برغم توافر عدد من المزايا في الآي باد الجديد مثل دعم شبكة الجيل الرابع (في أمريكا) وتطوير معالج الرسوم ليصبح رباعي النواة، إضافة الى كاميرا عالية الجودة وإمكانية تصوير فيديو عالي الجودة 1080p، لكن الميزة التى استحوذت على الاهتمام الأكبر من الجميع ومن أبل هى شاشة الريتنا وقد شرحنا من قبل في مقال هل أشتري الأي باد الجديد تفاصيل هن شاشة الريتنا بشكل عام. وكيف ان أبل قررت اطلاق كلمة “ريتنا” علىها برغم أن شاشة الريتنا كما نعرفها في الآي فون الرابع تبلغ دقتها 330ppi لكن شاشة الآي باد 264ppi لكن أبل اعلنت انه حتى برغم ان دقة شاشة الأي باد الجديد اقل الا نه يمكن ان يطلق عليها ريتنا ايضاً، وربما لأن أبل تمتلك الأسم التجاري فتستخدمه كيفما تشاء، لكن الخلاصة أن أبل قررت تسمية شاشتها ريتنا، وبغض النظر عن الاسم هل تعلم أن صناعة هذه الشاشة يمثل تحدي كبير للشركات التي تقوم بتصنيعها لصالح أبل وفي هذه المقال نستعرض هذه التحديات.

 

كما نعلم جميعاً ان أبل لا تقوم بتصنيع منتجاتها بنفسها وتقوم شركات اخرى بتصنيعها لصالح أبل وطبقاً لبعض الأبحاث التجارية فإن شاشة الآي باد لم يقم بتصنيعها مورد واحد فقط لكنهم ثلاثة وهم كل من شارب وسامسونج وإل جي وتقوم هذه المصناع المتخصصة بتزويد أبل بالشاشات المطلوبة. وكان الأمر صعب بالنسبة للشركات فحتى شركة شارب ورغم انها أعلنت العام الماضي عن تطورات في تقنية جديدة تسمى Oxide TFT وهى تقنية ستمكنها من تصنيع شاشات فائقة الجودة لكن هذا الإبتكار لازال جديد وخطوط الانتاج الخاص بها لم ترضي أبل ولا شركة شارب نفسها، فكان لابد أن تعود شارب لتصنيع الشاشات بالتقنية القديمة a-Si TFT التقليدية التى نراها في الآي باد الثاني والأول لكن بالنسبة للمصنعين كان هذا صعباً فأبل تطلب منهم 264ppi وهم يرون أن هذا الرقم يفوق الحد الأقصي لهذه التقنية.

بالطبع لم تستطع الأبحاث الوصول إلى ماذا قامت الشركات بفعله لحل هذه المشكلة ( أسرار التصنيع ) لكنهم قاموا بحل المشكلة وواجهوا مشكلة أخرى عند التجارب وهو أن الشاشة الآن أصبحت تمتلك 4 أضعاف البيكسل السابق وهذا يعني أن الاضاءة السابقة LED لن تكفي لتضيء هذه الشاشة ولابد أن يقوموا بمضاعفتها وفي حال مضاعفة المصابيح سوف يؤدي هذا لزيادة كبيرة في استهلاك الطاقة وزيادة الحجم والوزن أيضاً ويتطلب أن تقوم أبل بتصميم بطارية أكثر سعة لتعويض هذه الزيادة في استهلاك الطاقة (بالاضافة لتعويض سحب الطاقة بسبب 4G والمعالج) فلو قامت أبل بإضافة نفس البطارية السابقة التى تبلغ سعتها 25Wh فلن تتحمل وبمجرد صدور الجهاز سيحدث إنهيار في استهلاك الشحن وينضم الآي باد لشقيقة الأصغر الآي فون لشكاوى الطاقة التى كان مبتعد عنها. لكن الحق يقال فقد قامت أبل بجهد خرافي حيث قامت بتصميم بطارية جديدة بسعة 42Wh وهذه السعة تعوض النقص في الطاقة بسبب إضاءة الريتنا + وحدة استقبال ال 4G + فارق المعالج وهى بالفعل بطارية خارقة بالنسبة للأجهزة اللوحية بل وتنافس بطاريات أجهزة أبل الأخرى كما يظهر بالاحصائية وربما نفرد مقالة للتحدث عن هذه البطارية فقط.

 

 الآن انتقل التحدي للشركات فلو أعجب المستخدمين بالآي باد الجديد وحدثت مبيعات ضخمة تفوق التوقعات فهل ستستطيع الشركات الثلاث توفير الكميات المطلوبة من هذه الشاشات وخاصة أنهم قاموا بتعديل خطوط الأنتاج لتصنيعها بالمواصفات الخاصة لأبل. فهل سيتكرر ما حدث في النصف الأول من العام الماضي عندما كان الطلب على الآي باد الثاني يفوق قدرة المصانع على تزويد أبل، وهذا حدث في الآي باد 2 الذى امتلك شاشة مماثلة تقريباً لشقيقة الآي باد الأصلى، فكيف الحال مع هذه الشاشة الجديدة؟ فهل سيتسطيعون تزويد أبل بالكميات المطلوبة أم نجد عجز مستمر في الجهاز، وبالطبع أي بائع مثل أبل لن يكون راضياً عندما يجد هناك مشترين ولا يستطيع اعطائهم بالأجهزة المطلوبة ويتأخر في تسليمهم البضاعة وربما عندما يتوافر الجهاز يكون هذا المشترى قد غير رأيه وقرر عدم شراء الجهاز وتخسر أبل عميل بسبب عجز في التمويل. بعد أيام يصدر الجهاز وبالفعل أعلنت أبل أن الدفعات الأولى قد انتهت بالفعل وتتوقع أن تقوم بتسليم الجهاز خلال اسبوعين او ثلاثة أسابيع.


سؤال يسأله كثير من القراء:

لماذا أبل اول من جعل شاشة الريتنا في الآي فون و الآي باد مع انها لا تصنع المكونات بنفسها؟ لماذا الشركات المصنعة لم تسبق أبل؟ 

الإجابة ببساطة أن هناك ميزة في أبل لا توجد في أي شركة أخرى (حتى الأن)، وهى أنها أبل من تقوم بتصنيع نظام التشغيل الذي يعمل على أجهزتها. ونظام التشغيل هذا هو من يقوم بإدارة مكونات الجهاز فعلى سبيل المثال إن قامت شركة سامسونج بتصنيع معالج 2 جيجا 12 نواه ثم أرادت أن تضعه بجهازها فقالت لها شركة جوجل أن أقصى معالج يستطيع الأندرويد التعامل معه هو 2 جيجا رباعي النواة (مثلاً)، وقتها ماذا تفعل سامسونج؟ الإجابة هى أنها لن تقوم بتصنيع هذا المعالج الخارق لأنه لن يستخدم… الأمر نفسه مع الشاشات تذكر معنا مقال توقعات أبل لعام 2012 فقد ذكرنا قيام شركة توشيبا بتصنيع شاشة 498ppi أي تقارب ضعف شاشة أبل الريتنا الجديدة(264ppi) ويمكن لمن يريد معرفة المزيد عن شاشة توشيبا مراجعة هذا الرابط. لكن شركة توشيبا لن تستطيع استغلال هذه الشاشة الفائقة بدون نظام تشغيل يدير هذه الشاشة بكفائة عالية، فالشاشة عالية الجودة تحتاج لنظام لإدارة الطاقة ونظام لإدارة الذاكرة لأن شاشة عالية الجودة تعنى حجم صور ضخم فلو لم تدار الذاكرة بشكل جيد لتسبب إنهيار في البطارية وبطئ دائم بالجهاز لضخامة الصور المنتقلة في الذاكرة.

أذا الامر ليس فقط عتاد وهاردوير وأنما سوفتوير يدير هذا العتاد ويستخدمه بشكل صحيح، وان كان تصنيع الهاردوير صعب فصنع نظام تشغيل شيئ معقد جداً ونظام تشغيل iOS الخاص بأبل بني على اكتاف العملاق MAC OS وأبل لديها الخبرة الكافية لجعل نظام التشغيل رائع كما هو الأن، بينما شركات تصنيع الهاردوير تنتظر جوجل ومايكروسوفت حتى تستطيع ملائمة العتاد مع السوفتوير وليس كما تفعل أبل وتطوع نظام تشغيلها ليخدم احدث تقنيات الهادروير.

الشركات تستطيع أن تصنع شاشات وتقنيات متفوقه وأبل تشتري منهم مكونات أجهزتها ولكنهم لا يقومون بذلك لأنهم يعتمدون على أنظمة تشغيل غير مملوكة لهم وغير معدة للتعامل مع مثل هذه التقنيات

المصدر: displaysearchblog

مقالات ذات صلة