قبل البدأ في المقال، أعلم ان الكثير لا يعرف ما هو الجيلبريك ويظن ان الجيلبريك هو سرقة التطبيقات او كما يطلق عليه (انستالس)  ولا يفرق بين الجيلبريك القانوني وبين الكراك الذي يعد سرقة وغير قانوني… لذلك وحتى توفر على نفسك هذا الإشكال وتعلم ما هو الجيلبريك وكيف تفرق بينه وبين الكراك… اقرأ هذا المقال اولاً.

سواء كنت من مؤيدي الجيلبريك أو معارضيه فلا يمكن أن تنكر أن له دور في تطور أجهزة آبل، فلقد كان الجيلبريك وتطبيقاته سبب في ظهور متجر البرامج كما سبق وذكرنا في مقالة قصة صعود متجر التطبيقات، والمستخدمي القدامى يذكرون الآي فون 2G وقت صدوره في 2007 لم يكن هناك إمكانية لتصوير الفيديو أو إرسال رسائل مصورة MMS وكان الحل لتصور فيديو بالآي فون الخاص بك وقتها هو تطبيقات من السيديا، الأمر نفسه لدعم اللغة العربية قبل دعمها في 2009 عن طريق iOS 3 كانت غير موجوده وكان الجيلبريك ومتجر السيديا هو الحل، وعشرات المشاكل الأخرى التى حلها المطورين بعد فك قيود النظام باستخدام الجيلبريك، وظلت أبل تحاربه لسنوات طويلة لكن مجتمع الجيلبريك حقق نصراً قوياً في عام 2010 بقيام الكونغرس الأمريكي بإعتبار الجيلبريك قانوني تماماً ولا يعاقب القائمين عليه، لكن هذا التصريح كان لعامين فقط ويتنهي صلاحية هذا القانون العام الحالي لذلك عادت للسطح مرة أخرىمعركة قانونية الجيلبريك، فإما يصدر قرار بالتجديد له ويظل قانوني أو يصبح غير قانوني ويطارد القائمين عليه قضائياً لقيامه بإختراق القانون، فماذا حدث في هذه المعركة حتى الآن؟ وخاصة في ظل الحملة الأمريكية لزيادة القيود على الإنترنت وغيره؟

طبقاً للقانون الأمريكي طلب مكتب حقوق النشر من المهتمين القيام بإرسال أسباب تأييدهم لبقاء الجيلبريك قانوني أو أسباب مطالبتهم بتجريمه وشرح ذلك تفصيلياً وطالبت مؤسسة Electronic Frontier Foundation وإختصارها EFF وهى جهه مسئولة عن الدفاع عن حقوق المستخدم في العالم الإلكتروني قد طالبت مؤيدي الجيلبريك بإرسال رأيهم والدفاع عن الجيلبريك وبالفعل تلقى المكتب الأمريكي 700 رسالة تعليق حتى إغلاق باب الإرسال في العاشر من شهر فبراير الماضي، وتم نشر هذه التعليقات على الموقع الخاص بها ويمكنك مشاهدتهم من هنا. وذلك لتوضيح هذا الأمر بشفافية للمستخدمين.

تصدر التعليقات تعليق شركة سوني للإلكترونيات والمعروفة بمحاربتها لمثل هذه الأمور وبشده ودعمت من قبل قانون SOPA الأمريكي لكن كان التعليق الأبرز وربما الأهم هو التعليق الرابع عشر  والذي بلغ طوله 6 صفحات فقط وهذا التعليق من جاي فريمان الشهير ب Saurik مبتكر وصاحب السيديا.

من أبرز النقاط التى قالها جاى في دفاعه بالطبع عن حق الجيلبريك:

للتغلب على القيود التى وضعتها بعض الشركات، أخذ عدد من المطورين على عاتقهم مهمة مساعدة الآخرين للهروب من القيود “السجن” التى يشعرون أن مصنع الأجهزة قد وضعها في طريقهم،وقد مكنت الأدوات التى قاموا بتصنيعها المستخدمين الذين يملكون أجهزة مغلقه من تحميل البرامج التي يريدونها بدون أي قيود تقنية أو عوائق… هذه المهمة ليست سهلة على الإطلاق وفي كل مرة تصبح أكثر صعوبة حيث يقوم البائع “أبل” بغلق الثغرات وتضيق الفرص أمام المطورين بتحديث متواصل لنظام التشغيل ووضع أيديهم على هذه العملية كلها

بالطبع لا يمكننا ترجمه كل رسالة فريمان وإن شئت يمكنك الإطلاع عليها كاملة من هذا الرابط. لكننا اخترنا هذه الجزئية التي توضح أنهم يقومون بمهمة اعطاء الحرية للمستخدم وأن هذا الأمر ليس سهلاً وأن منع الجيلبريك يعني إيقاف حرية الإبداع للمطورين وأيضاً تقليل مزايا وحرية المستخدم، فمنطقياً المستخدم له مطلق الحرية أن يفعل بجهازه ما يشاء، نعم أبل تضع هذه القيود لحماية المستخدم لكن ماذا إن كان المستخدم نفسة يوافق على المخاطرة بخصوصيتة وأسراره؟ هل نقوم بحمايتة من نفسه؟ بالطبع ليس هذا منطقياً. فمثلاً أبل لم تضع خاصية مشاركة الملفات عبر البلوتوث فمن حقي كمطور ان اطور هذه الخاصية بنفسي وان اضعها على جهازي، وربما مشاركتها مع الاخرين فهذه اجهزتنا نفعل ما نشاء بها ولا ننتظر من شركة باعت الجهاز وقبضت ثمنه ان تخبرني ماذا افعل بجهازي. لكن طبعاً الامر يختلف حين يقرر احدهم استغلال فتح النظام لسرقة تطبيقات الغير وعدم اعطاء المطورين حقهم هذا لا خطأ بدون خلاف ويكره ذلك حتى مطورين الجيلبريك انفسهم والشركات نفسها ما يضايقها في الجيلبريك هو استغلال البعض له بشكل سيئ ولكن هذا ليس ذنب المستخدم الشريف الذي يشترى تطبيقاته ويعطي المطور حقه وفي نفس الوقت يرغب في الخروج من سجن متجر التطبيقات للحصول على مميزات اكثر لجهازه.


الخلاصة:

نحن لا نشجع المستخدمين على القيام بالجيلبريك وسبق ونشرنا عدة مقالات لتوضيح مخاطره، لكن الجيلبريك أيضاً لها مزاياه والكثير من المطورين ونحن منهم قد قدموا تطبيقات مفيدة في متجر السيديا، إذا فهو عالم مزودج يمكنك من الكثير من المزايا مثل تغير الثيمز، وفي نفس الوقت له مخاطر. الجيلبريك قانوني وشرعي لأنك حر تفعل ما شئت في جهازك الذى دفعت مبلغ كبير لشراءه وسبق واوضحنا الفارق بين الجيلبريك والكراك. لذلك نتمني أن يظل الجيلبريك قانوني ويكون الإختيار للمستخدم ليقرر ما يريده هو بنفسه ولا يفرض وصاية عليه. لا أحد يعلم كيف ستنتهى القضية لكن نتوقع أن يظل قانوني.

هل توافقنا الرأي في تأييد ترك الإختيار للمستخدم بشأن الجيلبريك أم تفضل أن يمنع لما له من عيوب ومخاطر ولاستغلال الكثير له لسرقة التطبيقات؟

 المصدر idownloadblog

مقالات ذات صلة