هناك ثلاثة نقاط أساسية فقط هي محاور تسويق الآي باد الجديد وهم الشاشة الريتنا فائقة الجودة ،الكاميرا المحدثة ذات ال 5MP، دعم شبكات الجيل الرابع وقد قدمنا سابقاً مقالة تشرح هذه المزايا الجديدة ومقارنه بينها وبين الآي باد 2. ثم وجدنا عدد كبير من التعليقات يسأل عن تقنية الجيل الرابع (4G) ويقول البعض هل سأستفاد من هذه السرعة الفائقة في بلدي؟ وهل شبكة الجيل الثالث الحالية ستعمل على الآي باد الجديد وغيرها من التعليقات لذلك قررنا تخصيص مقال بتقنية الجيل الرابع (LTE 4G) وهل فعلاً ستكون مفيدة بالنسبة لنا أم لا؟ خاصة أن أبل قالت على جهازها الجديد انه جهاز عالمي.

لتعلم ما هى تقنية ال LTE او ال 4G من فضلك قم بمراجعة المقال الذي يشرحنا فيه هذه التقنية وناقشنا هل قرار أبل بتأخير دعمها له في الآي فون 4S هو قرار صحيح أم لا و أن شبكة الجيل الرابع أو 4G ستبدأ بالإنتشار في 2012 عالمياً. وبالفعل جاء الآي باد يدعم شبكة الجيل الرابع لكن ليس كل شبكات الجيل الرابع فبالتدقيق نجد أن أبل ذكرت في موقعها التالي:

(Wi-Fi + 4G for AT&T model: LTE (700, 2100 MHz); UMTS/HSPA/HSPA+/DC-HSDPA (850, 900, 1900, 2100 MHz); GSM/EDGE (850, 900, 1800, 1900 MHz)

دعنا نفك لك طلاسم هذا السطر، هذه هي التقنيات التي تدعمها أبل في نقل البينات او بما تعرفه انت بالإتصال بشبكة الجوال، فجهاز الأي باد الجديد يدعم العديد من الأنظمة ربما المعروفة لديك هي ال EDGE و 3G و حالياً ال 4G وهناك انظمة اخرى غير معروفة مثل HSPA و DC-HSDPA… اما الأرقام بجانب كل نظام هو الترددات المدعومة في كل نظام وهي ترددات عالمية معروفة.

بخصوص ال 4G فأبل تدعم الترددات 700-2100 ميجا هرتز وهو التردد المتوفر في الولايات المتحدة الأمريكية، لكن كيف الحال بالنسبة لباقي العالم؟ هل العالم كله يعمل بنفس التردد الخاص بأمريكا هذا السؤال يجيب عليه موسوعة المعارف المفتوحة الويكيبديا حيث يذكر…

The LTE standard can be used with many different frequency bands. In North America, 700/ 800 and 1700/ 1900 MHz are planned to be used; 800, 1800, 2600 MHz in Europe; 1800 and .2600 MHz in Asia; and 1800 MHz in Australia

لكن يمكننا بشكل كبير اختصار هذه الترددات في اثنين أساسيين هما 700-2100 ميجا و 800-2600 ميجا أي أن التردد الذي يدعمه الآي باد غير موجود في كثير من دول العالم يكاد يكون معظمها.

الآن أظن أن معظم القراء يتسائلون لماذا يوجد ترددات مختلفة لأنظمة الاتصالات؟ ولماذا تدعم أبل ترددات ولا تدعم اخرى؟ ولماذا لم نسمع عن هذا الاختلاف في نظام ال 3G؟ ثم السؤالين الأكثر أهمية هما ما هى الترددات المتوافرة في وطننا العربي لشبكات الإتصالات؟ وماذا يعني تردد من الأساس؟

 

أي جهاز يقوم بإرسال واستقبال اشارات لابد أن يعمل على موجة محددة وتقوم الشركات المتخصصة بشراء هذا التردد من الدولة لكي ترسل وتستقبل هى فقط في هذا المجال التردد فمثلا محطات الراديو تقوم بالارسال برقم معين وهذا الرقم هو الذى نضبط جهاز الراديو بالسيارة عليه لنستمع إليها، وفي حالة كون جهاز الاستقبال بالراديو ضعيف أو الاجواء الجوية سيئة فإنك تجد أحيانا المحطات الاذاعية التي ترددها قريب من بعضها البعض يحدث بها تداخل، الأمر نفسه في الهواتف فكل شبكة لها تردد مخصص بها (لا يحدث هنا تداخل) وعندما تقوم بتشغيل هاتفك فانه يبحث عن التردد الخاص بشركة الاتصالات، فمثلاً لو كانت الشبكة ببلدك بتردد 900/1800 ميجا هرتز واشتريت هاتف من بلد آخر تعمل بتردد 2100 فقط فلن تجد اشارة بجهازك.

الأمر نفسة يفسر أن بعض الاجهزة منخفضة السعر لا تدعم ال 3G فهل سألت نفسك كيف لا تدعمها؟ الأجابة ان شبكة 2G في بلدك هي 1800/900 مثلا أما الثري جي هي 2100 فهذا الهاتف المنخفض السعر يوجد به مستقبل لأشارة الشبكات ال 900/1800 فقط فتقول لك الشركة أنه لا يدعم الثري جي لأنه ببساطة لا يوجد به جهاز استقبال الاشارة الخاصة بالجيل الثالث.


نبدة تاريخية

عندما نشأت الهواتف المحمولة وحدث اتفاق عالمي على ترددات محددة مثل ترددات الجيل الثاني الشهير بـ GSM وهو التردد 850 / 900 / 1800 / 1900 ثم ظهر الجيل الثالث ببعض الترددات أشهرها 900 / 2100 ثم بعد ذلك بفترة ليست بالقصيرة بدأ ينتشر الجيل الرابع لكنه انتشار بطيء نسبياً والسبب هو ظهور بعض التقنيات الاخرى مثل WIMAX وايضاً ظل الجيل الثالث يتطور فمثلاً  HSPDA قد وصالت التغطية الخاصة بها إلى نصف العالم وبالتحديد 109 دولة وذلك في 28-8-2009 وعليه قررت بعض شركات الإتصال تجاهل الانتقال الى 4G واكتفوا بال 3G ولذلك لم يتوقف ال 3G عن التطور وظهر +HSPA وهي عبارة عن شبكتين HSPDA أي ضعف السرعة وتصل إلى 42Mbit/s. في هذه الاثناء كانت تقنية 4G تطوير نفسها ايضاً وهذا يعني أن تطوير التقنيتين (3G/4G) كان يسير معاً ولم يتنشر بشكل متوازن في العالم.

شبكات الجيل الرابع في عالمنا العربي

هناك علاقة عكسية بين الطول الموجي والتردد فبزيادة التردد يقل الطول الموجي والعكس صحيح، ومن هنا نجد ان الشركات التي إذا اعتمدت على تردد عالي مثل التي بالوطن العربي وهو 2.6 جيجا هرتز فهذا يعني طول موجي قصير ( المساحة التي تغطيها محطة التقوية ) فبالتالي تحتاج الشركة لبناء المزيد من محطات التقوية، لذلك فإذا كان هناك تردد مزدوج مثل 700-1700 الموجود بالولايات المتحدة الأمريكية بشركة AT&T (الذي يدعمه الآي باد) فإن التردد القصير 700 يعطي طول موجي كبير فيغطي مساحة كبيرة مثل الطرق السريعة فيمكنك أن تجد اشارة في كل مكان لذلك تسعى الشركات  للوصول للترددات الأقل من ألف ميجا هرتز لكي يقلل مناطق عدة التغطية ( بتكلفة اقل ) كما ان هناك عوامل أخرى مثل الطاقة فبزيادة طول الموجة الناتج عن الانخفاض في التردد يقلل الطاقة التي نحتاجها للبث. كما تحتاج طاقة اعلى لايصالها الى مسافة ابعد وتقنيات مختلفة وهنا يأتي دور المهندسين لاختيار افضل الحلول باقل تكلفة والحل الذى تقوم به الشركات هنا هو زيادة عدد محطات التقوية لزيادة قوة الارسال وهذا يعني بالتأكيد زيادة التكلفة على الشركة وبالتالي التكلفة على المستخدم مما جعل مروان زوايده مدير القسم التقني في شركة اتصالات في تصريح نشره موقع eiu يقول:

يجب اعطاء الشركات إمكانية استخدام شبكات 700-800 ميجا هرتز لزيادة الفعالية التجارية للخدمة، بدون هذه الرتددات تكون الجودة داخل المنازل ضعيفة للغاية والتكلفة عالية لأن شبكات 2.6 جيجا هيرتز مجال اشارة الخاص بها قصير بالمقارنة بالشبكات الأقل من جيجا هرتز مما يجعلنا نقوم بانشاء محطات تقوية جديدة مما يزيد التكلفة.

أي انه يفضل استخدام شبكات 600-700 ميجا هرتز مثل المتوافره بالولايات المتحدة الأمريكية لكن هذا الأمر يصطدم بمشكلة في عالمنا العربي أن الشبكات الأقل من جيجا هيرتز هى شبكات مخصصة منذ وقت طويل للاستخدام العسكري حيث يحتاج العسكريون إلى شبكات قوية الاشارة وبالفعل لجئوا إلى هذه الترددات (قبل ظهور الجيل الرابع) فهذا يجعل من المستحيل فعلياً استخدام هذه الترددات لأنه يعني أن يقوم الجيش بتغير كل ترددات الاتصالات الخاصة به وشفرتها وهذا شبه مستحيل لذلك لجأت الشركات إلى تقنية بديلة وهي TD-LTE وهي استخدام ترددات الواي ماكس 2.5 جيجا هرتز لكن هذه الترددات رغم انها أفضل من 2.6 جيجا لانها أقل لكن الفارق ليس كبير وليست فعالة. وهناك حل آخر لكنه ليس عملياً تقنيا وهو تردد 900 ميجا هيرتز وهو تردد قديم خاصة بتقنيه 2G وهو غير مستغل بشكل كامل وقد قامت بعض البلدان الأوروبية بتجربة تشغيل الجيل الرابع على هذا التردد لكن لم يثبت نجاح التجربة بشكل كبير بالإضافة لكون البلدان العربية تستخدم هذا التردد لتقديم خدمات الجيل الثالث عليه لذلك من غير الممكن أن تقوم بالغاء هذه الخدمات لتقديم الجيل الرابع.

لكي لا نتعمق في النقاط التقنية طويلاً فالذي يهمنا بشكل أساسي أن الآي باد الجديد يدعم ترددات جيل رابع ليست متوافرة في وطننا العربي، فهل يعني هذا أننا سنظل محرومون للأبد من خدمات الجيل الرابع في الآي باد ثم الآي فون القادم؟ الأجابة هى لا لن نظل هكذا فسوف تقوم أبل مستقبلاً بتقديم عدة نماذج من أجهزتها تخدم الشبكات الأخرى، لأن ليس فقط الوطن العربي هو من يستخدم تردد 2.6 جيجا كتردد مخصص للجيل الرابع لكن هناك عدة بلدان أوروبية أشهرها ألمانيا وأيضاً السوق الأكبر عالمياً وهو التنين الصيني يعمل بنفس التردد، وهذا يعني أن أبل سوف تعدل أجهزتها مستقبلاً وهذا الأمر ليس غريباً فقد تأخر اطلاق الآي فون 4S بشكل واسع بالصين لاختلاف الشبكات الصينية وأن بعض النقاط التى لا تتوافر بالآي فون الجديد مما جعل أبل تأخر الأطلاق حتى تعدل الهاتف الخاص بها ليتلائم مع هذه المناطق فمن غير المعقول أن تترك ملايين الصيينين ويكفي أن ننظر فقط للصورة التاليه.

ولكن لا تكن متفائل بشكل كبير أن هذا سيحدث خلال الشهور القادمة فموقع ماك رومرز الشهير ذكر أن أبل لن تقوم باجراء أي تعديلات على الآي باد الجديد وأن هذه النسخة سوف تعمل بكفائة في الدول التى تدعم نفس التردد، وهذا الأمر يؤكده موقع أبل انجلترا حيث ذكر أن الآي باد الجديد يدعم شبكات AT&T and Verizon بالولايات المتحدة الأمريكية فقط، يعني أبل صرحت رسمياً لا 4G للعالم بما فيها دول مثل أنجلترا والمانيا، الخ…

4G LTE supported on AT&T and Verizon networks in the US; Bell, Rogers and Telus networks in Canada

من الواضح ان أبل لن تعدل جهازها الحالي وربما يعدود السبب الى ان هذه هي المرة الأولى التي تقدم فيها أبل جهاز يدعم تقنية الجيل الرابع لذلك تقوم أبل بدراستها في الاسواق الأمريكية وكندا ( 350 مليون مواطن فقط)  من ثم تقوم بتعميمها في الإصدارات القادمة لكن لن تتأخر طويلاً حيث أن شبكات الجيل الرابع وصلت الآن عالمياً 101 شبكة في 56 دولة ويتوقع أن يتضاعف الرقم بحلول العام القادم. لكن حالياً ستكتفي أبل بتردد 700-2100 الذي كما سبق وأشرنا وهو متوافر في معظم الولايات المتحدة وأمريكا الشمالية وإن تصادف أن هناك دول تعمل بنفس التردد سوف يدعمهم بشكل تلقائي ويستفادوا من جهاز أبل الجديد.

لا تكن متفائل وتضع نصب عينيك انه بشراءك الآي باد الجديد سوف تستخدم ميزات الجيل الرابع الخاصة بشبكتك، لكن لا تدع هذا يوقفك وتقرر ان تشتشري نسخة الواي فاي فقط فالآي باد يدعم شبكات أخرى فائقة السرعة مثل HSPA و+HSPA التي سبق واشرنا انها تصل إلى 42 ميجا أي تقريبا أكثر من نصف سرعة الجيل الرابع وبالطبع الأي باد الجديد يدعم تقنية ال 3G، ايضاً لا تقلق فالأيباد مفتوح على كل الشبكات ويفضل عند شرائك ان تشتري الإصدار المتوافق مع شركة AT&T الا اذا كنت تشعيش في بلد مثل اليمن فيها دعم لتقنية CDMA وبالتالي تكون نسخة Verizon الافضل لك.

شيئ أخر، بعض المواقع ذكرت ان نسخة  Verizon لا تحتوي على شريحة وهذا خطأ، الأي باد الجديد يحتوي على شريحة في كل الأحوال ونسخة AT&T تتطابق مع نسخة Verizon الا ان الثانية تدعم تقنية CDMA والأولى تدعم تردد زائد لشبكات ال 4G، اذاً اذا كنت سوف تشتري الأيباد من أمريكا اختر نسخة ال AT&T

إن كنت قررت شراء الجهاز الجديد فهل بعد أن علمت بعدم توافر ال 4G بجهازك سوف تقوم أيضاً بشراءه؟ أم ان لك اسباب أخرى للشراء مثل الشاشة؟

المصادر: 1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8

مقالات ذات صلة