نشهد هذه الأيام نقلة نوعية في عالم المعالجات ويعود الفضل فيها إلى التنافس الشديد بين شركات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، فبعدها أصبحنا نقرأ عن المعالجات الثلاثية والرباعية النواة في حين اقتصرت الحواسيب المحمولة والشخصية على المعالجات الأحادية النواة لفترة طويلة. وبلمحة سريعة على الأجهزة اللوحية المتوفرة نجد أن أسرع معالج موجود بجهاز Fujitsu Lifebook® T730 ويليه Fujitsu LifeBook® TH700 من الشركة نفسها ثم يليهما عدة أجهزة من شركات مختلفة كـHP و Asus وجميعها بنظام ويندوز ومعالجاتها من إنتل. لكن أيًا منها وبرغم السرعات المتفوقة ومعالجاتها المقدمة من أعرق الشركات المختصة في هذا المجال، لم يستطع أن يصمد أمام أجهزة آبل ولم تشفع لها هذه الإمتيازات. فما هو سر تميز آي باد 2 تحديدًا؟

قررت إنتل الرائدة في مجال الرقاقات معرفة هذا السر وفي تجارب لمدة 9 أشهر أجراها فريق مهندسي إنتل بقيادة Francois Piednoel على iPad 2 والذي لو لم يكن مميزًا لما تم اختياره لكشف سر نجاحه، اكتشفت إنتل أخيرًا سر هذا التفوق.

إذ وجد الفريق أن آبل لم تستخدم معالجًا مميزًا يعطي جهازها قوته الحالية لكنها استطاعت توظيف المعالج بشكل مميز لتحصل على أفضل أداء لجهاز لوحي في السوق، وكان السر هو أنها اعتمدت على زيادة عدد اللقطات المعروضة على الشاشة وهذا بالطبع يزيد من فعالية الأداء ويحسن تجربة المستخدم؛ فآي باد يعرض الآن 60 لقطة في الثانية أي أن سر تفوقه كان متعلقًا بما يسمى Frame Rate ونعلم أنه إذا زاد الـFrame Rate زادت معه انسيابية العرض والعمل وتحسن الاستخدام مما يمنح المستخدم تجربة مميزة كفيلة برفع مبيعات آي باد لأرقام خيالية.

لكن الوصول الى 60 لقطة في الثانية ليس بالأمر السهل فهو يستهلك الكثير من إمكانيات المعالج والذاكرة وحتى تقلل آبل هذا الاستهلاك وتزيد في الوقت نفسه من معدل العرض، جعلت من الـ Pixel depth مساويًا لـ4 في حين أن أنظمة مايكروسوفت تعتمد في عرضها على Pixel depth مساويًا لـ7 بايت، مما يعني أن أن تمثيل كل بيكسل يزيد عما لدى iOS بثلاث مرات. كل هذا جعل آي باد يتطلب فقط 15 ملي ثانية للتجاوب في حين تحتاج أنظمة ويندوز لـقرابة 200 ملي ثانية! وعليه فستضع إنتل هذا السر نصب عينيها وهي تحضر لمعالجاتها الجديدة بالإضافة لعنايتها بمسألتي الانسيابية وسرعة التجاوب في مقابل تركيزها على أرقام الأداء المجردة.

كلمة مدير المدونة:

إذًا السر ليس دائماً في قوة العتاد والمكونات الصلبة (الهردوير) وانما في نظام التشغيل الذكي الذي يستغل هذه المكونات، اتعجب احياناً حين يخبر احدهم ان عن جهاز 64 جيجا ذاكرة و معالج رباعي النواة و 8 جيجا كاميرا ويخبر انه أكيد افضل من جهاز اخر، الحقيقة هذا خطأ فليست الذاكرة او قوة المعالج هي مقياس جودة الجهاز وان كان لها تأثير اكيد لكن الجودة في نظام التشغيل الذي يدير هذه المكونات ايضاً الجودة في الخامات المستخدمة والتقنيات وعلى سبيل المثال كاميرا الأي فون ليست الأفضل من حيث الجيجا ولكن الجميع يشهد بجودة صورتها وهذا بسبب التقنية المستخدمة فيها وإدارة نظام التشغيل لها.

مصدر المقال | مصدر الصورة

مقالات ذات صلة