– مقدمة

تملك آبل سياسة فريدة -وان اختلف الناس حولها- فيما يتعلق بتحديث وترقية منتجاتها تركز فيه على السوفت وير وليس على الهاردو ير، فعندما نقارن الآي فون ببعض اجهزة الجوال الاخرى سنجد ان كثيرا منها يتفوق عليه بميزات العتاد كدقة الكاميرا بالميجا بيكسل وحجم الذاكرة والبلوتوث الخ.

لكن تركيز آبل على السوفت وير وتطويره باستمرار جعلها تتفوق على جميع تلك الاجهزة بميزتين كلها من الصميم البرمجي لا من العتاد وهي:

١- التوافقية: بين السوفت والهاردوير نتيجة تطابقهما وصناعتهما من قبل شركة واحدة، وهذه التوافقية العالية جعلت تلك الاجهزة لا تعاني من تلك المشاكل الاعتيادية التي نراها في بقية الاجهزة نتيجة التعارض والاختلاف بين الجهاز ونظام التشغيل والبرامج.

٢- سهولة الاستخدام: او مايسمى بال UX او تجربة المستخدم والتي اتاحت انتشار عريض للآي فون بين جميع الفئات وتميز كبير بين الاجهزة الأخرى.

ومع التحديث البرمجي الجديد للآي فون رقم 4.1 والذي قدمنا لكم دليلا كاملا حوله. اتت آبل بميزة جديدة برمجية تصور البعض انها لا تأت الا بتغيير في العتاد كونها تتعلق بالكاميرا الخاصة بالآي فون وهي ميزة ال HDR او المختصرة من High Dynamic Range أو التصوير بالمدى الديناميكي العالي الدقة، والذي هو ببساطة واختصار تغيير في اضاءة وألوان الصورة لكي تقترب من الواقع اكثر واكثر، حيث “تستطيع العين البشرية مشاهدة مجموعة من الالوان لا تستطيع الكاميرات التقاطها، لذلك يستخدم البعض تقنية الصور العالية الديناميكية لتقريب الصور الملتقطة من الألوان الواقعية”ويتم ذلك بدمج مجموعة من الصور الملتقطة باضاءات مختلفة من الكاميرا ومن ثم انتاج صورة جديدة تكون ذا دقة ووضوح اعلى ومطابقة للواقع بشكل كبير، وذلك بضبط اضاءة الصورة في حالة وسيطة مابين الظلام الشديد والسطوع الشديد واظهار التفاصيل الغائبة.

– تاريخ HDR

تعد هذه التقنية او هذا النوع من الملفات حاجة اضطر اليها المصورون بداية من عام 1850 لتحسين الانارة في المناظير البحرية لكن التطوير الحقيقي لها كان في عام 1930 بواسطة تشارلز وايسكوف الذي استخدم عدة طبقات وتعريضات من الصور لانتاج صورته حول انفجار نووي نشرت على غلاف مجلة لايف.

ثم عرفت هذه التقنية بشكل حقيقي عام 1980 بواسطة جورج وارد كمؤسس لهذه الملفات، ثم اتى بول ديبيفيك ليكون الو من طبقها باستخدام تقنيات الجرافيكس على الكمبيوتر لانتاج الوان ذات دقة حقيقية.

تجاريا كان برنامج الفوتوشوب سباقا في عام 2005 في تطبيق هذه التقنية فيه، ثم لتأت آبل في عام 2010 لتضمنها داخل الآي فون.

– أهمية HDR

لا شك بان انتاج صور عالية الدقة وقريبة هي غاية كل مصور هاوي ومحترف ويقتني من اجله افضل الكاميرات وبمختلف التقنيات، ويأتي الآي فون كمبادر أول في سوق الجوالات في تضمين هذه التقنية في كاميرته وبالتالي هو يقوم بسحب المزيد من شرائح المصورين الهواة لاستخدام الآي فون والاكتفاء به في لقطاتهم.

من ناحية فنية فان اهمية تقنية HDR تكمن في اعطاء قيم فيزيائية حقيقية للصورة من ناحيتي الانارة والشعاع الضوئي كما نراها في الواقع وهذا مايصنع الفرق فيها عن الصور التقليدية التي تم اخذها.

أيضا عندما تحاول التقاط صورة في يوم مشمس وبسبب الضوء فصورتك معرضة لفقدان اجزاء من تفاصيلها بسبب تباين الضوء بين جهة واخرى واختلاف درجات الاضاءة على تلك التفاصيل ومن هنا اتت تقنية HDR لكي تضبط هذا التباين وتنتج صورة بتفاصيل حقيقةولاحظ معي في الصورة التالية كيف ظهرت الصورة التي على اليمين بتفاصيلها بعد التقاطها بتقنية HDR وكيف اختلفت عن الصورة التي في اليسار والتي غابت فيها التفاصيل (كتفاصيل السماء والغيوم) بسبب الضوء:

– كيف تعمل HDR في الآي فون:

علينا ان نلاحظ ان هذه الميزة الجديدة والآتية في التحديث الجديد للآي فون رقم 4.1 لا تعمل الا على الآي فون 4 لكن بما ان هذه الميزة برمجية فان  هنالك تطبيقات مدفوعة في متجر البرامج تمكنك من الاستفادة من هذه الميزة بالتقاط صورتين باضائتين مختلفتين ومن ثم دمجهما ومعالجتهما لكن هذه البرامج لا تقوم الا بمعالجة صورتين كحد اقصى ومن هذه البرامج، تطبيق Pro HDR أو يمكن استخدام الفوتوشوب في معالجة الصور الملتقطة وتوليد صورة بتقنية HDR

أما أصحاب الآي فون 4 فان التقاط صورة بهذه التقنية امر سهل جدا وذلك من خلال استخدام برنامج الكاميرا الاصلي وتشغيل الزر العلوي الخاص بال HDR ولاحظ انه سيتم ايقاف الفلاش حينها واذا اردت ان يعمل الفلاش فسيتم ابطال العمل بتقنية HDR

بعد تشغيل ال HDR في الكاميرا والتقاط الصورة سيتم حفظ الصورة الملتقطة بنسختين في اليوم الصور الاولى عادية والثانية معالجة بواسطة HDR شاهدهما ولاحظ الفرق بينهما.

– متى يجب عليك استخدام HDR

الحقيقة ان استخدام هذه التقنية لا يناسب كل وضعيات التصوير، بل يجب تقدير اللقطة والضوء جيدا قبل استخدام هذه التقنية ومن ثم تقرير استخدام HDR من عدمه وهذه الامر يعرفه الخابرون بالتصوير وفنونه.

الوضع الامثل لاستخدام HDR هو عندما يكون المشهد المراد تصويره به اجزاء يسطع عليها الضوء بشدة واجزاءاخرى يغطيها ظلام او قتامة كثيرة، حينها يمكنك استخدام هذه التقنية لاخذ صورة توازن بين السطوع الشديدة والقتامة الشديدة وتظهر التفاصيل الغائبة في كلا الجزئين. وبالتجريب ستتوصل حتما الى معرفة ذلك.

–  نماذج من صور HDR

بالمثال يتضح المقال وقد حاولت هنا ان اجلب افضل الصورة المعبرة عن الفائدة الكبرى التي تجلبها هذه التقنية الى صورك المأخوذة بالآي فون والتي نستعرضها كالآتي:

  • لاحظ في الصورة التالية كيف ظهرت جميع التفاصيل خلف ذلك الرجل مع ال HDR بعد ان كانت غائبة تماما بسبب الضوء عند عدم استخدامها:

  • لاحظ في الصورة التالية كيف تحسن مستوى الاضاءة في السماء والارض بعد استخدام ال HDR بحيث ظهرت بعض التفاصيل فيها:

  • ولاحظ في الصورة التالية كيف ان الألوان اقرب الى الطبيعة للصورة اي انها حقيقية وليست اصطناعية:

– تجربتك مع HDR

اذا كنت من مستخدمي الآي فون 4 وقمت بالترقية الى التحديث الجديد رقم 4.1 فربما جربت هذه الميزة الجديدة وقمت بالتصوير بوضعية HDR.

معلومة: أخبر بعض المطوريين انهم تمكنوا من إتاحة خاصية ال HDR للأجهزة الأي فون 3G , 3GS فقط كل ما عليك هو انتظار الجيلبريك وسوف تجد في سيديا برنامج يفعل هذه الخدمة لك.

أخبرنا عن تجربتك هذه وما هو رأيك في هذه التقنية وكيف خدمتك كمصور هاو؟ وارنا بعض نماذج صورك عبرها.

مقالات ذات صلة