متابعةً لما كنا قد تكلمنا عنه حول مقاطعة متجر البرامج لمدة أسبوعاً كاملاً، نود ان نشكر كل من تعاون معنا في الدفاع عن قضيتنا العربية وإيصال صوتنا إلى شركة أبل حتى تراجع نفسها جيداً في المرات القادمة قبل أن تأخذ القرار بحذف أي تطبيق يخص مجتمعنا العربي ومانعتقد به في الدفاع عن إخواننا وهويتنا، مقاطعتنا كان هدفها الإعتراض على حذف أبل لبرنامج “الإنتفاضة الفلسطينية الثالثة” بعد أن وافقت عليه، مع أننا نعلم أنها إضطرت للإستجابة للحركة الدبلوماسية التي توجهت بها الحكومة الصهيونية بشكل رسمي وصعدتها على أعلى المستويات، فلم تتوانى الحكومة الإسرائيلية عن تقديم تقرير رسمي للمدير التنفيذي لشركة أبل لتطالبه بإزالة التطبيق من متجر البرامج بدعوى أنه يسيء للكيان الصهيوني ويحرض على العنف ويزعزع السلام المنشود في المنطقة.

نعلم أن سياسة أبل تسمح بإمكانية إزالة التطبيقات من متجر البرامج ماإذا تم تلقي شكاوى عليها، وأبل تتيح لأي شخص إمكانية الإبلاغ عن البرامج المسيئة، كنا قد تحدثنا عن ذلك بإستفاضة في مقال “تطهير متجر البرامج من البرامج المسيئة – مسؤوليتك انت”، ومن ضمن الأسباب الموجودة في نموذج الشكوى أن يكون التطبيق مسيئاً أو يعتدي على شخص أو مجموعة من الأشخاص، وهو الشيء الذي استغله الكيان الصهيوني.
نحن بمقاطعتنا نعلم أن أبل لن تعيد التطبيق إلى متجر البرامج مرة أخرى، فالشركات الكبيرة من الصعب أن تتراجع عن مواقفها، ولاتخضع لتوجيهات أو إملاءات من أحد، ولم تكن لتستجيب للتقرير الإسرائيلي إلا لأنه يستدل بأسباب منطقية وبها شيء من الصحة.

هدفنا من المقاطعة هو أن نعلم الشركات الكبرى أن تأخذ سوقنا بعين الإعتبار وتفكر فيما قد يغضبنا أو يضرنا، وأن تعلم أن لنا صوت قادر على الوصول، وقد نجحنا في ذلك، ونرغب في أن تفيق حكوماتنا من سباتها وتتحرك تجاه كل ما يسيء إلى هويتنا العربية والإسلامية، وأن تتخذ خطوات دبلوماسية بتقديم خطابات رسمية كرداً على الخطوة الصهيونية، فما أكثر تلك الصفحات التي تزيف الحقائق وتزور التاريخ وتمحو كل مايدل على حق العرب في الأرض. للأسف كانت حكوماتنا إلى وقت قريب بعيدة كل البعد عن التكنولوجيا ولاتستشعر تأثيرها، ربما تغير ذلك بعض الشيء بعد حدوث الثورات العربية، لكنها لاتزال بطيئة الحركة لاتواكب سرعة الكيان الصهيوني الذي قد أوصل صوته وبقوة إلى رئيس أبل في خلال أقل من ثلاثة أيام من صدور التطبيق.

بإنتهاء هذا اليوم تكون مقاطعتنا إنتهت و رسالتنا وصلت، وسنستأنف تقديم مقال السبع إبتداءً من الغد وبشكل منتظم على مدار الأسابيع القادمة، أن شاء الله.

وكلمتنا الأخيرة لك هي أنك يجب أن لا تظن ابداً أن مقاطعتك لم تؤثر بل كان لها بالغ الاثر ويكفي ان آبل شاهدت تراجع كبير في الإقبال علي متجر البرامج وعلمت انها مسئولة عن ذلك وانها قد تخسر مستخدميها بشكل كامل ان لم تكن حكيمة في قرراتها القادمة. ايضاً كما اخبرنا من قبل ليست المقاطعة إلا رسالة ونعدكم بتقديم نطبيقاً يناقش القضية الفلسطينية وتاريخها، ويعرف العالم بحقنا في أرضنا ويثبت ذلك بالحقائق الموثقة وبحيادية تامة، وسنقدمه بشكل مجاني وبالعديد من اللغات ليستهدف السوق العالمي. كما أننا نبحث العديد من الأفكار الأخرى ومنها فكرة لعبة عن الحصار الذي يطوق أهل هذه البقعة الطيبة لنمثل جانب من الأسى والظلم الذي يتعرض له أخوتنا ونوصل رسالتنا بطريقة غير مباشرة.

نشكر كل من ساهم في إنجاح هذه المقاطعة، وربما ما حدث هو خير حتى نكون اكثر وعياً لحقوقنا في المستقبل وربما أيضاً يكون دافع لنا حتى نعمل على توحيد رأينا وكلمتنا حتى وإن كنا مختلفين.

مقالات ذات صلة