اكتسحت أبل أسواق الهواتف الذكية مع صدورها واستمرت لسنوات وانتهى عصر بلاك بيري وويندوز. ثم بدأت هواتف الأندرويد في الانتشار العالمي ثم حقق 2013 انتصاراً للأندرويد بأن تفوق على iOS بشكل واضح وواصل نظام جوجل الانتشار القوي وأصبح الوريث الرسمي لأجهزة نوكيا في انتشارها وزادت حصته بشكل كبير وحقق طفرات مستمرة. لكن مؤخراً بدأت تظهر الإحصائيات والتي تشير إلى أن عصر القفزات قد انتهى وأن صراع الأنظمة الذكية بدأ في الركود.

هل بدأ صراع الأنظمة الذكية في الركود؟

بشكل شخصي أفضل إحصائيات ودراسات موقع StatCounter لأنها -من وجهة نظري- الأدق عملياً. فالموقع يقوم بشكل أساسي بدراسة أستخدام الإنترنت وليس المبيعات. ولأننا نعلم أن تعريف الهاتف الذكي بأنه الجهاز المتصل بالإنترنت لذا فلا يجب النظر إلى أي مبيعات لأجهزة غير متصلة. وبتحليل الأنظمة الذكية نجد الرسم البياني يظهر كالتالي:

كما ترى في أعلى فإنه في شهر أغسطس 2013 تفوق الأندرويد على iOS في إجمالي الوصول للإنترنت. وواصل نظام جوجل التقدم القوي بينما تراجعت أبل بشكل متواصل. لكن بالنظر إلى الرسم البياني الخاص بأبل خلال العام والنصف أو العامين الماضيين نجد أن أبل أصبحت تقريباً مستقرة وأن الحصص التي يحصل عليها الأندرويد ليست منها بل من الأنظمة الأخرى. فمثلاً يناير 2017 نجد النسبة 24% مقارنة بـ 25% يناير 2016 أي أن إجمالي ما فقدته أبل 1% تقريباً. لكن بنقل نفس الأرقام للعام السابق له “يناير 2015” نجد الرقم كان 30% أي فقدت 5%.
أي أن السوق أصبح مستقراً في حالة أبل .


لماذا نرى الركود قد بدأ؟

عندما تقدم شيء قوي ونقلة نوعية فمن الطبيعي تكون مبيعاتك استثنائية وهذا ما حدث مع أبل في 2014 عندما أعلنت عن الآي فون 6 و 6 بلس وكانت المبيعات مذهلة ولم تتمكن أي شركة/نظام من اقتناص حصة سوقية من أبل تقريباً. لكن الأمر مختلف خلال 2015-2016.

الأندرويد: من تعامل مع الأندرويد حتى 5.1 ثم يرى أندرويد نوجا 7.0 سيجد نقلة نوعية كبيرة وخاصة في مجال الخصوصية والأداء. نعم لم تستطع أي شركة ولا جوجل نفسها الإدعاء بأن جهازها أسرع من الآي فون لكن أصبح الفارق يقل مع الوقت واحترمت جوجل الخصوصية وأصبح المستخدم يوافق لاحقاً والعديد من التغيرات.

شركات الأندرويد: سابقاً وحتى 2014 كانت سامسونج تلعب بمفردها تقريباً لذا كان المستخدم يقارن بين عائلة S من سامسونج والآي فون. لكن خلال 2015/2016 أصبح هناك منافسة حقيقية. رأينا هواوي تسبق وتقدم هاتف P9 بكاميرا ثنائية. رأينا شاومي تسبق وتقدم هاتف بدون حواف تقريباً Mi Mix ورأينا أوبو حتى تسبق وتقدم هاتف بدون منفذ الصوت 3.5mm. لذا فأصبحت نظرياً هناك خيارات أكثر لمشتري الآي فون وليس فقط جالاكسي S كالسابق.

أبل: على النقيض أبل خلال العامين الماضيين لم تقدم قفزات كبيرة عدا في الأداء والمعالجات وسرعة الأجهزة الجديدة. نعم فتحت نظامها بشكل أفضل من السابق لكن ليس بنفس التسارع ووتيرة عمل جوجل. ثم جاء الآي فون 7 بدون تغيرات جذرية.

لذا كان نظرياً يفترض أن تنهار مبيعات أبل بشكل أكبر من الذي تحقق وتقفز حصة الأندرويد أليس كذلك؟


التعليق لكم

ما سبق ذكره كان نقل لأرقام وإحصائيات من عدة جهات وموجودة في المصادر نهاية المقال. لدينا تفسير لهذا الأمر وسوف نقوم بنشره في مقال آخر لاحقاً لأننا نريد في هذا المقال أن يكون التعليق لكم أنتم. وسوف نستعين بالتعليقات والأفكار في مقالنا القادم. لذا أخبرنا رأيك في التعليقات ويجب ملاحظة أن الأنظمة الأخرى حصتها 0.4% تقريباً أي لا تذكر.

لاحظ: لا يعني المقال أنه لا أحد يغادر iOS أو أندرويد لكن نقصد أن هناك استقرار كبير.

هل انتهى الصراع بين الأنظمة الذكية وأصبح مشتري iOS والأندرويد كل منهم سيشتري نظامه تلقائياً؟ أخبرنا رأيك

المصادر:

gartner | statcounter | statista

مقالات ذات صلة