عندما نرى سامسونج تكشف عن شاشة منحنية جديدة لا نرى في اليوم التالي شركات الشاشات الأخرى تقدم مثلها. عندما رأينا أبل تقوم بتقديم تقنية البصمة في الآي فون 5s شاهدنا كيف بقيت الشركات المنافسة أكثر من عام حتى تمكنوا من تطوير حساس بصمة عالي الجودة بشكل مماثل. السر هو شيء كان ولا يزال وسوف يستمر أساس التطور. إنه العلم والمعرفة؛ تنفق مختلف الشركات مليارات أبحاث علمية حتى تصل إلى منتج واحد فقط. فماذا عن أبل وهل تحضر لشيء ما؟ موازنة الشركة تقول نعم هناك شيء كبير قادم.

هل تنقذ الأبحاث العلمية مستقبل أبل؟

عندما تنظر إلى موازنة أي شركة تأمل أن تكون ذات شأن فهناك بند يضعونة ويشار إلى بـ R&D ويقصد بقه الأبحاث والتطوير. ميزانية البحث العلمي الخاصة بأبل كانت في 2010 وهو عام صدور الآي باد تساوي 2 مليار دولار وقفز الرقم إلى 7.7 في ميزانية 2015 وهذا العام أصبحت ميزانية البحث العلمي لشركة أبل 10 مليار دولار. لنتخيل ضخامة هذا الرقم فإن دولة مثل مصر ميزانية الأبحاث العلمي فيها 1 مليار دولار فقط والسعودية 1.8 مليار أي أبل تنفق 4 أضعاف أكبر دولتين عربيتين من حيث (GDP (PPP. أبل تضاعف بشكل غير مسبوق ميزانية الأبحاث التي تقوم بها لكن لماذا؟ لماذا تنفق أبل كل هذه المليارات من الاساس وتظهر الصورة التالية قفزات ميزانية البحث العلمي في أبل وإشارات توضح سنوات إطلاق منتجات جديدة.

Apple R&D

تعاني أبل حالياً من تراجع واضح في مبيعات الآي فون وهو الأمر الكارثي للشركة. فقبل 4 أعوام كانت مبيعات أبل تتوزع بين الآي فون بحصة50% ويحصل الآي باد على 20% وأجهزة ماك 10-15% اخرى وباقي الخدمات الحصة المتبقية لكن انهار الآي باد وفشلت الشركة في إيقاف هذا الأمر ولم تتمكن أبل لأسباب كثيرة من تحقيق أي طفرة في مبيعات أجهزة ماك، وفشلت الساعة في تحقيق تطور يذكر،وفي المقابل حقق الآي فون قفزات غير مسبوقة جعلته يمثل 75% أحياناً من عائدات الشركة. وهو الأمر الكارثي على الشركة، فمنتج واحد بين عشرات المنتج يحقق لك ثلاثة أرباع دخلك. إذا انهارت مبيعات الآي باد أو أي جهاز ماك 90% فلن تتضرر الشركة بنفس التضرر الذي يحدث لانخفاض 15% فقط في الآي فون. وهذا ما حدث بالفعل.

صورة لأحد معامل أبحاث واختبارات أبل

Sound Labs

أشارت العديد من التقارير التقنية إلى أن الآي فون 7 سوف يحقق نتائج مخيبة للآمال نظراً لافتقاره لأي عنصر مبهر، فالحديث كاميرا مطورة جديدة لن يكفي لشراءه ورأينا كيف فشل في 6s ونفس الأمر في جعله مضاد للماء. أما زيادة السرعة فهذا أمر تقليدي مكرر. الآي فون بدأ يعاني من مرض الآي باد وهو افتقار الجديد للعنصر الحاسم الذي يجعل مالكي الأجهزة القديمة يهرولون لاقتناءه. وهذا ما تبحث عنه أبل

Apple Store Dubai

قد يخطأ البعض في تحليل موازنة R&D لأبل أنها تركز على تطوير منتج قادم جديد. فالمنطق يقول أن تطور شيء تمتلكه وتعلم تعلق الجماهير به أفضل من تطوير شيء غير موجود وتأمل أن يحقق شعبيه. الإدارة العليا في أبل تعلم هذا الأمر، لديها آي-فون بدأ لأول مرة يتراجع، وآي باد يتراجع منذ سنوات، وأجهزة ماك تراجعت للمرة الأولى منذ سنوات. المستخدمين يريدون الجديد والمستثمر كذلك. سهم جوجل حقق قفزة قبل أشهر وتخطى سهم أبل ليوم واحد وسرعان ما عاد مرة أخرى واتسع الفارق ليصبح 100 مليار دولار لكن بعد نتائج أبل الأخيرة وعدم ظهور أي استفادة من استحواذات الشركة التي أنفقت فيها مليارات مثل Beats وكذلك مرور سنوات على استحواذات مثل Primesense ولم نرى أي تطور.انهارت قيمة أبل هذه المرة وتراجعت هى إلى جوجل (المرة السابقة جوجل قفزت للأعلى) وأصبحت قيمة أبل لحظة كتابة هذه الأسطر 496 مليار دولار وقيمة جوجل 488 مليار أي فارق 8 مليار فقط ربما يتحقق في يوم ونرى خبر تخطي جوجل لأبل مرة أخرى.

Apple Stock May 2016


هل تنهار؟! لا لم يحدث بعد

في استعراض نتائج أعمال الربع الماضي تحدث الكثيرين أن أبل بدأت في الانهيار، وكان التعليق الخاص بنا أن هذا لم يحدث بعد. مشكلة أبل الأساسية الآن هى أن مستخدم الآي باد يشعر أنه لا جديد للترقية، ونفس الأمر مستخدم ماك. ولأول مرة بدأ مستخدم الآي فون يعاني من نفس الشعور. أي أن مشكلة أبل ليست هجران مستخدميها لها لكن أنهم توقفوا عن شراء الجديد كما في الماضي. أبل لا تزال تجذب مستخدمين جدد لكن لديها مشكلة مع القدامى. أبل الآن مثل شخص يدور في ميدان ولا يعلم أي الطرق هو الصحيح. صدور آي-فون 7 مخيب للآمال يعني أن أبل بدأت تتحرك صوب طريق خاطئ وسيكون أمامها فرصة لا تتجاوز عام واحد (صدور الآي فون التالي وهو 8) والذي سيحسم الاختيار. نعم الحديث بعيد المدى عن سيارة أو تلفاز كامل أمر رائع. لكن إن لم تتمكن أبحاث أبل التقنية من إيجاد نقاط مبهرة خلال عام أو عام ونصف فهنا ستكون أزمة. إدارة أبل تعلم هذا كما ذكرنا لذا تضاعف الموازنة والمدقق في الصورة العليا يرى أن أبل ستنفق في 2015-2016-2017 أي ثلاث سنوات فقط أموال تفوق ما أنفقته منذ 2000 حتى 2014 أي 15 سنة. فهل ستجني أبل ثمار أبحاثها ونرى منتج مبهر سواء كان جديداً أو تطور مفاجئ في الآي فون والآي باد؟

ما رأيك في حجم استثمارات أبل في الأبحاث العلمية؟ وإلى أين تتوقع أن تسير الشركة مستقبلاً؟

المصادر:

Aliqtisadi | Aboveavalon

مقالات ذات صلة