منذ أن أطلقت النسخة النهائية من نظام iOS 6 وأصبح حديث الساعة هو خرائط أبل وكم هى ضعيفة وفاشلة! ، وكيف لشركة عملاقة مثل أبل عندما تقرر التخلي عن خرائط جوجل واستخدام خرائطها الخاصة يكون لديها هذا التطبيق الضعيف للغاية، أبل تخدم أكثر من 400 مليون جهاز حول العالم وهذا العدد ليس بالقليل لكي تصدر له أبل تطبيق خرائط يوجد به أخطاء أنتجت مئات الالاف من الشكاوى التي أغرقت الانترنت حتى وصل الأمر أن تيم كوك رئيس أبل قدم اعتذار للمستخدمين، فما قصة هذا التطبيق ولماذا تخلت أبل عن خرائط جوجل ؟ وإلى متى سيظل هذا التطبيق بهذا السوء؟ وما هى البدائل؟


من القصص التي تروى عن التجارب الغريبة مع خرائط أبل أن أحد الأشخاص كان لديهم اجتماع هام وقرر استخدام خرائط أبل في الوصول إلى هذا المكان، وذكر في تعليقة ” استخدمت ملاحة أبل وكانت رائعة، الشاشة واضحة وبعيد عن التشتت، صوت التوجيه الصوتي واضح وينطق أسماء الشوارع بشكل صحيح ويخبرني بفترة كافية قبل أي دوران أو تغيير في خط السير كي أكون مستعد لذلك إلى أن أخبرني أنني وصلت حيث كانت السماء صافية والأطفال يلعبون في الشوارع لكن كان هناك مشكلة واحدة فقط في هذه الرحلة، أن المكان الذي وصلت إليه ليس هو المكان المطلوب :( “

قصة غريبة لكن حقيقية حيث اشتكى عدد لا بأس به من المستخدمين أن خرائط أبل تخطئ في إرشادهم للطريق الصحيح، كما ذكروا عدة ملاحظات فالمسلة المصرية في واشطن تغير موقعها في خريطة أبل وعبرت الشارع ووصلت إلى موقع آخر،

أقرب مكان تمكن خريطة أبل من إظهاره في البحث عن مطار دالاس هو “موقف سيارات الأجرة الخاص بمطار دالاس” ، أحد الأماكن ظهر في الخريطة أنه مستشفى وهو كان كذلك بالفعل لكنه تحول إلى “سوبر ماركت” منذ 11 عام لكن خرائط أبل لم يصلها هذا التغير، تمثال الحرية يكاد لا يظهر في الخريطة لكن يوجد ظل التمثال كما نشاهد في الصورة التالية:

مدن كثيرة اختلفت وأماكن تغيرت وعاصمة أوكرانيا “كييف” مكتوب أسمها بشكل خاطئ على الخريطة، بعض الأماكن ترى الشجر مزدهر كأنك في فصل الربيع لكن باقى المكان ترى الشجر تساقط ورقة وكأنك في الخريف أي أن الصور التقطت في فصول مختلفة، أما عن ميزة الخرائط ثلاثية الأبعاد الشهيرة فهناك أمور غريبها بها حيث انصهر كوبري بروكلين ونزل إلى الماء ، أحد الصور يظهر جزء من المدينة وفجأة يكتمل المشهد كأنه غابة. ومدينة أخرى تظهر السحب بدلاُ منها:

لا داعٍ لأن نطيل الحديث عن مشاكل خرائط أبل الجديدة فالإنترنت يغرق بالالاف الصور لهذا الفشل الذريع، لكن لنكن أكثر موضوعية ونحلل خرائط أبل بشكل عملي.


خرائط أبل في الميزان:

بعيداً عن مشاكل خرائط أبل لكن يجب أن نعترف أنها ذو تصميم جيد وسلسلة بشكل كبير كما أن تم دمجها مع سيري بشكل رائع أيضاً ويمكنك إصدار أمر لسيري أن يقودك إلى مكان ما ليحدث هذا.

لكن هناك عدد من الخدمات تنقص خرائط أبل مثل:

  • خدمة رؤية الشارع Street View التي توفرها جوجل وهى خدمة تمكنك من رؤية صور حقيقة للعنوان الذي تريد الذهاب إليه وهذا الأمر ليس سهلاً فقد قطعت سيارات جوجل مسافة 8 مليون كيلو متر في 3000 مدينة عبر 40 دولة مختلفة لتحصل على هذه الأطنان من الصور وهذا الأمر يصعب على أبل توفيره بشكل سريع.
  • مشاهدة وسائل النقل حيث تمكنك خرائط جوجل من معرفة أي أتوبيس أو قطار تأخذه لتصل إلى وجهتك.

هذه العيوب تجعلنا نطرح ثلاثة أسئلة هامة وهى:

  1. لماذا تخلت أبل عن خرائط جوجل وهى جاهزة ومتطورة بالفعل؟
  2. كيف تقدم شركة عملاقة مثل أبل خرائط بهذا السوء؟
  3. ما هى المشكلة الحقيقية في الخرائط وكم ستطلب من الوقت لإصلاح هذه المشكلة؟

للإجابة على هذه الأسئلة الثلاثة يجب علينا أن نعرف قصة لماذا تخلت أبل عن خرائط جوجل؟


سبب تخلي أبل عن خرائط جوجل:

السبب الظاهري لتخلي أبل عن خرائط جوجل هو أن جوجل كانت تخص المزايا العالية الجودة لنظام أندرويد فتطبيق خرائط الآي فون لم تقدم به الملاحة الصوتية أو خرائط الفيكتور ( السلسلة والسريعة في الحركة وشديدة الوضوح ) وغيرها من المزايا الكثيرة التي كانت تتركها حصرياً لنظام تشغيل أندرويد.

لكن هناك عامل آخر مهم وهو البيانات، أثناء استخدامك لخرائط جوجل فإنك ترسل من هاتفك إلى سيرفرات جوجل عن كيف تستخدم الخرائط وأين تذهب وأي طرق تسلك، وغيرها من البيانات الهامة التي تحصل عليها جوجل من مئات ملايين الأجهزة، وتساعدها هذه البيانات على تحسين خدمات البحث وعرض الإعلانات وغيرها بما يتوافق مع المستخدمين وتحركاتهم، وأبل بالطبع لن تكون سعيدة بحصول منافسها اللدود على هذا الكم الهائل من المعلومات من أجهزتها.


كيف قامت ابل ببناء الخرئط الخاصة بها؟

في البداية أشترت أبل الخرائط من شركة توم توم الشهيرة التي تزود بلاك بيري وHTC وسامسونج وحتى جوجل ببعض الخرائط، بعد ذلك تعاقدت أبل مع Yelp للحصول على قاعدة بياناتهم الضخمة بخصوص المتاجر حول العالم، وأيضاً Waze للحصول على حركة المرور والإزدحام وهكذا حتى وصلت إلى أكثر من 24 جهة اشترت منهم بكم هائل من البيانات التي وصل حجمها إلى عشرات البيتا بايت (البيتا بايت = مليون جيجا بايت) وذكرت أبل أن 99% من البيانات التي حصلت عليها صحيحة وبدأت في دمجها معاً وهنا تأتي المشكلة.

دمج ملايين الجيجا بايت من البيانات من أكثر من 24 جهة بالإضافة إلى وجود نسبة خطأ في البيانات 1% تقريباً وهو الرقم الذي ربما يبدو صغيراً لكنه هنا يعني عشرات الالاف من الجيجا بايت من البيانات الخاطئة أدى إلى ظهور المشاكل السابق ذكرها مثل جسر بروكلين الذي يغوص في الماء:

قامت أبل بتصميم تطبيق خرائط رائع حقاً لكن البيانات التي أدخلتها غير مرتبة ومدققة فيها بشكل كامل لذا فلابد أن تظهر هذه العيوب، حالياً أبل وعن طريق ما يزيد عن 100 مليون جهاز يعمل بنظام iOS 6 فهى تحصل على بيانات وتصحيحها وتقارير عن مشاكل الخرائط وفوراُ تقوم بإرسال هذه البيانات إلى الجهة التي اشترت أبل منها الخدمة وتقوم هذه الجهة بإصلاح الخطأ وإرساله إلى أبل وبالطبع هذا الأمر سيتطلب بعض الوقت فلن يتم إصلاح عشرات الالاف من الجيجا بايتس في يوم وليلة بالطبع.


ما الحل إذاٌ؟

هناك عدة حلول لهذه المشكلة وهذه الحلول تختلف من شخص لآخر:

  • عشاق أبل يمكنهم الصبر عليها ومساعدتها عبر إرسال الأخطاء وذلك عن طريق وضع الدبوس على المكان الخاطئ في الخريطة ثم الضغط على السهم واختيار الإبلاغ عن مشكلة وإرسالها إلى أبل.
  • إذا كنت لا تريد مساعدة ابل وتريد فوراُ الحصول على خرائط جوجل فيمكنك هذا أيضاً عن طريق استخدام موقع الشركة Maps.google.com.
  • بالطبع يمكنك تحميل خرائط شركات أخرى توفر الملاحة في دولتك.
  • إذا كنت لا تريد دفع الأموال فيمكنك الانتظار شهور قليلة وسوفت تصدر جوجل تطبيق خرائط خاص بها وسيكون رائع كالمتوقع.
  • إذا كانت كل الحلول لا تناسبك فيمكنك شراء هاتف أندرويد والحصول على خرائط جوجل :D .

خرائط أبل نواة لخرائط جيدة وحقاً التطبيق سلس في الحركة والتكبير لكن ما فائدة أن تشتري سيارة لامبارجيني ثم تقودها في أزحم شوارع العالم “القاهرة :D”، هذا ما فعلته أبل حيث صممت تطبيق رائع لكن هناك مشاكل في المحتوى فيصبح الجمال والسلاسة غير ذو فائدة لذا فإن أمامها الكثير والكثير حتى يصبح هذا التطبيق يرتقي لمستوى أبل.


أبل تعتذر عن تطبيق الخرائط

في مفاجئة غير مسبوقة أرسل رئيس أبل “تيم كوك” رسالة اعتذار لعملاء أبل على الخرائط وجاء فيها

إلى عملاءنا:
في أبل، نحن نسعى جاهدين لجعل منتجاتنا ذات مستوى عالمي وتقدم أفضل تجربة ممكنة لعملائنا. مع إطلاق خرائط الجديد الأسبوع الماضي، شعرنا بتراجع عن هذا الالتزام، ونحن نأسف بشده للإحباط الذي تسببنا فيه لعملاءنا وسنبذل كل ما في وسعنا لجعل الخرائط أفضل.

أطلقنا الخرائط مع أول نسخة من iOS ومع مرور الوقت أردنا أن نقدم لعملاءنا خرائط أفضل مع مزايا مثل ميزة منعطف بمنعطف “turn-by-turn” وكذلك ميزة التحليق “Flyover” والخرائط المبنية بنظام الفيكتور ( سلسة وواضحه ) ولكي نتمكن من ذلك كان علينا أن نصنع خرائطنا بأنفسنا من البداية.

هناك أكثر من 100 مليون جهاز يعمل بنظام iOS ويضم الخرائط الجديدة، وهناك المزيد ينضم كل يوم، وخلال الأسبوع الماضي فقط استخدم تطبيق الخرائط للبحث عن نصف مليار مكان، كلما قام عملاءنا باستخدام الخرائط فسوف تتحسن ونحن نقدر وبشدة ردود الفعل “feedback” التي تصلنا منك.

وبينما نحن نطور الخرائط فيمكنك تجربة استخدام تطبيقات أخرى بديله متوفرة في متجر البرامج مثل Bing ( شركة مايكروسوفت ) أو MapQuest and Waze وحتى يمكنكم استخدام خرائط جوجل ونوكيا عن الطريق إلى مواقعهم وإنشاء أيقونة على الشاشة الرئيسية لهذه المواقع.

كل شيء نقوم به في أبل يكون بهدف جعل منتجاتنا هى الأفضل في العالم، نحن نعلم أنك تتوقع هذا منا وسوف نواصل العمل بلا توقف حتى تكون الخرائط في نفس المستوى العالى المعتاد.

تيم كوك
رئيس أبل التنفيذي

خطاب تاريخي من أبل ولنا عليه عدة ملاحظات سريعة وهى:

  • هذه هى المرة الأولى التي تطلب أبل من عملاءها استخدام تطبيقات منافسة من مايكروسوفت وجوجل ونوكيا بل وتخصص جزء في متجر البرامج للترويج لتطبيقات منافسه

  • هذه هى المرة الأولى تقريباُ التي تعتذر أبل بهذا الشكل عن أحد منتجاتها.
  • تيم كوك يثبت يوماً بعد يوم أنه مختلف عن ستيف جوبز “المغرور” وأن تيم يتمتع بروح رياضية للإعتذار شخصياً (بالمناسبة هو أيضاً عضو مجلس إدارة شركة نايك Nike) ونظن لو أن ستيف جوبز على قيد الحياة لخرج لنا بتصريح ” أنتم تتعاملون مع الخرائط  وتمسكونها بطريقة خاطئة “.
  • أبل واصلت استخدام أسلوبها العاطفي الشهير حيث بدأ الخطاب بإعتذار “عاطفي” ثم تحدث عن المشكلة أبعادها وأنهم يعملون على حلها ثم ختم الرسالة بوعد وثقة “عاطفي” ، ولن تستعجب إذا فتحت الآن المواقع العالمية ووجدتها تغرق بملايين التعليقات من مستخدمي أبل يعلنون أنهم يثقفون في شركتهم وهم معها للنهاية وسيدعمونا ويصبرون عليها وووو.
  • أبل لم تكتفي فقط بالرسالة بل قامت بتعديل موقعها وإزالة عبارة “خدمة الخرائط الاقوى والأكثر جمالاُ على الإطلاق” التي كانت تضعها على موقعها لأنه ثبت بالتجربة العملية وباعتراف الشركة أن تطبيق خرائط أبل الحالي هو أسوء تطبيق قدمته شركة أبل عبر تاريخها الطويل.

ما رأيك في تطبيق الخرائط؟ وهل تظن أنه سيتطور بشكل سريع ليصل للمستوى الذي يليق بأبل؟، وهل ترى اعتذار تيم كوك هو تغير في سياسة الشركة؟

المصدر | tumblr | huffingtonpost | nytimes | 9to5mac

مقالات ذات صلة