معين فعليها أن تعلم من يفضله كي تبيعه له، شركات التكنولوجيا تدرس الأسواق وتحصل على المعلومات التي تجعلهم يقررون مستقبل الشركة كما أشرنا بشأن الآي فون 6، حتى في الحروب أن تعلم عدوك فهذا يساعدك على النصر. لذا نجد جوجل أصبحت شركة لا تقهر في محركات البحث والإعلانات نظراً لكمية المعلومات التي لديها عن الجميع. لكن مؤخراً بدأ يظهر وحش آخر يملك عدد لا يحصى من البيانات. إنه موقع التواصل الأول عالمياً “فيسبوك”.

فيسبوك تعرف كل شيء؛ فماذا بعد؟

العلم يقول أن ساعة واحدة في التخطيط توفر 4 ساعات في التنفيذ. ولكي تخطط أفضل لابد أن يكون لديك معلومات أكثر، فلننظر إلى كم المعلومات التي يملكها فيسبوك الآن:

1

موقع فيسبوك: الموقع الاجتماعي الأكبر عالمياً بعدد مليار مستخدم نشط، يمتلك محادثاتهم والصفحات التي يفضلونها وروابطهم العائلية وأطنان المعلومات.

2

تطبيق واتس آب: اشترى فيسبوك تطبيق واتس آب في أغلى صفقة لشراء تطبيق في العالم بقيمة 19 مليار دولار وهو التطبيق الذي يستخدمه 500 مليون شخص يومياً لإرسال 10 مليار رسالة و700 مليون صورة و 100 مليون فيديو يومياً. فقط تخيل حجم هذه المعلومات اليومية. وتخيل أيضاً أنه يملك قوائم الأسماء للـ 700 مليون مستخدم.

3

تطبيق إنستجرام: التطبيق الأشهر عالمياً لمشاركة الصور، عدد المستخدمين النشطين شهرياً يقدر بـ 200 مليون تقريباً.

4

تطبيق Moves: قبل أيام استحوذ فيس بوك على الشركة الفلندية المطورة لتطبيق Moves وهو تطبيق شهير لمتابعة الأماكن التي تذهب إليها والخطوات التي تتحركها وغيرها.

أضف إلى هذه الأسماء الكبرى شركات أخرى  مثل Onavo لتحليل بيانات الهواتف، Parse لإرسال الإشعارات في التطبيقات المختلفة وشركة Oculus VR التي اشتروها مقابل 2 مليار دولار وشركات تحليل الأوجهه والتعرف عليها وقائمة طويلة تضم أكثر من 45 شركة وخدمة أعلن أنهم استحوذوا عليها في الأعوام الأخيرة.

الصور التالية تضم بعض الاستحواذات وليس كلها ويمكنك الضغط على الصورة للتكبير:

شركات فيسبوك

دعنا نتخيل الآن شخص يستخدم موقع فيسبوك، إذا فالشركة تعلم علاقاته ومعارفة وغيرها من الأمور، نفس الشخص يستخدم واتس آب، وهنا تعلم مَن مِن جهات الاتصال لديه على اتصال مباشر معهم، نفس الشخص الآن يستخدم إنستجرام، وهنا أصبحت فيس بوك تعلم المزيد من صورة ومواقع التقاطها وبيانات عديدة، عندما نضيف إليهم Moves فهى تعلم أين تذهب، فلننظر إلى ماذا يعني هذا:

إنهم يعلمون أقاربك ومعارفك وما هى ميولك وتوجهاتك ومع من تتحدث وما هى صورك المفضلة وأين تخرج وتذهب، وأيضاً ما هى الأماكن التي تتصفح فيها الفيس بوك وأيها تتحدث في واتس آب وأيها تلتقط صور وغيرها. يوم كذا ظللت في العمل لكنك فتحت موقع فيسبوك ثم خرجت وذهبت إلى البحر مع أصدقاءك كذا وكذا والتقطت صور كذا ثم عدت إلى منزلك وكان الطريق مزدحماً. هذه بيانات بالفعل لديهم لأنهم يعلمون كل شيء. وأضف إلى ما لديهم الآن أن فيسبوك وجوجل يعملان على توفير إنترنت في بعض المناطق والدول، وهنا سيعلمون كل خطوة وكل موقع تفتحه. وأنها حاولت شراء سناب شات وفشلت وحالياً تقوم بعمل تطبيق مماثل له. تخيل الآن ماذا سيكون لديهم عنك.

فيسبوك يراقبك


هل من حق فيسبوك اختراق الخصوصية؟

بعد استحواذ فيسبوك على واتس آب شعر ملايين المستخدمين بالرعب وأن فيسبوك سوف يسرق بياناتهم، وقد قمنا بالرد وقتها على الأسئلة بأن في بلادهم هناك قانون يحترم من الجميع -تقريباً الجميع-، وبناء عليه لكي تفعل فيسبوك هذا وتأخذ بياناتك فلابد أن تغير اتفاقية المستخدم، وهو ما حدث نسبياً مع انستجرام حيث قام فيسبوك بتغيير الاتفاقية الخاصة بالمستخدم وذكر أنه يحق له استخدام الصور المرفوعة وبيعها، لكن سرعان ما حدث هجوم كبير عليها وأغلقت شركات مثل ناشونال جيوجرافيك حسابهم على الموقع مما دفعه للتراجع –هذا الرابط-. لكن يبدو أن فيسبوك تعلم الدرس وأصبحت الآن القاعدة هى “سآخذ بياناتك وإذا لم يعجبك هذا فلا تستخدم تطبيقاتي“. الشهر الماضي بعد استحواذ فيسبوك على Moves قام بتغيير اتفاقية المستخدم وأضاف إليها أنه يحق للشركة استخدام البيانات وحتى مشاركتها مع شركات أخرى من أجل تحسين الخدمة، وإذا لم تكن موافقاً على هذا الأمر فإليك هذا الرابط لكي تحذف حسابك لدينا، لا خيارات لديك إما حذف الحساب أو قبول أخذ بياناتك ومشاركتها جهات أخرى “لتحسين الخدمة”.


كلمة من آي-فون إسلام

ما هو هدفنا من هذا المقال؟ أظن أن هذا السؤال يجول في ذهنك الآن، الهدف هو أن تحذر فقط، اتبع قاعدة “لا تفعل الشيء الذي تخشى أن يعرفه أحد”. استخدم فيسبوك وواتس آب وموف وجيميل وأبل وانستجرام وكل التطبيقات لكن لا تفعل بها شيء تخشى أن يعرفه غيرك، وأيضاً إذا سمعت أن شركة ما غيرت اتفاقية المستخدم فاسعى أن تقرأءها أو تبحث عن موقع يذكر الجديد فيها، فربما يتكرر مع حدث في انستجرام و Moves بأن تضع الشركة بند يقول أن من حقها استخدام بياناتك وبيعها. وتذكر أن كل ما يعرفه فيسبوك الآن لا يعد شيئاً بجوار ما تعرفه جوجل. لذا خذ حذرك.

ما رأيك في توسع فيسبوك وهل تراه يلتهم خصوصيتك؟ أم ترى هذا الأمر مبالغة ولا يوجد لديك ما قد يفيدهم لذا لا تهتم بشأن الخصوصية؟ شاركنا رأيك

مصدر| Wiki

مقالات ذات صلة