لطالما اشتهر البلاك بيري واجهزته المختلفة بانها مثالية تماما لعالم الاعمال والشركات المختلفة وموظفيها الكثر بتلك التطبيقات والوظائف المناسبة والمخصصة لهم حيث يمثل ذلك معقل وحصن شركة اري اي ام المنتجة لاجزة البلاك بيري حيث تتراجع حصتها في السوق عاما بعد عام امام بقية المنافسين رغم صمودها حتى الآن في المركز الاول في السوق الامريكي.

لكن ماذا سيحدث في المستقبل القريب لهذا الحصن الاخير؟ فبعد حديث ستيف جوبز الاخير انهم تجاوزوا البلاك بيري فعلا ولم يعد يشكل خطرا لهم تأتي التقارير الاخبارية المتنوعة لتشير الى ان كبريات الشركات العالمية تستعد للتحول من البلاك بيري الى هواتف اخرى مثل الآي فون والويندوز فون 7 والاندرويد.

اولى هذه الشركات هي شركة ديل Dell العملاقة لصناعة الكمبيوترات حيث اشارت اخبارها الى انها تخطط لتحويل خمسة وعشرين الفا من موظفيها اي ربعهم تقريبا، من استخدام البلاك بيري الى استخدام هاتف اخر من انتاجها يدعى ديل فينيو برو Dell Venue Pro وهو هاتف ذكي يعمل على نظام ويندوز فون 7 الجديد (كنا بالفعل قد تنبأنا في تدوينة سابقة بدخول قوي للويندوز فون 7 في عالم الاعمال والشركات).

يذكر ان ديل سمحت لاحقا لموظفيها باستخدام هاتف الاندرويد كبديل لمن لا يرغب بذلك الهاتف الذي ستوزعه.

في قطاع الاعمال ايضا اثنين من اكبر بنوك امريكا وهما بنكي سيتي جروب وبنك اوف اميركا ينويان ويعزمان على التحول من البلاك بيري الى الآي فون. وهذا التحول في البنوك يعني الكثير والكثير لآبل اكثر حتى من شركات مثل ديل وغيرها حيث تمثل البنوك قوة اقتصادية كبيرة واعتمادها على حلول مثل آبل يعني ان تلك الاخيرة ستنمو اكبر واقوى في مجال الاعمال بعد ان انتشرت بكثرة في عالم المستهلكين والافراد. (في حالتي البنكين السابقين فانهما يمتلكان مامجموعه اكثر من نصف مليون موظف! لكنهم يرغبون في عدم اجبارهم على نوع واحد فقط من الهواتف الذكية)

وكانت الاحصائيات والتقارير قد اشارات سابقا الى ان الآي فون يستخدم في حوالي ثمانين بالمائة من اغنى ثمانين شركة كبرى حول العالم ومنها اسماء قوية مثل بركتر اند جامبل، وجنرال اليكتريك وجي بي مورغان وغيرها، وبعض الشركات تفكر في استخدام الاندرويد كبديل ايضا عن البلاك بيري.

ايضا استفتاءات سابقة كانت قد اوضحت بعض الارقام المهمة مثل ان 74% من الشركات الامريكية والبريطانية قد اتاحت لموظفيها استخدام اجهزة اخرى غير البلاك بيري كبديل عنه ويقدر ان هذه النسبة في امريكا فقط تبلغ 83%

ما اسباب ذلك؟ مااسباب التحول عن البلاك بيري بعد ان كان منذ شهور قليلة فقط الاول والاوحد في عالم الاعمال على الاقل؟

تشير التقارير الى ان ذلك يعود لسببين هي:

  1. خيارات الشخص نفسه او الموظف الذي لا يريد البلاك بيري.
  2. تخفيض التكلفة حيث ان البلاك بيري يحتاج الى تكاليف كبيرة تتعلق بالسيرفرات الخاصة به، حيث انه في حالة شركة ديل يقول احد مدرائها انهم بتحولهم عن البلاك بيري سيوفروا حوالي 25% من التكاليف.

اخبار سوداء بلا شك على شركة ار آي ام وبداية افول لها لا نعلم الا اين سينتهي، لكن ماذا يمكننا ان نستنتج من هذه الاخبار والتقارير؟ عدة امور الحقيقة:

  1. التقلب السريع وغير الامن في سوق الهواتف الذكية المحمولة والحديث نسبيا والذي لا يبلغ عمره الا سنوات قليلة لكنه شهد الكثير من المفاجآت والتقلبات المستمرة والتي لا تامن فيها شركة على حالها ولا اي منتج عن رضى مستخدميه كما شهدنا مع نوكيا والبلاك بيري والبالم.
  2. التقلبات ايضا كانت في المجالات نفسها، فبعد ان وصم البلاك بيري بجهاز الاعمال رقم واحد والاي فون بالجهاز الترفيهي رقم واحد، هاهما يتبادلان الادوار فيصبح الآي فون خيار رجال الاعمال وموظفي الشركات ويقتصر البلاك بيري على الافراد والشات.
  3. الاتجاه المضطرد للهواتف الذكية في عالم الاعمال والشركات وهو مجال خصب ومربح واستعدت له ابل جيدا منذ اطلاق النظام iOS 4.0 بتضمينه الكثير من من ميزات الاعمال والشركات ومازالت تحسن في هذا المجال.
  4. صعود للويندوز فون 7 كما توقعنا في مقالات سابقة باندماج هذا النظام الجديد مع حلول الاعمال التي تقدمها مايكروسوفت للكثير من الشركات حول العالم مما يجعله خيارهم الاول المفضل كما راينا في شركة ديل، وربما يكون هذا الامر باتفاقات ثنائية بين تلك الشركات ومايكروسوفت.
  5. انتشار تطبيقات مخصصة لعالم الاعمال تتيح انتشار اكبر لهذه التطبيقات وطلبات على برمجتها وتصميمها مما يعني الكثير من الانتعاش لهذا السوق خصوصا فيما يتعلق بالكبار امثال الآي فون والاندرويد والويندوز فون 7

ماذا عن الاجهزة اللوحية خصوصا الآي باد؟

التقارير مشجعة جدا لآبل فيه مع الانتشار المتزايد له حول العالم حيث تتوقع الدراسات ان يبلغ حجم مبيعاته السنة القادمة الى حوالي 100 مليون جهاز ليس بين الافراد فحسب بل ان يسجل انتشار كبير في عالم الاعمال ايضا والشركات حسب تقرير صادر من معهد غارتنر البحثي التقني الشهير الذي اشار ونصح المدراء التنفيذيين والتقنيين لتلك الشركات باعتماد الآي باد بشكل فوري لموظفيهم في اعمالهم والاسراع بذلك مالم يوجد سبب قاهر يمنع ذلك واشارت الى اربع اسباب لوجوب اعتماد الاي باد في تلك الشركات وهي:

  1. الآي باد يمثل شيء اكثر من الانتاجية لتلك الشركات: حيث نصحت غارتنر تلك الشركات باعتماده بسبب انه يمثل نوع من الرضى والسرور للموظف بحمله للآي باد واداء اعماله عليه بما اسمته "الفوائد الناعمة" ليخدم جيدا في مجال التوظيف وتثبيت الوظفين الحاليين واغرائهم في سوق العمل الذي يمثل عدم استقرار وتنقلات كثيرة.
  2. الموظفين سيشترون مثل هذه اجهزة بأنفسهم: حيث وبسبب ذلك لن تكون هنالك مشكلة في تعاملهم معه واداء العمل عليه مما يعني زيادة انتاجية واداء الموظف، ويجب المسارعة بدعمه وتوفير مبلغه عليه.
  3. الفوائد الانتاجية للآي باد: حيث اثبت الآي باد انه جهاز رائع ومفيد في كثير من الاعمال كاجتماعات المبيعات والتسويق والعروض التقديمية ومشاركة المعلومات وابهار زبائنك بهذا الجهاز السحري وطريقة عمله مما يعني الكثير من الصفقات الناجحة وسلاسة في الاعمال ورضى من قبل الزبائن. وقد نقلت بعض التقارير والدراسات عن تجارب ناجحة في هذا المجال في استعمال الاى باد في المبيعات مثلا ولدى السماسرة وتجار العقار والكثير من الصفقات الناجحة بسببه وايضا في المجال الاعلامي والمؤسسات الاعلامية، نالك فرق حقا بين عميل ينظر الى لاب توب عادي وبين عمليل ينظر الى آي باد وكله فرح وسرور واندهاش من هذا الجهاز السحري.
  4. آبل ستوفر ادوات خاصة للآي باد لادارة الاعمل والشركات وقريبا جدا من خلال التحديثات القادمة.

كصاحب شركة او كمدير لها او كموظف في تلك الشركة؟ ماذا تفضل من الاجهزة الذكية المحمولة لاستخدامه في عملك؟ وهل تفضل استخدام الآي باد ايضا في اداء الاعمال؟

[المصدر بتصرف عن: ReadWriteWeb]

مقالات ذات صلة