من الأمور الطريفة والرائعة في الوقت نفسه أن الشركات التقنية بدأت تنتبه إلى مدى فداحة ما فعلوه بنا من إضاعة الوقت والتشتيت المستمر بسبب التقنيات التي طوروها وبدأنا نرى مميزات تكشف عن التحديثات للعمل على تقليل وقتنا المهدر على هذه الأجهزة الذكية. وفي هذا المقال نستعرض مزايا iOS 12 التي تهدف لتقليل هذا التشتت وجعلنا ندير وقتنا بشكل أفضل.

كيف يساعدك iOS 12 على مراقبة الوقت المهدر؟

في مؤتمر WWDC الأخير كشفت أبل عن ثلاثة مزايا أساسية سوف يحصل عليها النظام لتحسين من ناحية إدارة الوقت وهذه المزايا هي:

◉تحسين في ميزة عدم الإزعاج.

◉ تحسينات في الإشعارات

◉ ميزة وقت الشاشة وحدود التطبيقات

وفي الأسطر التالي نتعرف على هذه النقاط الثلاث بشكل تفصيلي


ميزة عدم الإزعاج

الميزة المفضلة لي وهي الأكثر تطوراً أمام منافسها الذي حاول تقليدها لكن بشكل أقل بكثير من الموجود في أبل. الميزة حصل على تحديثين أساسيين وهما:

الإشعارات الداكنة: أثناء الليل إذا جاءك إشعار فسوف يظهر باللون (الأبيض والأسود) وهذا يتسبب في أقل إضاءة ممكنه بحيث إن كنت يقظاً فسوف تنتبه لوجود إشعار؛ وإذا كنت قاربت أن تنام فلن يزعجك الإضاءة الخافتة لهذا الإشعار.

إيقاف مخصص: في الوقت الحالي يمكنك تشغيل عدم الإزعاج وجعله يغلق إما تلقائياً في وقت محدد أو يدوياً. في iOS 12 سيكون هناك خيارات أكثر تطوراً مثل التشغيل لمدة ساعة أو التشغيل في موقع محدد بأن تطلب من الآي فون أنك عندما تغادر هذا المكان يقوم تلقائياً بإيقاف الميزة. وكذلك تستطيع أن تضبطه مع التقويم فمثلاً لديك موعد مسجل من 3 إلى 6 وتلقائياً بعد السادسة سوف يقوم الآي فون بإيقاف عدم الإزعاج لأنك أصبحت خارج وقت موعدك.


تحسين الإشعارات

ربما لم تضيف أبل التحسينات التي كنت اتمناها في التحديث لكن ما أضافته كان رائعاً أيضاً. الإشعارات هي الأخرى حصلت على 3 مزايا جديدة وهم:

الإشعارات الهادئة: وهو خيار جديد تلقائي وهو أنك أحياناً تفضل ان يأتيك إشعار من تطبيق معين لكن لا تهتم بمشاهدته فوراً. لذا فهذا الخيار يجعل التطبيق يرسل الإشعار مباشرة إلى مركز الإشعارات؛ لن تحصل على تنبيه بوصول إشعار ولا أصوات ولا ضوء ولن يظهر في قفل الشاشة لكن إذا فتحت مركز الإشعارات سوف تجده هناك.

اقتراح الهدوء: تلقائياً سيري يتعلم ويعرف ماذا تستخدم وإذا وجد أن هناك تطبيق معين أنت لا تتفاعل مع إشعاراته بشكل فوري فسوف يبدأ في اقتراح أن توقف الإشعارات لهذا التطبيق أو جعلها هادئة فلا حاجة لديك بأن تحصل بشكل مستمر على إشعار يشتتك وأنت لا تتفاعل معه أليس كذلك؟

تجميع الإشعارات: قامت أبل بتجميع الإشعارات سوياً؛ فبدلاً من التشتت بأن تجد إشعار إيميل ثم آخر من فيسبوك ثم تويتر ثم رسالة ثم إيميل وهكذا فالآن يمكنك أن تشاهد الإشعارات مجمعة لكل تطبيق على حدي. وبالطبع هناك خيار بأن توقف الإشعارات لهذا التطبيق.


منظومة وقت الشاشة

أفضل أن اسميها منظومة وقت الشاشة وليس ميزة؛ فبالرغم من وجود ميزة شبيه في أمازون وكذلك جوجل لكن الخاصة بأبل أكثر تطوراً بشكل ملحوظ. باختصار أضافت لك أبل في الإعدادات خيار دقيق يخبرك عن استخدامك لجهازك كالتالي:

تقرير تفصيلي: تقرير يومي يظهر لك استخدامك للتطبيقات المختلفة ومقسم بالتطبيق وكذلك بالأقسام فمثلاً استخدمت تطبيق فيسبوك ساعتين وتوتير ساعة وانستجرام ساعة فيظهر لك هذه التفاصيل وكذلك أن تطبيقات التواصل تم استخدامها 4 ساعات.

تقرير مقارن: سوف يقوم النظام تلقائياً بمقارنة استخدامك للتطبيقات ويظهر لك بأن تطبيق كذا أو تطبيقات التواصل أو الألعاب مثلاً زاد استخدامك لها مؤخراً عن المتوسط الخاص بك وهذا يساعدك على الانتباه مبكراً إذا بدأ نوع من التطبيقات يجذبك ويشتت وقتك.

حدود التطبيقات: يمكنك اختيار وضع حد أقصى لأي تطبيق تختاره وسوف يظهر لك إشعار بأنك قاربت أن تصل إلى هذا الحد الأقصى.

مزامنة الاستخدام: أنت شخص لديك آي فون وآي باد لذا قامت أبل بعمل مزامنة لاستخدامك سوياً وبهذا إن استخدمت تويتر ساعة على الآي فون ثم ساعة على الآي باد سيظهر لك في وقت الاستخدام الكلي ساعتين مقسمين ساعة على كل جهاز. أي أن التقرير يظهر الاستخدام الكلي لأجهزتك وليس لجهاز واحد.

أجهزة الأبناء: إذا كان لديك أجهزة خاصة بأطفالك وقمت بتسجيلها في مشاركة العائلة Family Sharing فتلقائياً يمكن للاب أو الأم معرفة التفاصيل السابقة لأجهزة الأبناء. وكذلك وضع حدود لكل نوع من التطبيقات.

وقت النوم: تسميه أبل Down Time لكني أفضل وقت النوم. يمكن للوالدين اختيار وقت معين يتوقف جهاز الأبناء تلقائياً عن العمل فيه وبهذا يتركون الجهاز ويذهبون للنوم.

تطبيقات غير مقيدة: يمكن للوالدين اختيار بعض المزايا والتطبيقات لكي تكون غير مقيدة بوقت معين أو تخضع لوقت النوم: فأنت تريد ان تسمح لأطفالك في أي وقت بالاتصال بك وكذلك استخدام التطبيقات التعليمية لكن بعد الساعة 8 مساءاً غير مسموح بتطبيقات الألعاب مثلاً. لذا تلقائياً تتوقف الألعاب عن العمل بعد الساعة 8 لكن تستمر تطبيقات التعلم وكذلك خاصية الاتصال في جهاز أطفالك إن أردت. أي أنت تقرر ماذا يعمل ومتى يعمل وكم يعمل.

ما رأيك في مزايا iOS 12 للتحكم في الوقت الذي تهدره على الأجهزة الذكية؟ وأي من المزايا السابق ذكرها أعجبك أكثر؟

مقالات ذات صلة