يعتبر نظام iOS من أكثر الأنظمة نجاحاً، فهذا النظام حقق ما يزيد عن 2.3 أضعاف ربحية أنظمة الويندوز التابعة لمايكروسوفت، هذا بالرغم من أنه مجاني بالكامل ويمكنك ترقيته دون دفع أي أموال نظير ذلك. لكن السر في ربحيته أنه جعل أبل تبيع أعداداً كبيرة من هاتفها الذكي الوحيد المسمى iPhone لتتجاوز بذلك مجمل أعداد الإجهزة الذكية شركة التي تبيعها Nokia، والغريب هنا أن موديل واحد قدر على منافسة أكثر من عشرات الموديلات مجتمعة، فنوكيا كما نعلم تنتج مايفوق الأربعين موديلاً مختلفاً سنوياً، كل هذا ماهو إلا مؤشر على قوة هذا النظام وهذه الأجهزة القليلة التي تعمل عليه كالآي باد والآي بود تاتش بالإضافة إلى الآي فون ونسخة خاصة للأبل تي في. عندما رأينا أبل تدخل سوق الهواتف النقالة لم يتوقع احد أن يأتي اليوم الذي تعتلي فيه أبل شركة نوكيا التي كانت الأكبر والأشهر على الإطلاق في ذلك الوقت. والآن أصبح نصيب الآي فون وحده من سوق الهواتف الذكية العالمي يتجاوز 17% بينما نصيب شركة نوكيا كاملة 16% من ذلك السوق، ولايزال الطلب على الآي فون يفوق قدرات التصنيع.

أما إذا أمعنا النظر في جهاز الآي باد نجد أنه سيطر بقوة على سوق التابلت، فقد سجلت أجهزة التابلت العاملة بنظام iOS مايساوي 100‪%‬ من إجمالي نسبة تصفح الإنترنت على أجهزة التابلت في سوق اليابان معقل صناعة التكنولوجيا، ومايساوي %97 من السوق الأمريكي، وما ينسبته %99 من سوق المملكة المتحدة. (أما نصيب تصفح الإنترنت من خلال الآي باد فيزيد عن %89 من سوق التابلت العالمي). لقد باعت أبل من الآي باد مايزيد عن 25 مليون جهاز حتى الآن ويعتقد أن يتم بيع 14 مليون جهاز آخر في خلال الربع الحالي من العام.

نجاح أبل وأجهزتها التي تم بيعها في السابق لن تقارن بماسيتم بيعه من الأجهزة القادمة، فقد أشار تقرير نشر مؤخراً أن أبل بصدد التعاون مع مصنعين مختلفين لإنتاج عدد كبير من أجهزة iPhone 5 لتتمكن من بيع ما يقارب 15 مليون جهاز في الشهر الأول فقط من إطلاق الجهاز للبيع. من المتوقع أن يباع جهاز الآي فون القادم في بعض الدول في شهر أغسطس أو سبتمبر. وقد أشارت دراسة من Yankee Group تعرب أن مانسبته %40 من مشتري الهواتف الذكية في أوروبا يعتزمون شراء الآي فون في المرة المقبلة التي سيشتروا فيها هاتفاً.

هناك شائعات عديدة ومعلومات شبه مؤكدة عن تفاوض أكبر مشغل إتصالات في العالم وهو شركة China Mobile التي لديها مايتجاوز 910 مليون مشترك في الصين وحدها مع شركة أبل، وذلك للحصول على صفقة لبيع الآي فون القادم من خلالها، لكن مازال ذلك غير مؤكداً حتى الآن.

من هنا نجد أن كل التوقعات والرؤى تشير إلى نجاح هذا النظام وإزدهاره يوماً بعد يوم، كل هذا ومازال هذا النظام في بداياته فقد ظهر النظام في عام 2007 واستطاع في خلال هذه السنوات القليلة أن يحتل مكانته في عرش سوق الهواتف الذكية. نجاح نظام iOS يجعله يحكم سيطرته بشكل أكبر على سوق الحوسبة المتنقلة، والتي بدورها قد هيمنت على عالم الحوسبة عموماً. أما عن توقعات الخبراء فإنهم لايعتقدون أن يخسر هذا النظام مكانته على مدار السنوات القادمة، بل بالعكس فهم يتوقعون أن يزداد في النجاح دون أن يستطيع أحداً مجاراته. فأبل تصنع المال من أجهزتها التي تقوم بإنتاجها وهو الأمر الذي لم تعد جوجل (أبرز منافساتها) تقوم به، كما أن أبل تجني المال من بيع التطبيقات بشكل لايستطيع أحد مجاراته فعلى سبيل المثال جنت جوجل في العام الماضي مايقارب 102 مليون دولار من مبيعات التطبيقات بينما حققت أبل في نفس العام مايفوق 1.7 مليار دولار. هذا بالإضافة إلى الكتب ومحتويات الآيتونز من الأفلام والصوتيات التي تقوم أبل ببيعها على منصة iOS.

في السنوات الخمس القادمة سنجد الكثير من المستخدمين الذين سيستخدمون هواتفهم وأجهزتهم اللوحية كبديلاً لأجهزة الكمبيوتر. ودعونا نتذكر أنه عند اطلاق هذا النظام في العام 2007 نشر في صحيفة نيويورك تايمز تساؤلاً عن الآي فون وكان يقول: “من على الأرض سيرغب بشراء هذا المنتج؟” وهو السؤال الذي لم يسأل مرة أخرى، فهذا الجهاز أثبت أنه الأجدر بأن يهيمن على حلم كل شخص في أن يمتلكه، كما هو الحال في سائر أجهزة iOS المقدمة من أبل. والآن أصبح هناك أكثر من 200 مليون جهاز يحمل نظام iOS.

المصدر: CultofMac

مقالات ذات صلة