اخترقت الهواتف والآي فون شتى المجالات في حياتنا فأصبحت تستخدم كجهاز لتعليم الأطفال وفي مجال الأعمال والتربية والترفيه وحتى المجال الطبي فشاهدنا ملحقات تقيس لك ضغط الدم وأخرى لحساب نسبة السكر بواسطة الهاتف الذي بين أيدينا لكن يبدو أن هذه ليست نهاية ما يمكن للعلم تقديمه للمستخدم العادي فتخيل معي أنك تستطيع متابعة إنتظام تنفس طفلك الرضيع وحساب عدد ضربات قلبه بواسطة كاميرا الآي فون وبدون تركيب أي ملحقات إضافية، فقط وجهه الكاميرا نحو طفلك أو أي شخص واحصل على العديد من المؤشرات الحيوية.

 

فريق أبحاث يقوم حالياً بتطوير تقنية ستبهر العالم بنتائجها في شتى المجالات، هذه التقنية تمكن من مشاهدة الأشياء التي تهتز بشكل صغير للغاية لدرجة أنها بالعين المجردة بوضوح وذلك عبر تضخيمها ومضاعفتها، فعلي سبيل المثال ضربات قلب الإنسان ما بين 60 إلى 90 نبضة في الدقيقة أي أن الدم يضخ في العروق ثم يتوقف ويضخ مرة أخرى لهذا يضع الطبيب يده على الساعد ليقوم بحساب نبضات القلب، لكن أليس الدم يضخ في العروق ويتوقف ويضخ مرة أخرى ، أي أنه من المنطقي في وقت ضخ الدم فإن العروق تمتلئ بالدماء ويزداد حجمها ثم يقل حجمها عند توقف القلب وانسحاب الدم ويزداد عند الضخة التالية وهكذا ، إذا لماذا لا نرى انتفاخ الأوردة وتغير حجمها بأعيننا؟!!!

السبب أنه تغير بسيط للغاية وأقل من أن تراه أعيننا المجردة ، وهنا جاء دور هذا الفريق العلمي لتحويل ما لا نراه إلى شيء مرئي كما نشاهد في الفيديوهات التالية:

لابد من مشاهدة الفيديو ثم قراءة التحليل لفهم التقنية

فيديو آخر يشرح بطريقة مختلفة لمن واجهة صعوبة في فهم الفيديو السابق:

كما شاهدنا في الفيديوهين السابقين فإن الكاميرا تقوم بتحليل الصور وفصلها عن بعضها فمثلاً في فيديو الركاب في المترو فإن اهتزاز القطار يختلف عن اهتزاز الركاب عن النفق خارج القطار فتقوم التقنية بالتعرف على كل جزء على حده ويمكنك مضاعفة أي جزء تريد ، وفي مثال النبض فإن الكاميرا تحلل ذراعك وتجد أن هناك جزء يزداد حجمه بشكل بسيط ( العروق عند ضخ الدم ) وتستطيع مضاعفة هذه الزيادة 100 مرة حتى تصبح ملحوظة أمامك، نفس الشيء في الطفل فإن حركة بطن الطفل قليلة للغاية لكن إذا تم مضاعفتها 10 مرات ستكون واضحة كما شاهدنا. وفي الجيتار الحبل الأول في الجيتار يهتز بتذبذب 82 هرتز والثاني 110 هرتز مثلا فإذا اخترت أن يتم مضاعفة ما يهتز ب 82 هرتز سوف تشاهد الحبل الأول يتحرك بشدة وباقي الحبال ثابتة وهكذا.

التقنية لا تلتقط فقط التغير في الحركة لكنها يمكنها ملاحظة التغير اللوني … سبب التغير اللوني في البشر مثلاً هو ضخ الدم وذلك لأن الدماء ذات لون أحمر قاني لذا فإن ضخها في العروق وانسحابها يؤثر في درجة لون بشرة الإنسان وهذا التغيير أقل من أن يرى بالعين المجردة لكن هذه التقنية تستطيع رصد التغير اللوني الطفيف ومضاعفته لك لتشاهد وجه البشر ينبض كما شاهدنا في الفيديو السابق.

أي ببساطة وجهه الكاميرا نحو طفلك واختر مضاعفة أي تغير في الحركة فيظهر لك حركة صدر الرضيع واضحه فتلاحظ تنفسه، ثم بعد ذلك تختار مضاعفة التغير اللوني فتشاهد وجهه وكأنه ينبض فتستطيع حساب عدد نبضات قلب طفلك والإطمئنان عليه وبدون الحاجة للذهاب للطبيب أو شراء أدوات طبية مساعدة كما أن النتائج تكاد تكون دقيقة بنسبة 99% كما شاهدنا في الفيديو السابق.

الفريق العلمي لم يعلن صراحة متى ستنتهى هذه الأبحاث وهل سيطلقون تطبيق على الهواتف المحمولة أم على الحواسب لكنهم ذكروا فقط “هذا الصيف سوف نقدم برنامج” لكن المتوقع أن هذه التقنية سوف يكثر استخدامها في الهواتف وذلك لأنها أصبحت مزودة بكاميرات عالية الحودة ويسهل حملها معك في كل مكان وإن تم نقل هذه التقنية إلى كاميرا الهواتف فسوف تنقل استخدماتها إلى أبعاد جديدة وربما تجعل الهواتف تحصل على لقب “عدو الأطباء الأول” حيث ستمكن الشخص العادي من متابعة المؤشرات الحيوية مثل التنفس وضربات القلب بواسطة هاتفه وبنتائج دقيقة.

نعلم أن هذه التقنية ليست سهلة وقد سعينا لتبسيطها بشكل كبير لكن ربما يواجه البعض صعوبة في فهمها فإن حدث هذا معك الرجاء إعادة قراءة المقال ومشاهدة الفيديوات مرة أخرى وستجد أنك استوعبتها بشكل جيد
ما رأيك في هذا المشروع العلمي؟ وهل ترى أنه سيساهم في تحويل الهاتف إلى جهاز طبي متنقل؟ شاركنا رأيك

المصدر | cultofmac

مقالات ذات صلة