اهتمت أبل هذا العام عند الكشف عن أجهزتها باستعراض المعالجات الجديدة، فالآي فون 5 جاء بالمعالج القوي A6 والذي رغم أنه ثنائي النواه لكنه تفوق على معظم الأجهزة في السوق المزودة بمعالجات رباعية النواة، ثم جاء الآي باد 4 والتغير الأبرز فيه كان المعالج A6x شقيق معالج الآي فون الأكبر، فما هو هذا المعالج الجديد”A6″؟ وماذا تعني المصطلحات التي دائماً ما نسمعها مثل ARM وغيرها؟ ولماذا تختلف معالجات الهواتف عن تلك التي في الحاسب الشخصي؟

معلومات تقنية عن A6:

يعتبر المعالج A6 من فئة المعالجات SOC اختصار System On chip والتي تعني (شريحة تحتوي على نظام) حيث أن قسم كبير من المعالجات التي تدير الأجهزة الذكية أصبحت من هذا النوع وهي تعني احتواء الشريحة على كافة المكونات الرئيسية التي يحتاجها المعالج للعمل، بمعنى آخر ومبسط للتقريب هي معالج مع لوحة أم “MotherBoard” مدمجين معاً في رقاقة واحدة.

يعمل هذا المعالج بكفاءة تعادل ضعف كفاءة المعالج السابق للآي فون 4S حيث كان اسم المعالج A5 ويتكون معالج آي فون 5 من نواتين ARM Processor Dual Cores بمعنى آخر يحتوي على معالجان على رقاقة واحدة وكذلك يحتوي على ثلاثة معالجات خاصة بالرسوميات (GPU) والذي يعني “Graphical Processor Unit – وحدة معالجة الرسوميات” ويعمل هذا المعالج على تردد 1.3GHZ وكذلك تعمل المعالجات الثلاثة الخاصة بالرسوميات على تردد 266GHZ من نوع PowerVR SGX 543MP3، ويحتوي المعالج على ذاكرة 1GB قامت بتصنيعها شركة Elpida؛ وهذا تصوير للمعالج بالأشعة تظهر مكوناته من الداخل (عملية أخذ مثل هذه الصورة معقدة جداً وتحتاج الى تقنيات عالية)

المعالج جاء من تصميم أبل ولكن الشركة المصنعة هي سامسونج، وهناك بعض التسريبات تحدثت عن نية أبل الاعتماد على نفسها بشكل أكبر في صنع المعالج حيث صرح بعض المطورين أن المعالج لا يعتمد على ARM Cortex-A15 الشهير وإنما يعتمد عن معالج من نوعية ARM ثم قامت أبل بتطويره إلى أن خرج بصورته النهائية الحالية.


ما هو معالج ARM؟

ذكرت أثناء الحديث كثيراً اسم المعالج ARM فما هو هذا المعالج ؟

يعتبر المعالج ARM من أشهر المعالجات في ايامنا هذه وهو من نوع SOC كما ذكرنا سابقاً أي نظام على شريحة واحدة، ويتميز بميزات كثيرة منها استهلاكه القليل للطاقة واستخدامه من قِبَل شركات كثيرة جداً في صنع الأجهزة الذكية حيث تقوم هذه الشركات بشراء المعالج ARM واستخدامه بشكل مباشر على اللوحة الأم الخاصة بالجهاز أو دمجة مع وحدة معالجة أخرى مثل ما تقوم به أبل حيث دمجته مع أكثر من معالج لتنتج شريحة واحدة وتسميها بتسميات خاصة بها مثل اسم A6 والذي بالحقيقة يحتوي على معالجان يعتمدان على معمارية ARM.

في عام 1990 كان اكثر من مليار جهاز حول العالم يستخدمون المعالج ARM وعموماً تم بيع اكثر من 30 مليار معالج من هذا النوع وكل يوم يتم بيع اكثر من 16 مليون معالج ARM. والصورة التالية تظهر تفوق المعالج A6 في السرعة على باقي معالجات الأجهزة المعروفة.

الأقل هو الأفضل


الفرق بين معالج الهاتف ومعالج الحاسب

تستخدم الحاسبات معالجات x86 وهذا في الأجهزة المكتبية مثل الكومبيوتر المحمول سواء كان يعمل بنظام ويندوز أو كان جهاز أبل ماك، أما الهواتف فتأتي بمعالجات ARM، فهل نستطيع أن نقول أن أحد هذه المعالجات أفضل من الآخر؟!

الإجابة على هذا السؤال غير ممكنة حيث أن شركة إنتل والتي تنتج المعالجات المستعملة في الحاسوب المحمول والمكتبي والخوادم تنتج أيضاً المعالج Atom وهو الذي يمكن استخدامه في أجهزة التابلت والموبايل وتنتج أيضاً معالجات مخصصة للعمل مع الشبكات Network Processors وأنواع اخرى، بالتالي هذا يجعلها مختلفة عن معالجات ARM التي تم شرح اهتمامها قبل قليل بالأجهزة الذكية واللوحية. لكن الشركتان في منافسه قوية جداً فيما يخص أهم نقطتين وهما إنتاج معالجات جيدة مع استهلاك أقل وسعر أقل ومساحة أصغر، لأن هذا هو أساس المنافسة. وتشير أغلب التحليلات إلى رخص سعر معالجات ARM مقارنتاً بمعالج Intel وكذلك استهلاك الطاقة أقل بشكل واضح، أغلب الظن هذا ما جعل الإنتشار الأكبر في الأجهزة الذكية المحمولة (الهواتف والتابلت) تميل إلى استخدام منتجات ARM لأنهم يحتاجون إلى تقليل السعر وإطالة عمر الجهاز وهما متوفرتين في معالج ARM أفضل من Intet.

نقطه أخرى مهمه جداً يجب أخذها في الاعتبار وهي أن نوع التطبيقات والعتاد يحدد اختيار نوع المعالج، فالتطبيقات التي تعمل على معالجات ARM لن تعمل على معالجات x86 (مثل Intel) إلا بعد إعادة تطويرها لتناسب المعالج التي صنعت من أجله. وللسبب نفسه فإن التطبيقات التي تعمل على ويندوز 8 في الحاسب لن تعمل على هواتف ويندوز 8 لأن أحدهما مصمم للعمل على معالج ARM والآخر على x86.

بعض المواقع التي تهتم بالأخبار التقنية للمعالجات أشارت إلى أن الحرب قد بدأت بين Intel وARM في إشارةً منها إلى شدة المنافسة بين الشركتين خصوصاً في هذه الفترة من الازدهار الكبير الذي تشهده الاجهزة الذكية المحمولة مثل التابلت والموبايل، وخاصة أن انتل تسعى جاهدة لتقليل استهلاك معالجاتها للطاقة وهو ما جعل مايكروسوفت سوف تقدم نسخة من Surface تأتي بمعالج إنتل وأخرى ARM وهذا يوضح أن انتل بدأت خطوات منافسة ARM في ملعبها. وأشارت بعض الإشاعات أن أبل تخطط للتخلص من معالجات انتل والاعتماد مستقبلاً على ARM.

ويذكر أيضاً أن هناك شركات أخرى كبيرة تنتج معالجات قوية مثل شركة Qualcomm وشركة Nvidia وتعتمد البنية الداخلية لمعالجات هذه الشركات على معالجات شركة ARM، واكتسبت هذه الشركات شهرة كبيرة فعلى سبيل المثال طورت شركة Qualcomm معالجات العديد من الأجهزة الشهيرة مثل:

  1. LG Optimus™ G
  2. Windows Phone 8X by HTC
  3. Droid RAZR MAXX HD by Motorola
  4. Nokia Lumia 920
  5. HTC EVO™ 4G LTE
  6. (Dell XPS 10 (tablet
  7. (Samsung ATIV Tab (tablet
  8. (Samsung Galaxy Tab™ 8.9 (tablet

ربما يشتري معظمنا الأجهزة بدون معرفة ما هو المعالج المستخدم وكذلك محرك الرسوميات، لكن هذا الأمر هام للغاية فهو الذي يحدد بشكل كبير سرعة الجهاز الذي بين يديك فربما تجد جهاز من سامسونج وآخر من سوني يعملان بمعالج بنفس التردد ( 1.5 جيجا مثلاً ) وبنفس نظام التشغيل ثم تجد أحدهما أكثر سرعة من الآخر وهذا لأن هناك عوامل كثيرة تحدد سرعة الجهاز مثل نوع المعالج المستخدم (وليس السرعة) وكذلك الذاكرة وغيرها من العوامل ولا يعني تماثل الأرقام أن النتائج ستكون متماثلة أيضاً.

هل تهتم بمعرفة تفاصيل تقنية عن الجهاز قبل شراءه؟ وهل ترى تفوق أبل في معالج A6 سيدفعك لشراء الأجيال الجديدة من أجهزة أبل؟

كاتب المقال: أنمار برهان محمد – الكلية التقنية – الموصل

المصدر | wikipedia

مقالات ذات صلة