مع تقدم التقنية اندمج الأجهزة الحديثة في بعضها البعض فقديماً كان الهاتف مجرد جهاز لإجراء المكالمات لكن في وقتنها هذا أصبح الهاتف هو مكتب متكامل لتنظيم الأعمال وجهاز ألعاب متطور وكاميرا فائقة الجودة لذا أصبحت الأجهزة تحتاج طاقة ضخمة، ومع كبر حجم الشاشات وزيادة جودتها وسطوعها أصبحت هى أكثر شيئ استهلاكاً للطاقة لذا أصبح التوصل الى بطارية تدوم أكثر هو الشغل الشاغل لمعظم شركات التقنية حتى أصبحت تقريباً هى معظم حجم الجهاز، فالكثير من الشركات تحد من معالجات السرعة لأن المعالج بسرعته القصوى يستهلك المزيد من الطاقة ومعالج الرسوم يستهلك طاقة وما فائدة جهاز قوي محمول بدون طاقة تشغيله طوال اليوم؟

حتى الآي باد الجديد جاء مزود ببطارية ذات سعة التخزينية الأكبر عالمياً 42.5Wh هذه السعة التي كانت منذ سنوات قليلة هى لبطاريات الكومبيوتر المحمول وليس الجهاز اللوحي لكن الجهاز جاء أداءه مماثل لسابقيه وذلك لزيادة استهلاكه للطاقة، اذاً المشكلة أن تقنيتنا الحديثة في 2012 لم تستطيع إنتاج بطارية تدوم طويلاً لكن مهلاً لما لا نفكر خارج الصندوق وأن حل المشكلة قد يكون ليس في اختراع بطارية جديدة وإنما اختراع وسائل تمد البطارية الحالية بالطاقة دوماً.

العلماء دائماً يفكرون في الطاقات البديلة والبعد عن البترول ويرون أن أكبر مصدر للطاقة هو الطبيعة حولنا فتجد بلدان تشتهر بالعواصف وغيرها مثل بلادنا العربية تشتهر بدرجة الحرارة المرتفعة وهذه الحرارة هى مصدر رائع ولا نهائي للطاقة وقد سعى البعض إلى إنشاء محطات تعمل بالطاقة الشمسية لكن معظمها كان ذو تكلفة مرتفعة وأيضاً ذو حجم ضخم لكن مؤخراً أعلن أحد المراكز البحثية عن تمكنه من إنتاج خلية تجميع طاقة ضوئية شبه شفاشة وذان حجم رقيقة كما نشاهد في الصورة التالية:

طبقاُ لإعلان مركز الأبحاث فإن الخلية ذات شفافية 66% وذات فاعلية 4% أي أن الفاعلية ليست مرتفعة كما أن الشاشة ليست شفافة تماماً مثل الزجاج لكن العلماء قالوا أنهم يعملون لزيادة الشفافية لذا تخيل معي لو أن شركات التقنية يمكنها استخدام شاشات الاجهزة لتجميع الطاقة الضوئية ومد البطارية بالطاقة، تخيل شاشة بحجم الآيباد عبارة عن خلايا ضوئية تجمع الطاقة من كل مكان ليصبح جهاز به طاقة على الدوام وخاصة في أجواءنا الحارة حيث تتوافر الطاقة الضوئية بكثرة وتلقائياً ستعمل الخلايا الضوئية في شاشة الآي باد على شحن البطارية بالطاقة ، بالطبع هذا الشحن بطيء ولن يكون في كفاءة الكهرباء لكن له ميزة وهى أنه دائم طوال الوقت ولا تنقطع ومتوافر مع في كل مكان تذهب إليه كما يمكنا استخدامه في حياتنا اليومية فتخيل أيضاً أننا نستخدمها في زجاج البنايات لمد أجهزة منزلك بالطاقة بدلاً من فرد ألوان ضخمة على أسطح المنازل.

لكن لا داعى للإفراط في التفاؤل أننا سنرى هذه التقنية قريباً لا يزال أمامها الكثير من التطور لترى النور بشكل حقيقي لكن إن حدث هذا فعلاً فربما سيكون هذا هو الحل الوحيد والفعال لحل مشكلة الطاقة في الأجهزة الحديثة.

هل ترى أن الحل لمشكلة الطاقة في الأجهزة هو تزويدها ببطاريات أكثر سعة تخزينة؟ أم إيجاد طرق بديلة لشحن البطارية مثل هذه الطريقة؟

المصدر | engadget

مقالات ذات صلة