اتصل بي صديقي وزميلي “أحمد بللو” وأخبرني بأنه يفكر في تجربة الأندرويد لأول مرة في حياته ويريد أن أرشح له جهاز، ولأنه من عشاق مالكي “بلس” في الآي فون فيريد الجهاز أن يكون ضخماً في الشاشة وبمواصفات جيدة تمكنه من الحكم المبدئي على الجهاز، وأخيراً لا يريد دفع ثمن مرتفع وإلا يشتري الآي فون. الأمر كان مفاجأة لأن “بللو” مستخدم أبل بشكل كامل من الآي فون وماك وحتى تلفاز أبل الذي شاركنا تجربته قبل عام. وقد كان وامتلك أحمد هاتف أندرويد وفي الأسطر التالية يشاركك التجربة.

تجربة أول هاتف أندرويد في حياتي

“وأخيراً فعلتها” كان هذا هو لسان حالي عندما كنت أهم بفتح صندوق أول هاتف أندرويد في حياتي، فبعد 8 سنوات من الكراهية لنظام جوجل رأيت أنه أصبح من الحكمة أن أكون موضوعياً في تقييمي للأشياء واجرب بنفسي هذا النظام الذي دائماً كنت أكن له كل الكراهية، وأعترف أني اتخذت الخطوة متأخراً جداً ولكن دائماً كان هنالك سبب ما يمنعني، منها تعليقي بنظام أبل في جميع أعمالي وقد شرحت هذه النقطة في هذا المقال فأنا من المتعصبين لأبل بشكل كبير ولكن تراجع نظامها وعدم تقديم أي جديد وصعود نظام أندرويد أمامه جعلني اتخذ هذه الخطوة وقد كان.

بعد جولة ليست بقصيره حول هواتف جميع الشركات المنتجة لهواتف الأندرويد كان الله بعون محبي الأندرويد مهمة متعبة حقاً فهو سلاح ذو حدين فأنا معتاد أن هناك هاتف واحد سوف اقتنيه بحلوه ومره لن أتعب نفسي بمقارنات لذا استشرت أصدقائي الاندرويديين وحددت أولوياتي، جهاز سعره متوسط وإمكانياته معقولة فأنا بالنهاية لم أتخلى عن الآيفون بل سيكون إلى جانبه كهاتف ثاني، وبعد أخذ ورد استقريت على جهاز من إنتاج أبل الصين كما تدعى في بلادها وهو شاومي MI Max وهو أكبر فابلت موجود في السوق حالياً وسبب اختياري له هو حبي للهواتف الكبيرة وعند سماعي لحجم شاشته 6.6 بوصة صدمني الرقم ولكن فكرت بأنها تجربة جديدة ولم لا خاصة أن سعره مغري جداً مقابل إمكانياته وهو 200 دولار أمريكي وكانت مواصفاته كالآتي:

  • شاشة 6.4 بوصة LCD 1080 × 1920 بكسل.
  • Qualcomm MSM8956 Snapdragon 650 بمعمارية 64 بت.
  • رباعي النواة 1.4 جيجاهرتز Cortex-A53 و ثنائي النواة 1.8 جيجاهرتز Cortex-A72.
  • ذاكرة داخلية 32 جيجابايت و3 جيجا رام.
  • كاميرا خلفية 16 ميجابكسل وأمامية 5 ميجابكسل.
  • بطارية ليثيوم أيون 4850 ميلي أمبير مع دعم شحن السريع.
  • توفير منفذ IR للتحكم بالأجهزة و راديو داخلي.
  • دعم مستشعر البصمة.

الانطباع الأول

في الحقيقة صدمت حين جربت الهاتف وقد شاهدت الاستجابة السريعة والتحكم السهل واعترف أن الذي ساعدني على حب الأندرويد هو تقليد شركة شاومي شكل  iOS مما ساهم في عدم شعوري بالغربة على استخدام الهاتف الجديد فبعد عدة سنوات من استخدام الاي-فون كانت التجربة مماثلة عند تجربة أي جهاز جديد مما يشعرني بالملل ولكن في فترة اختبار الهاتف كنت مستمتع جداً أشعر بأن كل شيء حولي يحتاج لاكتشاف واندهشت لسهولة عمل كل شيء فقط ادخل حسابك في جوجل وكل شيء يعمل بنفسه وأكثر ما أثار دهشتي هو إمكانية تحميل التطبيقات بدون الحاجة لأي كلمة مرور وهذا متاح مؤخراً اختيارياً وبقيود في iOS، أما على صعيد الهاردووير فهو جبار فالجهاز مصنوع من الألمنيوم ناعم الملمس وشاشة قوية غير قابلة للخدش ولكن بسبب كبر حجمه فهو لا يتحمل الضغط وقد ينفتح الجهاز، كما أنه أحياناً من الصعب استخدامه بيد واحدة ولكن قبضة يدي الكبيرة سهلت العملية بالإضافة لحيلة بسيطة استخدمتها شاومي لتصغير الشاشة تشبه نوعاً ما الموجودة في الآيفون ولكنها أكثر عملية، أما ما الشيء الذي يستحق الثناء في هذا الهاتف هو سرعة استجابة مستشعر البصمة فبمجرد لمسه بطرف أصبعك تجد الشاشة تعمل أمامك وقد تولدت عندي قناعة بأن مكانه في خلف الجهاز سيشكل مشكلة بالنسبة لي فأنا متعود على مكانه أسفل الشاشة وهكذا كنت مقتنعاً حتى جربت بنفسي وتأكدت بأن خلف الشاشة أفضل بكثير وأسهل للوصول خاصة عند حمل الجهاز بيد واحدة. إضافة إلى أن ألوان الشاشة مبهرة ولكن ليس أفضل ما رأيت، بعد عدة أيام من الاستخدام شعرت بأني اخترت الجهاز المناسب وفقاً لاحتياجاتي.


لماذا أحببته

  1. اعترف أن نظام أندرويد تطور جداً وتخلص من الكثير من مشاكله مثل البطء وأصبح يمكن الحصول على جهاز أندرويد سريع كالآيفون.
  2. إمكانية تخصيص شكل الهاتف كما تحب وتغيير الواجهات.
  3. استغلال النظام مركز الاشعارات وقفل الشاشة والشاشة الرئيسية لتسهيل الاستخدام.
  4. تخصيص التطبيقات كما تحب حيث يمكن بسهولة التخلي عن تطبيقات النظام واستخدام تطبيقات أخرى.
  5. سهولة نقل البيانات بين التطبيقات وإمكانية عمل التطبيقات متداخلة فيما بينها.
  6. سهولة الحصول على تطبيقات من مصادر أخرى غير المتجر.
  7. قوة المتجر وهنا أقصد المتجر نفسه وليس التطبيقات فهو مليء بتطبيقات القمامة ولكنه يمتاز بقوة البحث وسهولة الوصول لأي تطبيق.
  8. مدير الملفات ميزة رائعة حيث يمكن الوصول لأي من بياناتك وفتحها في أي تطبيق تشائه.
  9. تدارك الشركات المنتجة لهواتف الأندرويد لمشاكل النظام حيث وفرت شاومي حماية أمنية للنظام (هنا أتحدث على شاومي لم أجرب شركة أخرى) واستهلاك الكاش بشكل كبير، إضافة تطبيقات مفيدة أخرى مفيدة خاصة بنظام MIUI.

لماذا لم أحبه

  1. لا يزال النظام ضعيف أمنياً بالرغم كل التحديثات الجديدة ولكن يمكنك حماية نفسك إلا أنه ضعيف ولا يعتمد عليه بالبيانات الهامة.
  2. سوء نوعية التطبيقات وعدم العناية بشكلها مقارنة بآبل.
  3. إدارة الإشعارات سيء جداً فنفس الإشعار يرسل للأيفون والأندرويد في الآي-فون يصل بنفس اللحظة ولكن يتأخر أو لا يصل في الأندرويد.
  4. إعلانات في كل مكان، إعلانات في المتجر، إعلانات في تطبيقات النظام.
  5. عدم وجود مساعد شخصي حقيقي في أجهزة أندرويد حيث لا يمكن ضغط الزر والتحدث للمساعد الشخصي كسيري (باستثناء جوجل بيكسل وفئة قليلة مختارة).
  6. عدم اعتناء شركات التطبيقات بتوفير تطبيقاتها على الأندرويد لضعف المردود المادي فالكثير من التطبيقات استخدمها على الآي-فون لا أجدها في جوجل بلاي وقد صدمني هذا الشيء.
  7. عدم حصول الهاتف على تحديثات إلا بعد وقت طويل جداً هذا أن تم تحديثه اصلاً فأنا قرأت أخبار عن حصول هاتفي على تحديث لنظام نوجا خلال الأشهر القليلة حتى يئست من الحصول عليه خاصة بعد الإعلان الأولي عن نظام أندرويد O.

نصيحة

أندرويد ممتاز إذا كنت:

  • شخص متابع للتقنية وتحب القيام بألاعيب مختلفة بهاتفك.
  • شخص يمل بسرعة من هاتفه ويحب أن يخصص شكله كما يشاء.
  • شخص لديه وعي أمني بأن لا يقع فريسة لسرقة المعلومات والمراقبة.

أندرويد سيء إذا كنت:

  • شخص ليس لديه دراية كافية بالتكنولوجيا فأبل رغم القيود التي تفرضها إلا أنها مفيدة خاصة إذا كنت لا تدري كيف تحمي نفسك.
  • شخص لا يحب تغيير هاتفه كثيراً فهما اقتنيت هاتف أندرويد بمواصفات عالية إلا أنك بعد فترة ستقع فريسة عدم الحصول على تحديث و بطء كبير في الجهاز.
  • تستخدم منتجات أبل الأخرى كماك وأبل تي في وغيرها فلا تتوقع أن تستخدمها سوياً بشكل ممتاز ستواجهك عوائق عديدة.

كلمة أخيرة

في سنوات الهواتف الذكية الأولى كان الفارق بين الأنظمة ضخم ولكن شيئاً فشيئاً تقترب الأنظمة من بعضها فجوجل تنسخ المميزات من أبل والعكس صحيح بالنسبة لأبل لذا أصبح اختيار النظام المناسب يرجع للتفضيلات الشخصية لكل مستخدم، فالفوارق بين الأنظمة شبه زالت وأصبح لكل نظام مميزاته وعيوبه.

هذه تجربة حصيلة شهرين فقط من الاستخدام فقد أكون مصيب وقد أكون مخطئ ولكن أحببت أن أنقل لكم تجربة مستخدم آي-فون لم يجرب أندرويد في حياته فعلاً.

مقالات ذات صلة