الهواتف التي تعمل باللمس ليست فكرة جديدة فأول هاتف نقال يعمل باللمس هو جهاز IBM Simon الذي ظهر عام 1992 أما أول هاتف على الإطلاق باللمس فكان هاتف منزلي من شركة أبل عام 1984، وفي زماننا الحالي أصبحت معظم الأجهزة تستخدم اللمس بديلاً عن الأزرار التقليدية لما توفره من سهولة وسرعة في الوصول إلى كافة محتويات الجهاز، ونكاد لا نرى الأجهزة التقليدية التي تستخدم الأزرار إلا قليلاً، لكن شاشات اللمس ليست نعيماً كاملاً فهي تسبب البطئ في الكتابة فمثلاً يستطيع أي شخص أن يكتب على لوحة مفاتيح الكومبيوتر لساعات طويلة بدون أن ينظر إليها وبدون أي أخطاء نتذكر، لكن لن يستطيع الشخص العادي أن يكتب على شاشة الآي باد ل 10 دقائق متواصلة بدون النظر إليه ثم لا يجد أخطاء فيما كتبه وذلك لأن شعورك بالأزرار يسهل عليك الكتابة، لكن هل تتخيل أن الأزرار التقليدية يمكن نقلها إلى شاشات اللمس؟

لنتخيل المستقبل وليكن عام 2040 حيث تتعامل مع جهازك اللوحي الآي باد 30 وتتابع الأخبار ثم تتذكر أن تريد أن ترسل بريد إليكتروني فتظهر لك لوحة مفاتيح حقيقية ثلاثية الابعاد على الشاشة تضغط عليها، نعم تضغط عليها كما تفعل في لوحة مفاتيح الكومبيوتر التقليدية وتكتب رسالتك ثم ترسلها فتختفي الأزرار وتعود الشاشة مرة أخرى إلى شاشة لمس تقليدية.

ربما تظن أن هذا خيال علمي محض يحتاج إلى عشرات السنين ليكون حقيقي لكنه ليس كذلك فقد بدأ معمل أبحاث يدعى Tactus في تطوير شاشات اللمس وتصورهم النهائي هو أن تكون شاشة الأجهزة بنفس مظهرها التقليدي الذي نتعامل معه الآن لكن ليس زجاج بل بلاستيكية ويوجد أسفل هذه الشاشة قنوات صغيرة يمر بها زيت من نوع مخصوص وعند اختيارك لوحة المفاتيح يضخ الزيت في هذه القنوات والأماكن المحددة لها لتظهر لوحة مفاتيح على شاشة الجهاز ذات أزار قابلة للضغط.

ذكر مركز الأبحاث أن المرحلة الأولي من تطبيق هذه التقنية في الأجهزة اللوحية سوف تقتصر فقط الوضع العرضي وعلى لوحة المفاتيح QWERTY لكن مستقبلاً سوف تظهر لك هذه اللوحة الافتراضية في أي وضع تريده سواء أفقي أو رأسي. ويمكن مشاهدة هذا الفيديو الذي قدمته الشركة للتعريف بأبحاثها:

بالطبع هذه التقنية لا تزال في طور التجربة أو إن شئنا الدقة فإنها لا تزال نسخة تجريبية مبكرة جداً وربما هى أقرب لفكرة عن نسخة تجريبية. لكن الشركة تعمل بشكل مكثف من أجل إخراجها إلى الواقع خلال السنوات القادمة وذكرت أن تطبيقها على الأجهزة لن يكون إجباري حيث سيظهر للمستخدم رسالة تسأله هل تريد أن تظهر لوحة مفاتيح افتراضية مثل التي نتعامل معها الآن أم لوحة مفاتيح حقيقية، كما أن هذه التقنية لن تكون مرتفعة في استهلاك الطاقة وقدرت الشركة السحب الإضافي ب 2 إلى 3 في المائة فقط وكما أن الأزرار سوف تكون قابلة للضغط وسوف تشعر أن يدك تضغط على زر وأنه يغوص لأسفل وليس لمس فقط.

بالطبع ستحتاج سنوات إلى أن نراها في منتجات فعلية لكنها تجعلنا واثقين أن المستقبل سوف يحمل لنا الكثير من التقنيات التي سوف تبهرنا.

الشركة تقول أن هذه التقنية لن تكون فقط في الهواتف والأجهزة اللوحية لكن ستنتقل إلى كل شيء يعمل باللمس مثل المعدات الطبية في المستشفيات وأجهزة الألعاب وريموت التلفاز وشاشة السيارة وغيرها فإذا أردت مثلاً خفض الصوت فسيظهر لك زر صوت حقيقي تحركه بدلاً من سحب كره وهمية كما نفعل الآن. كما أن هذه التقنية سوف تساعد فاقدي البصر لأنهم سيشعرون بلمس الزر وهل تم ضغطه أم لا وأن زر ما تحرك إلى الأمام أم لا.

ما رأيك في هذه التقنية؟ وهل ترى أن لوحة مفاتيح حقيقة على شاشة الآي باد ستكون أفضل وأكثر دقة أم أن اللوحة الإفتراضية هى الأكثر سهولة لك؟

المصدر | theverge

مقالات ذات صلة