“لقد ضحكت عليكم أبل ومنحتكم هاتف ذو حجم كبير مثل الذي لدينا منذ سنوات”… كم مرة سمعت أو رأيت هذه الجملة أو ما يشبهها الأيام الماضية؟ ملايين المنشورات في الفيسبوك وتويتر وكل مكان تسخر من الجهاز؛ لكن مهلاً مهلاً! هل حقاً فعلت أبل هذا؟ هل الآي فون 6 وشقيقه بلس هما مجرد هاتف كبير كما يقول كارهو أبل؟

هل الآي فون 6 مجرد حجم كبير

في البداية يجب أن نعلم أنه لا يوجد آي-فون لم يسخر منه، إذا رأيت مستقبلاً هاتف أبل يصدر ولا يحدث عليه هجوم فاعلم أن هذا الجهاز فاشل. فكر معي إذا كان الآي فون جهاز فاشل فلماذا هم متضايقون من هذا “الفاشل”؟! ألم يسخر رئيس مايكروسوفت السابق ستيف بالمر من الآي فون الأول؟ ألم يسخروا من الآي فون 3Gs وقالوا أنه جاء بلا شيء؟ ألم يسخروا من الآي فون 4s وقالوا “ضحكوا عليكم بسيري” ألم يسخروا من الآي فون 5 وقالوا هاتف طويل وفي المستقبل سيصبح ستزيد أبل طوله ليصبح مثل السيف :-) ثم سخروا من 5s وقالوا لم يقدم جديد… هذا حدث لكن ماذا فعلت الشركات بعد السخرية منه؟

بعد الآي فون الأول الجميع أصدر هواتف ذكية، بعد الآي فون 4s أصبح العالم التقني كله يطور مساعد شخصي ذكي، بعد الآي فون 5 بدأت الشركات تهتم بالتصميم الألومنيوم المعدني، بعد الآي فون 5s بدأت الشركات تضيف البصمة إلى هواتفها بعد أن نسيتها لسنوات ورغم ذلك فشلوا في إضافتها بالجودة التي قدمتها أبل –راجع هذا الرابط-.

Touch ID

ولنبتعد عن الحديث النظري والذي أثبتنا به أن هاتف أبل طوال تاريخه يسخر منه ثم يقود التقنية، لكن دعونا ننظر للجهاز نفسه هل هو حقاً مجرد شاشة أكبر؟


الشاشة: قامت أبل بتكبير الشاشة مثل باقي الشركات لكنها قدمت بها عدد ضخم من المزايا التي تحدثنا عنها في مقال سابق -راجع هذا الرابط– أبل أرادت أن تقدم لك أفضل شاشة وليس فقط شاشة كبيرة حيث أصبحت الألوان أفضل وأقرب إلى الطبيعة وامتصاص الضوء تغير وزاوية الرؤية أصبحت أوسع كما عدلت أبل الكثير من النقاط التي تجعل استخدامك سهل حتى لشاشة بهذا الحجم.

هل يوجد أحد من المنافسين ذوي الشاشة الكبيرة قدم بعض هذه التقنيات؟!!


NFC: لسنوات لم تضيفها أبل وكانت موضع سخرية، لكن أبل كانت ترد بأن الـ NFC غير جاهزة حتى الآن -راجع هذا الرابط-. غالبية المنافسين أضافوا NFC لكي تتبادل الصور والمقاطع الصوتي لكن أبل كانت ترى هذا الأمر إهدار لها في أمور بدائية. وعندما أعلنت أبل عن إضافتها جاءت مع منظومة دفع تخدم الملايين وليس فقط أعلنت عن توفير التقنية ومنظومة الدفع بل أيضاً عقدت اتفاقيات مع كبرى الشركات العالمية.
Apple-Pay

*توضيح: سوف نقوم بناء على طلب المتابعين بالمقارنة بين منظومة دفع أبل وكذلك جوجل خلال الأيام القادمة.

هل هناك منافس قدم استخدام حقيقي للـ NFC أم كان يضيفها كوسيلة لنقل الصور أسرع من البلوتوث :D


شبكات الجيل الرابع LTE: أبل أضافت شبكات الجيل الرابع قبل سنوات والمنافسين فعلوا هذا أيضاً، لكن الآي فون جاء بدعم 20 شبكة وتعمل مع 200 مشغل حول العالم. في أي مكان ستذهب إليه ستجد شبكة الجيل الرابع فيها مدعومة. أبل قدمت تقنيات مثل الاتصال عبر شبكات الجيل الرابع وأيضاً الاتصال عبر الواي فاي الموجود في بعض الشركات مثل T-Mobile هذه التقنية تمكنك من بدأ مكالمة عبر شبكة الواي فاي ثم تخرج من المنزل وتواصل التحدث عبر شبكات الهاتف.

هل تعرف جهاز من المنافسين يدعم شبكات الجيل الرابع بشكل أكبر من الذي يدعمه الآي فون؟


الكاميرا: حسناً أبل طوال 4 سنوات تحافظ على حجم 8 ميجا بيكسل، لكن كما ذكرنا مراراً أن الميجا بيكسل هو الحجم وليس الجودة -راجع مقال حتى لا تخدعك مواصفات الكاميرات– . بالطبع الحجم مفيد وعدد الميجا بيكسل مفيد وهام لكن جودة الصورة نفسها أكثر أهمية. أبل جاءت لتقدم دفعة ضخمة من المزايا مثل التثبيت البصري للصور وتصوير بطيئ 240p وتصوير فيديو 1080p@60fps وأضافت تقنيات مستخدمة في كاميرا DSLR الشهيرة وتقنية تركيز البيكسل وعدد ضخم من التقنيات الأخرى. هذه الأمور مجتمعه تجعل كاميرا الآي فون 6 الأفضل في العالم بالقياس مع حجمها. وعند صدور الجهاز سنرى صوراً ربما تجعله ينافس كاميرا نوكيا PureView الضخمة حجماً.

camera

هل تعلم أي هاتف بكاميرا 8 ميجا يمتلك كمية التقنيات المستخدمة في الكاميرا الخاصة بالآي فون 6؟


المعالج: الآي فون يمتلك معالج ثنائي النواة بينما أجهزة شركة X تمتلك معالجات ثمانية النواة… إذا كنت من مؤيدي هذا التعليق فلدي لك سؤال، هل تستطيع بيجو 504 الشهيرة أو تويوتا كرسيدا ذات المحرك 2000cc وحتى 2800cc التفوق على سيارة ميني كوبر S ذات المحرك 1600cc؟ بالطبع لا فالأولى من عصر الثمانينات والأخيرة طراز العام. أنت الآن أجبت على نفسك، شركة كوالكم نفسها التي تصمم معالجات سناب دراجون المستخدم في أجهزة سامسونج وغيرها قالت أن المستقبل هو للمعالجات 64Bit، وجوجل أعلنت أن نظامها القادم سيدعم هذه المعالجات أي الجميع اعترف أن هذا هو المستقبل. أبل معالجها من هذا الطراز “المستقبل” فكيف تقارنه بالجيل القديم؟. ويمكننا أن نضيف إلى هذا حسن إدارة أبل لموارد الجهاز وكيف أنه بحسن الإدارة يستطيع المعالج أن يتفوق على آخرين أعلى سرعة.

A8

امسك بالآي فون 5s ولن نقول 6 الأسرع 25% منه وجهاز رباعي أو ثماني النواة من سامسونج مثلاً وأجب بصدق، أيهما أسرع؟ وهل أداء الآي فون يشبه أي جهاز ثنائي النواة تعرفه؟


كلمة أخيرة

يمكن أن يستمر الحديث عن المقارنات طويلاً ونتحدث عن التصميم وأبعاد الجهاز، والحساسات التي في داخله وقائمة طويلة في التحديات لكننا سنفرد لكل نقطة مقال مستقل وأردنا بما سبق توضيح نقطة هامة وهى أن الشركات الأخرى تضيف نقاط من أجل أن تقول “لدينا كذا وكذا” لا يهم هذه الشركات أن تكون الميزة عملية أم لا وهل هى فعالة أو تؤثر على أداء الجهاز أو فيما ستستخدم، لا يهم لكن المهم فقط أن تتحدث وتقول أضفنا كذا في جهازنا. أما أبل فشركة بخيلة جداً لكنها عملية فربما تصدر جهاز ونظام تشغيل بهما 10 مزايا فقط لكنها تضمن لك أنهم على أحسن وجهه. لكن الآخرين سيقدمون لك 100 ميزة منها 99 ليست بأفضل شكل أو لن تعمل من الأساس :) .

في التعليقات يمكنك الرد على ما ذكرناه في المقال وإثبات أن الجهاز الجديد “مجرد حجم”. ويمكنك إذا فشلت أن تلجأ للأسلوب الأسهل وهو أن تسخر من كل ما سبق وتقول “متعصبون” ولن تحتاج لإثبات خطأ أي مما سبق

هل ترى مثلنا أن الآي فون 6 به عدد رائع من التطورات والمزايا؟ أم هو مجرد شكل وحجم كبير وتقليد للآخرين؟

مقالات ذات صلة