سعت أبل دائماً ان تقدم منتجات متميزة لا تماثل تلك المتداولة بين المستهلكين لمنتجات شركات أخرى، وقد نجحت في تحقيق ذلك لفترات طويلة وتميزت بأنها تقدم الخدمات الأفضل وهو ما جذب المشتريين حتى وإن ارتفعت أسعار منتجاتها، لكن الآن نسبة 75% من الهواتف الذكية المباعة تعمل بنظام تشغيل أندرويد ومعارك أبل وسامسونج مستمرة داخل وخارج المحاكم وأبل بدأت تغيير سياستها لتقدم منتجات أقل سعراً، كل ذلك بينما تتسلل جوجل لتحتل أجهزة أبل وتهدف لأن تربح مليارات من أجهزة خصمها.

خدمات جوجل لم يعد يمكن التخلي عنها للكثير من المستخدمين وظهر ذلك واضحاً، فحينما أقدمت أبل على إزالة تطبيقي اليوتيوب وخرائط جوجل من نظام التشغيل الجديد وقدمت بديل أثبت فشله سريعاً فاقترحت أبل على المستخدمين عدة تطبيقات بديلة لتطبيق الخرائط الخاص بها حتى تصلح الأخطاء فيه، ولم يكن من بين تلك التطبيقات التي رشحتها أبل لمستخدميها سواء مجانية أو مدفوعة تطبيق الخرائط من جوجل، واعتبر بعضاً من مستخدمي أبل أن الترقية إلى نظام iOS 6 خسارة لهم وليست ترقية وذلك حتى تقدم جوجل تطبيقاتها بشكل مستقل، ففي النهاية المستخدم لا يعنيه أن يكون التطبيق مدمج في النظام أو مجانى من متجر التطبيقات، المهم في النهاية أن يستخدم التطبيق الذي يود استخدامه ويحصل على الخدمة التي يريدها، ومن الواضح أن معركة أبل الحقيقية ليست أمام مصنعي الهواتف الذكية ولا الحفاظ على براءات الاختراع ولا نظام التشغيل أندرويد ولكن المعركة الحقيقة لأبل هي أن تحاول منع جوجل من صنع مجموعة من التطبيقات لأجهزة أبل تجعل هذه الأجهزة من دونها بلا قيمة.

تطبيقات جوجل التي تعمل على أجهزة أبل ليست فقط تقود مستخدمي الآي فون والآي باد إلى استخدام خدمات جوجل بدلاً من خدمات أبل لكنها أيضاً تجعلهم لا يستسيغون أجهزتهم الـ “أبل” دونما هذه التطبيقات، حتي أن نسبة 61% الذين تضمنتهم عدة استطلاعات رأى قالوا أنهم ترددوا في الترقية الى نظام iOS 6 بسبب خرائط أبل والكثير منهم مازال ينتظر تطبيق مستقل تقدمه جوجل ليقوم بالترقية ويبدوا في الجانب الآخر أن أبل لن توافق على طرح هذا التطبيق في متجرها بسهولة، وهناك شائعة تتردد أن سبب رحيل مدير تطوير الـ iOS لزمن طويل “سكوت فورستال” جاء بسبب أزمة الخرائط تلك وقد يؤثر رحيله على تغيير اتجاه تطور الـ iOS كلياً ولكن لن يغير شيء من حضور جوجل القوي في أنظمة أبل، وبينما تحاول أبل إيجاد بدائل للخرائط وحدها تطور جوجل ترسانتها من التطبيقات بحيث تجذب المستخدمين ليصبحوا جزءاً منها ويستفيدوا من خدماتها المتكاملة سواء استخدموا أجهزة الأندرويد أو ظلوا في أبل، فجوجل باختصار جذبت أبل الي الملعب الذي لا يستطيع أحد أن ينافسها فيه وهو خدمات الانترنت المجانية التي تبدأ من البحث والترجمة والبريد والألعاب وغيرها من الخدمات التي تزداد بشكل مستمر.

متجر أبل للتطبيقات يمكنه أن يمنع هذه التطبيقات من جوجل، وقد ذُكر ذلك بوضوح في أن باستطاعتهم رفض أي تطبيق يُشابه للخدمات التي تقدمها شركة أبل، ولكن خدمات جوجل مرغوبه وعدم إضافتها أو إحلالها ببديل ضعيف من الممكن أن يجعل نظام التشغيل iOS فقير أو منتقص، وهذه هى المعضلة التي تقع فيها أبل، وإن تركتها دون أي مساس فلن تكون مجرد قشرة فوق نظام التشغيل بل قد تغير كل شيء حول نظام التشغيل iOS، واحصر معنا كم تطبيق وخدمة لجوجل تستخدمها؟ ولكن السؤال الأهم هل مستخدمي أبل أصبحوا أوفياء لخدمات جوجل حتى أنهم إن لم يجدوها في الجهاز ينتقلوا الي أجهزة تعمل بنظام أندرويد؟ هذا ما تحاول جوجل فعله وهذا نفسه ما تحاول أبل منعه بأي وسيلة، التقارير الأخيرة تشير الي أن جوجل لن تحصل من أبل على موافقة بطرح تطبيق الخرائط الخاص بها في متجر التطبيقات وقد يكون ذلك مقدمة لتصبح هذه هي الطريقة في التعامل مع التطبيقات الجديدة أو تحديثات التطبيقات الموجودة بالفعل، خاصة وأن الخرائط واليوتيوب ليسوا فقط مشكلتي أبل في مواجهة جوجل حيث أننا رأينا منذ وقت قريب سيرى في مفاضلة مع خدمة جوجل ناو للبحث الصوتي والفارق كان واضح لمصلحة جوجل، كما تستطيع مشاهدة الفيديو التالي والذي يقارن بين سيري وتطبيق بحث جوجل في نظام الـ iOS.

في كل الأحوال أبل لن تستطيع التخلي كلياً عن خدمات جوجل فهم حين أرادوا أن يخفوا كلمة “جوجل” من محرك البحث الرئيسي في متصفح الانترنت سفاري، أخفوا فقط الكلمة وحافظوا علي جوجل كمحرك رئيسي للبحث. معركة أبل لن تنتصر فيها الا بالتفكير خارج الصندوق.

هل تعتمد على خدمات جوجل؟ هل تتحول عن أبل ان لم تعد هذه الخدمات موجودة؟

المصدر | 9to5mac

مقالات ذات صلة