نقدم الجزء الثاني من ” لماذا لا أفكر في ترك iOS والانتقال للأندرويد؟ ” والذي نناقش فيه ما الأمور التي تمنعنا من الإنتقال إلى نظام جوجل ومغادرة أبل ، وفي الجزء الأول ناقشنا نقص الدعم المستقبلي وتحديث النظام بالإضافة إلى ضعف إدارة موارد الجهاز ومتجر البرامج ويمكن الرجوع إلى المقال عبر هذا الرابط. ونواصل في هذا الجزء تقديم بعض النقاط التي تنقص نظام جوجل من وجهة نظرنا وفي نهاية هذا الجزء سوف نقوم بتوضيح بعض النقاط الخاصة بتعليقات القراء على الجزء الأول.

جوجل تحرضك على سرقة التطبيقات:

هل تعلم أن شراء التطبيقات عبر متجر جوجل ” جوجل بلاي ” غير متاح في عشرات الدول؟ هل تعلم أن مواطني دولة مجهولة مثل فرنسا ( أمزح بالطبع في كلمة مجهولة ) كان لا يمكنهم حتى وقت قريب شراء كتب من متجر جوجل؟ وأنه متاح فقط لسكان 5 دول أوروبية شراء الكتب ، أي أنك إذا كنت تريد شراء التطبيقات وليس سرقتها وتحميلها مكركة فستجد جوجل تقول لك : نعتذر لا يمكنك شراءها لأن الشراء غير متوافر في دولة … يمكنك نسيان هذا التطبيق أو سرقته :D

هل تعلم أن هناك أكثر من مائة دولة ليس من حق المطورين بهم بيع التطبيقات لأن هذا الأمر متاح فقط للمطورين في دول محددة؟ أي أن في حالة كونك مطور عربي فإنك لن تستطيع فتح حساب وبيع التطبيقات من دولتك وإن تحايلت على هذا الأمر وفتحت حساب كأنك تعيش في الولايات المتحدة مثلاً فهذا ليس نهاية المطاف فالمستخدمين في دولتك ربما لن يمكنهم شراءها.

الخلاصة: منظومة بيع التطبيقات في جوجل تحتاج إلى تطوير ومرونة أكثر من الشركة.


قلة التطبيقات العربية الجيدة:

اذهب إلى أي مستخدم آي فون وأساله من فضلك أريد تطبيق قرآن كريم جيد على الآي فون فما اسمه ؟ ستجد قرآن ريدر ويوجد آي قرآن والمصحف من آي فون إسلام والمصحف من بيت التمويل وووو ، اذهب إلى مستخدمي الأندرويد وأعد نفس السؤال وستجد الإجابة قرآن أندرويد وآي قرآن فاسأل ماذا أيضاً؟؟؟ هذه هى المشكلة ، يوجد تطبيقات عربية كثيرة لكن المحتوى العربي ضعيف في الأندرويد.

بشكل عام فإن محتوى التطبيقات في متجر أبل يتفوق لكن يمكن تجاهل هذا التفوق في التطبيقات الأجنبية حيث يوجد البديل وإن كان أقل جودة لكن هذا الأمر يعتبر مشكلة كبيرة في التطبيقات العربية الجيدة، ولا يعني كلامي أن متجر أندرويد لا يوجد به تطبيقات عربية لكني أتحدث عن التطبيقات التي تجمع بين المحتوى الجيد والتصميم الرائع، ولهذا الأمر تفسيره لأنني كمطور عربي لماذا أعمل على تطبيق رائع وعالي المستوى وفي النهاية لن أستطيع أن أبيعه والحصول على العائد المناسب؟

ربما لا يظهر النقص في مجال التطبيقات الإسلامية بشكل واضح لكن إن ذهبت إلى تطبيقات تربية أطفال ، تنمية بشرية ، تطبيقات تعليمية ، تطبيقات طبية وغيرها، هنا سيظهر ندرة التطبيقات العربية في هذه المجالات.

توضيح: ما سبق لا يعني عدم وجود أي من الفئات السابق ذكرها لكننا نناقش كثافتها وجودتها فقط.


نقاط متفرقة:

 

  • نسبة كبيرة من التطبيقات وبعضها شهير لا توجد سوى في المتجر الأمريكي في الأندرويد ولا يمكنك فتح حساب أمريكي والحل هو تحميل متاجر بديلة 1MobileMarket أو فتح المتجر الأمريكي ببعض الحيل والطرق من الرووت، لكني أعلم أصدقاء ظلوا يستخدموا الأندرويد منذ أكثر من عام ولا يعلموا أي من الطريقين السابقتين.
  • الرووت وهو مماثل للجيلبريك يتم على خطوات كثيرة وتختلف من شركة لأخرى وأحياناً من هاتف لآخر من نفس الشركة وربما بتطبيقات مختلفة أيضاً.
  • جوجل تعتبر من أكبر مالكي وبائعي الكتب الإلكترونية لكن غير مسموح لمواطني الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشراء وتحميل الكتب من متجر جوجل وتظهر لك رسالة أنه غير متوافر في بلدك لسبب مجهول لكن لا يجب أن نتوقع توفيرها قريباً فخلال الثلاثة أشهر الماضية تم توفير المتجر في ألمانيا وفرنسا ولا يزال هناك أكثر من 30 دولة أوروبية غير متوافر بها.
  • الآي فون هاتف يحافظ على سعره فإذا اشتريت أي فون بسعر 700 دولار مثلاً وفي نفس اليوم اشتريت هاتف أندرويد بنفس السعر وبعد عامين ذهبت لبيع الهاتفين ستبيع الآي فون بسعر 330-380 دولار تقريباً  في حين الأندرويد ربما 200 دولار كحد أقصي أي أن الآي فون يحافظ على سعره ويمكن التأكد من ذلك من الآي فون 4 مستعمل حالياً وسعر هاتف آخر مستعمل صدر في نفس الشهر مثل جالاكسي إس i9000 ( إس 1 وليس إس 2 )

ماذا يوجد في الأندرويد ولا يوجد في أبل؟

نظام أندرويد يوجد به مزايا لا توجد في أبل فيمكنك تغير شكل النظام تماماً وتغير شكل لوحة المفاتيح وأزرار الاتصال وتستطيع التحكم الكامل في جهازك فمثلاً تشترك في باقة انترنت شهرية 500 ميجا فتستطيع أن تضبط تطبيق أنه في حالة الوصول إلى 500 ميجا قم بغلق الانترنت عن الهاتف لتضمن عدم تجاوز الباقة وزيادة التكلفة، إذا كان لديك صورة فإنه يمكنك مشاركتها في التطبيقات المختلفة بضغطة زر واحدة لأن التطبيقات والنظام متداخلان بشكل كبير، إذا جاءتك رسالة من صديقك في فايبر فلا داع لأن تنتقل للتطبيق لتجيب على هذه الرسالة بل يمكنك الرد عليها فوراً، وإذا أردت الاتصال بصديقك وكان هذا الصديق يمتلك حساب في فايبر أو سكايب سوف يسألك النظام هل تريد الاتصال به على فايبر أو سكايب بدلاً من استخدام الشبكة ، وإذا أردت إرسال رسالة سوف يظهر لك خيار إرسالها بالواتس أب لتوفير ثمنها، كما يمكنك تغيير التطبيق الإفتراضي الخاص بالنظام وجعل أي تطبيق آخر هو الإفتراضي لهذه المهمة وهو أمر مفيد فمثلاً الكثير منا يستخدم تطبيقات مثل +Camera لإلتقاط صور احترافيه ولو iOS أصبح مثل الأندرويد سيمكنك اختيار تطبيق +Camera ليكون هو تطبيق التصوير الإفتراضي، الأندرويد أيضاً يمكنك من تحمل تطبيق يجعلك هاتفك صامت في وقت الصلاة ولن تخش أن تنسى تحويله للصامت فيسبب إزعاج لك وللمصلين، وغيرها من المزايا التي تدور حول نقطة هامة وهو أنه يمكنك تعديل وتخصيص نظام التشغيل ليكون بالشكل الذي تريده وليس شكل افتراضي ثابت لا يتغير (رسمياً) مثل نظام iOS.

الخلاصة: نظام أندرويد يمكنك من تعديل شكل هاتفك وتخصيص التطبيقات بالشكل الذي يناسبك وبدون قيود تقريباً.


ماذا أحتاج من جوجل لأنتقل إلي أندرويد؟

  1. أحتاج أن أعلم وأنا أشترى الهاتف هل سيتم دعمي بالتحديثات رسمياً أم لا ، ونعم يعتبر نظام أندرويد مفتوح المصدر لكن يمكن لجوجل وضع معايير قياسية إذا قامت أي شركة بإصدار هاتف بهذه المعايير فإن جوجل تضمن لهذا الهاتف ترقية لمدة عامين مثلاً.
  2. أريد أن تسمح جوجل للمطور العربي ببيع التطبيقات وكذلك نتمكن نحن كمستخدمين عرب من شراء التطبيقات وهذا الأمر سيؤدي إلى تطوير وتحسين المحتوى العربي.
  3. أريد منظومة تراسل بين مستخدمي أندرويد مثل iMessage وربما يظن البعض أن هذا الأمر غير هام لكنني أعلم الكثيرين لا يستخدموا تطبيقات مثل الواتس أب بسبب عدم الأمان أو تطبيق مثل فايبر بسبب كونه إسرائيلي لذا فوجود منظومة تراسل داخل هواتف أندرويد آمنه ومشفرة مثل الآي-ماسج سيعطيها دفعة غير مسبوقة وخاصة بسبب إنتشار الأندرويد في وطننا العربي أكثر من الآي فون.
  4. أريد جوجل أن تطور الخدمات السحابية وتخصص لها موقع مستقل مثلما فعلت أبل في iCloud.
  5. أريد أن تزيد جوجل الرقابة على التطبيقات ومتجر البرامج لأشعر الأمان بدون تحميل مضاد فيروسات.
  6. أريد من جوجل تطبيق لعمل النسخ الإحتياطية وإستعادة النظام بكفاءة مثل الآي تونز ( الذي أعتبر تطبيق ضعيف أساسا ويحتاج لتطوير ) أو النسخ الإحتياطية عبر سحابة جوجل والتحكم في البيانات التي يأخذ نسخ احتياطية منها كما نفعل في أبل.

توضيحات على الجزء الأول:

هناك بعض الإعتراضات جاءت في التعليقات على الجزء الأول لذا نذكر بعض النقاط التالية للتوضيح:

  • من قال أن أندرويد لا تحدث أجهزتها؟ أجهزة جوجل تحصل على تحديث دوري؟
    • الرد : جوجل تقوم بترقية أجهزتها وهذا صحيح وفقامت جوجل بترقية جهاز Nexus S و Galaxy Nexus لكن هل هناك أي مؤشرات أن جوجل ستسمر في الترقية؟ هاتف نيكسس الذي صدر في مارس 2010 لم يحصل رسمياً على الأيس كريم الذي أعلن عنه في أكتوبر 2010 أي أوقفت جوجل تحديثه بعد سنة ونصف فقط، هاتف نيكسس إس صدر ديسمبر 2010 حصل بالفعل على الجيلي بين بعد عام و 7 أشهر لكن لا أحد يعلم هل سيحصل على نظام أندرويد القادم أم لا.
  • عندما نتحدث عن ترقية هواتف أندرويد فنحن نتحدث عن الشركات كلها بشكل عام ولن نخصص الأمر في أجهزة جوجل فقط.
  • من قال أن الأجهزة لا تحصل على تحديثات؟ يمكن التحديث بنظام معدل وليس الرسمي.
    •  نعم يمكن تحديث هواتف بشكل غير رسمي عن طريق الرووت وتحميل أنظمة تشغيل معدلة، لكن هذا الأمر ليس متاح للجميع وليس كل الهواتف والدليل أنه رغم صدور الأيس كريم منذ 10 أشهر وهناك هواتف سعرها أقل من 200 دولار -أي في متناول يد الجميع- وتعمل بالأيس كريم بشكل رسمي وأيضاً هناك هواتف تم ترقيتها بشكل غير رسمي ونجد النتيجة لكل هذه الأجهزة 16% فقط من أجهزة أندرويد. هذا يعني وجود خلل في منظومة التحديث سواء الرسمي أو الغير رسمي.
  • لماذا تتدعون أن أبل ترقي أجهزتها وفي نفس الوقت هاتف 3GS سيحصل على تحديث شرفي؟
    • ترقية هاتف 3GS ليست ترقية شرفية كما حاول البعض إظهارها لأن وصول التحديث له يعني أن التطبيقات التي ستضع شرط حد أدنى iOS 6 سوف تعمل عليه وهو أمر رائع فإذا كان هناك تطبيق يطلب iOS 6 فإنه لن يعمل على الآي فون 4S الحديث إذا لم يرقى إلى النظام السادس وسيعمل على الآي فون 3GS القديم الذي يدعى البعض أنه حصل على تحديث شرفي إذا كان iOS6، كما يجب الأخذ في الاعتبار أنه صدر يونيو 2009 وسيحصل على تحديث في سبتمبر 2012 أي مر ثلاثة أعوام و 3 أشهر ، وبمقارنة هذه الفترة الزمنية فهي تعني أن هاتف أندرويد بنظام كب كيك CupCake 1.5 أبريل 2009 سيحصل على تحديث للجيلي بين يوليو 2012 وهذا مستحيل ولم يوجد حتى اليوم هاتف أندرويد واصل الحصول على تحديثات حقيقية لمدة أكثر من عامين ( الرقم القياسي جالاكسي نيكسس إس وهو عام و 8 أشهر ).

 

  • أستخدم هاتف أندرويد منذ سنوات مضت ولم أقابل تطبيق خبيث أو فيروس:
    • الكثيريون يقولون أن متجر جوجل آمن ولا يوجد برمجيات خبيثة أو فيروسات وهم قاموا بتحميل عشرات البرامج ولم يقابلوا تطبيق خبيث واحد، ربما يكون هذا حقيقي معهم لكن هل قابلتم من قبل فيروس يظهر رسالة على شاشة الهاتف تقول ” أنا تطبيق خبيث وأقوم الآن بسرقة بياناتك الشخصية وأردت إخبارك فقط ” بالطبع لا البرمجيات الخبيثة تعمل في السر ولن تخبرك أنها تسرقك كي تحذفها، هذا الزمن هو زمن المعلومات والفيروس يهتم بسرقة معلوماتك ، والبعض يرى أن الفيروس مهمته فقط تدمير الهاتف وهذا ليس صحيحاً. ربما فهم بعض الحديث عن البرمجيات الخبيثة أننا نقول أن متجر جوجل هو مزرعة فيروسات متحركة وهذا غير صحيح أيضاً، فإذا كنت تحمل تطبيقات شهيرة مثل FaceBook ; Twitter ; DropBox ; Go SMS Pro ; Angry Birds وغيرهم من البرامج الشهيرة فبالطبع لن تقابل فيروسات لكن إذا قمت بتحميل تطبيقات غير معروفة لتجربها أو تطبيقات من المتاجر الموازية فأنت عرضة للفيروسات التي تسرق بياناتك الشخصية ويوجد عدد كبير من تطبيقات الأندرويد تخترق الخصوصية وهذا ليس كلام شخص متعصب لكنه ما ذكرته المفوضية الأوروبية عندما أنذرت جوجل في مارس الماضي لأن التطبيقات في متجره تنتهك خصوصية المستخدم.

مرة أخرى لقد هدفنا في هذا المقال إلى استعراض بعض النقاط التي نحتاجها للإنتقال إلى الأندرويد كمستخدم قديم للآي فون ولم يكن السرد بقصد الهجوم على جوجل ونظامها.

أخبرنا ما الميزة الأكثر أهمية إليك التي ربما تجعلك تنتقل إلى نظام جوجل؟ وهل تتفق مع وجهة النظر التي تم استعراضها في الجزئين؟

مقالات ذات صلة