من الغايات الرئيسية للآي باد منذ الاعلان عنه لأول مرة قبل أكثر من عام ثم انطلاقه بعد ذلك بأشهر والتي تحدثنا عنها كثيرا، هي القراءة الالكترونية والكتب الرقمية التي تسهل تخزينها وقرائتها بطريقة فعالة وسهلة ومريحة، حيث سبق الآي باد في ذلك جهاز رائع آخر هو كيندل من أمازون بميزات محدودة وضمن بقع جغرافية معينة (قبل أن يتغير ذلك لاحقا). ثم جاء الآي باد ليمثل في أحد أركانه الرئيسية كمشروع قارئ الالكتروني من ناحية العتاد أو الهاردوير كجهاز متقدم ذو مساحة وحجم مناسبين واضاءة مريحة وشاشة لمس متوفقة، وكذلك من خلال البرامج أو السوفتوير من خلال متجر الكتب iBooks الذي يضم آلاف الكتب المجانية والمدفوعة وكذلك من خلال برنامجه كقارئ الكتروني ممتاز الى جانب عدد من برامج القراءة الالكترونية الأخرى المتميزة ك Goodereads وغيرها.

أيضا ما تميز به الآي باد الى جانب دعم الصيغة المخصصة للكتب الإلكترونية على الأجهزة اللوحية epub هودعمه لصيغة البي دي اف pdf القياسية والتي تحملها ملفات لكتب لا حصر لعددها على شبكة الانترنت فغدا بذلك القارئ المفضل للملايين وانتشرت تجارة الكتب الالكترونية وكسب منها الكثير، وشخصيا لم أقابل أي أحد من ملاك الآي باد الا وأخبرني بمدى ارتياحه للقراءة على الآي باد الى درجة تخليه عن القراءة من الكتب المطبوعة بتاتا!

لكن تبقى صيغة ePub هي المفضلة في الأجهزة اللوحية كونها صيغة قياسية ومعتمدة عالميا وبسبب الميزات التي توفرها أيضا كحفظ الحقوق وكامكانية البحث فيها وتغيير الخط والتعليق على الكتب وميزات لاحصر لها توفر برامج القوارئ الالكترونية لتلك الصيغة.

أين العرب واللغة العربية من كل ذلك؟ التواجد بدأ متأخرا ومازال ضعيفها الا أنه يتقدم بثبات وبمنتجات قوية، فبرغم خلو متجر الكتب من كتب عربية متميزة واحجام دور النشر على الاقدام على هذه الخطوة بعد في أغلبها الا أننا مررنا على ثلاثة مشاريع متميزة تساهم في دفع عملية قراءة وصناعة الكتاب العربي على الآي باد خصوصا والأجهزة اللوحية عموما وسنستعرضها معكم هنا:

1. المشروع الأول: “موسوعة الكتب الالكترونية العربية” والذي يعرف نفسه بأنه الموقع الأول عربيا للكتب العربية بصيغة ePub حيث ساهم هذا الموقع مساهة فعالة فرديا وجماعيا في تحويل الكتب العربية الشهيرة الى صيغة ePub القياسية التي تعمل على الآي باد والآي فون وبقية الأجهزة اللوحية الداعمة وأتاحها للتحميل عبر موقعه السابق حيث يضيفها بشكل دوري ويعلن عن ذلك على الموقع وقد بلغ مجموع الكتب حتى الخمسة وسبعين كتابا الكترونيا مخصصة بصيغة ePub

أيضا الموقع يقدم خدمات أخرى مثل كيفية اضافة الكتاب الالكتروني الى جهازك خطوة بخطوة وبشكل مصور، وكذلك والأهم كيفية انشاء كتاب الكتروني خاص بك من الصفر على صيغة ePub القياسية باستخدام برنامج Sigil ، ولا ينسى الموقع أن يدلك على كيفية المساهمة فيه من خلال نشر الكتب الالكترونية المؤلفة من قبلك أو ارسالها لصيغ أخرى لكي يقوموا هم بتحويلها.

2. المشروع الثاني: ويُدعى آي كتاب ووتلخص مهمته باتاحة انشاء كتب ePub بثلاث خطوات سهلة جدا عبر واجهة موقع من خلال Wizard مخصص لذلك و تبدأ بادخال معلومات الكتاب الأساسية مثل عنوان الكتاب و المؤلف وعدد الفصول الكتاب، والخطوة الثانية تتيح لك ادخال عناوين كل فصل ومحتواه من خلال توفر محرر نصي متقدم يتيح لك تحرير وتنسيق هذا المحتوى ونصوص الكتاب، ثم الخطوة الثالثة من خلالها ستحمل كتابك النهائي بصيغة ePub والقابلة للعمل على الأجهزة اللوحية.

3. المشروع الثالث: مشروع رفوف وهو مختلف نوعا ما، اذ يركز على الآلية لقراءة وبيع الكتب لا محتوى الكتاب نفسه أي انه يمثل متجر للكتب العربية وبرنامج قراءة الكترونية لها، اذ ان متجر الكتب iBooks الأصلي على الآي باد والمملوك لآبل غير متوفر حتى الآن للناشرين في الدول العربية اذ ينبغي على الناشر فيه أن يمتلك رقما ضريبيا أمريكيا فيه (أي مقيم في أمريكا) أو أنه يتجه لطرف ناشر ثالث مثل موقع Lolo مثلا الا ان مكاسبه حينها ستغدو قليلة نتيجة الاقتطاع مرتين من مداخليه من بيع الكتب في المتجر، واحدة من آبل والثانية من الطرف الثالث.

لذا جاء هذا المشروع الواعد والذي مازال في بدايته ونتظر الكثير من الاضافات والميزات حتى يغدو مماثلا لمتجر الآي بوكس.

مقالات ذات صلة