في مؤتمر WWDC الأسبوع قبل الماضي اهتمت أبل بتطوير “الذكاء الصناعي” في كامل نظامها بداية من تحليل الحديث واقتراح الردود المتطورة في لوحة المفاتيح وتحليل الصور وترتيبها وغيرها من الأمور في النظام. لكن ماذا عن الخصوصية؟ المعتاد أن الشركات كلما قدمت ميزة “ذكية” اعتمدت على خوادم عملاقة لتطويرها باستخدام بيانات المستخدمين. لذا قامت أبل بالكشف عن منظومة الخصوصية الجديدة تدعى Differential Privacy.

ما الجديد في الخصوصية في iOS 10؟

بعد الإعلان عن مزايا iOS الجديدة ذكرت أبل نقطة توضح اختلافها عن الشركات الأخرى في “الذكاء الصناعي” في مزاياها الجديدة وهى أنها تتم على جهازك أنت. ولتوضيح ما الفارق نضرب المثال التالي: جوجل تقدم بالفعل ميزة تحليل الصور والتعرف عليها في تطبيق Photos لكن هذا يتم من خلال خوادم جوجل نفسها حيث يتم رفع صورك الشخصية إليها ويتم تحليلها هناك. وأظن أغلبنا يذكر احتفال جوجل بـ 100 مليون مستخدم والذي ذكرت فيه عدد الصور المرفوعة لديها وأن أكثر صور المناسبات كانت للتخرج والزفاف وأن الكلاب هى أكثر الحيوانات في الصور، والسيارات هى أكثر جماد يتم التقاط صور له، ثم تحدثت عن صور الطعام والاحتفالات والأماكن وغيرها. كل هذا يتم عن طريق رفع الصور إلى جوجل ثم تحليلها هناك. لكن ماذا عن أبل؟

Apple

ذكرت أبل أن نظام iOS 10 نفسه سيكون به الأليات التي تحلل الصور وطبيعة استخدامك وتحتفظ بها على الجهاز نفسه ولن يتم رفع الصور ولا طبيعة استخدامك لخوادم الشركة. لكن هنا سؤال هام وهو كيف يمكن أن تطور أبل الخدمة بدون جمع معلومات؟! فكلما زادت المعلومات لدى الشركة كلما تزيد جودة النتيجة وتصبح أكثر دقة. لذا قامت أبل بالكشف عن منظومة خصوصية تدعى Differential Privacy.

أعلنت أبل أن نظام iOS 10 سيقوم بجمع معلومات عشوائية من المستخدمين “بدون أي تفاصيل خاصة” وهذا سيكون في 4 نقاط حالات فقط وهى:

1

الإيموجي: وهو تجميع معلومات عن أكثر الإيموجي التي يتم استخدامها أو تحويلها من نصوص إلى إيموجي وبالتالي تطور أبل التعرف عليها أو تجعلها مميزة.

iMessage iOS 10 -4

2

القاموس الشخصي: ما هى الكلمات التي يتم إضافتها للقاموس الشخصي وهذا يفيد أبل بأن تضيف أكثر الكلمات تكراراً للتوقع التلقائي الخاص بالنظام فلا يحتاج المستخدم مسبقلاً لإضافتها يدوياً.

3

الروابط العميقة للتطبيقات: وهى ألية ربط وتواصل التطبيقات والتعرف على محتواها وبناء عليه تحسين اقتراح التطبيق للمستخدمين. أي يتعرف النظام أن تطبيق كذا يقدم خدمة كذا وكذا فإذا بحث المستخدم عن هذه الأمور يقترح عليه النظام استخدام هذا التطبيق.

Differential privacy-05

4

تلميحات البحث في الملاحظات من أجل تسهيل الوصول إليها وربطها.


مهلاً مهلاً؛ أبل ستجمع البيانات!!! نعلم أن بعضكم الآن يقول ها هى أبل تجمع بيانات المستخدمين فأين الخصوصية إذاً؟! الآخرين يرفعون البيانات إلى خوادمهم ثم يحللونها هناك، أبل تحللها على الجهاز ثم ترفع البيانات. فما الفارق؟

أوضحت أبل بشكل صريح أن الفارق بينها وبين الآخرين وكذلك مزايا نظامها في النقاط التالية:

1

تجميع البيانات بهذا الشكل سوف يبدأ مع iOS 10 أي أن أبل حتى الآن لم تبدأ في تجميع أي بيانات أو تطبق هذه المنظومة ولن تطبقها على الأنظمة قبل iOS 10.

Differential privacy-01

2

قرار السماح لأبل بتجميع البيانات سوف يكون بناء على موافقة مسبقة من المستخدم وليس إجبارياً. أي أنت من سيقرر هل تريد مساعدة أبل بجمعها لبيانات عشوائية من جهازك أم لا.

3

أبل لن تستخدم الصور الموجودة في السحابة لديها لتحسين تقنيات التعرف على محتوى الصور بل سيتم استخدام صور تدريبية لتحسين الخوارزميات.

4

أبل تطبق منظومة تدعى Privacy Budget وفكرتها باختصار أنها تضمن حد أقصى من البيانات العشوائية التي يتم تجميعها من كل مستخدم.

Differential privacy-03

5

جميع خدمات أبل الجديدة وحتى القديمة تعمل بنظام التشفير “End To End Encryption” أي تخرج البيانات مشفرة من جهازك (يتم إرسالها مشفرة) ولا يتم فك التشفير سوى على جهاز الطرف الآخر الذي تتحدث إليه. وبناء عليه لا تستطيع أي جهة حتى وإن كانت شركة الاتصالات التي يتم إرسال البيانات بواسطتها معرفة رسالتك لأنها تمر خلالهم “مشفرة”.


الخلاصة

أبل في iOS 10 سوف تعتمد على قوة الجهاز نفسه والنظام ليتم تحليل البيانات وتوفير الذكاء الصناعي له ولن يتم رفع البيانات لأبل. في 4 حالات فقط وفي حال موافقة المستخدم سوف تقوم أبل بتجميع معلومات عشوائية عن طريقة الاستخدام ورفعها إلى خوادمها لتحسين تقنيات التعرف الذكي. وأي بيانات أو تواصل مع الآخرين يحدث من جهازك سيكون مشفر.

ما رأيك في منظومة الخصوصية الجديدة من أبل؟ وهل ستوافق على مشاركة أبل المعلومات العشوائية من جهازك في iOS 10؟

المصدر:

recode

مقالات ذات صلة