منذ أن كشفت أبل الأسبوع الماضي عن النظام السابق والهجوم متواصل عليها دون توقف من عشاق الأنظمة المنافسة وخاصة الأندرويد، وسخر منها الملايين وقالوا أنها تقلد نظامهم؛ قفل الشاشة، مركز التحكم، شكل تعدد المهام مأخوذة من الأندرويد، البساطة الشديدة من الويندوز فون، السحب للعودة من البلاك بيري 10، برنامج الطقس من ياهوو، ومسح الرسائل يشبه تطبيق Boxer. فلماذا فعلتِ هذا يا أبل وقلدتِ الآخرين؟

يخطئ من يقول أن أبل لم ولن تقلد أحداً ووو… ودعونا لا نكابر ونعترف بأن هناك تشابهاً في بعض ما أعلنت عنه أبل وما هو موجود في الشركات الأخرى. إذاً أبل مدانة، لكن مهلاً! فلنؤجل قليلاً إصدار حكم إدانة أبل بالتقليد وننظر إلى بعض معايير نقل المزايا التالية ثم نصدر الحكم بعد ذلك.


التقليد في الأساسيات:

قبل أشهر شن محامي شركة جوجل هجوماً على أبل والجهة الرسمية لبراءات الاختراع في أمريكا وقال أن بعض براءات اختراع أبل غير منطقية، والبعض الآخر لابد أن يلغى لأنها أصبحت أساسيات تقنية، فمن غير المنطقي أن تكبير الصورة بالتباعد بين الأصابع هو براءة اختراع لأبل ولا يحق لشركة أخرى وضعه، وأضاف المحامي أن هناك أموراً تقنية لابد أن تعتبر من الأساسيات ولا يحصل أحد عليها كبراءة اختراع وبالتالي تصبح حكراً له. صراحةً جوجل محقة، فمن غير المنطقي أن يكون تصميم هاتف بحواف دائرة هو براءة اختراع لأبل، وتكبير الصورة براءة اختراع لأبل. ولنا أن نتخيل ما كان سيحدث إذا سجّلت موتورلا الهاتف المحمول كبراءة اختراع ولا يصنعه سواها. الخلاصة أن هناك بعض الأمور من الأساسيات ولا يعتبر نقلها انتهاكاً لبراءات اختراع، لأنها ببساطة أصبحت من أساسيات التقنية.

جميع الأنظمة الآن بها طريقة للوصول سريعاً للواي فاي والبلوتوث وغيرها، سواء ذلك في الأندرويد أو البلاك بيري وغيرها، لذا فإضافة أبل للاختصارات في نظامها هو وضع شيئ أساسي كنا نفتقده وليس تقليداً. وإن كان وضع مركز التحكم يعتبر تقليداً فالأولى أن نظام أندرويد هو من سرق الميزة من السيديا حيث ظهرت مع SBSettings في نوفمبر 2008 أي بعد شهر ونصف من ظهور الأندرويد وقبل أن يضيف هو أو أي  نظام آخر هذه الميزة؛ إذاً فقد ظهرت أولاً على أنظمة أبل، فمن الآن نقل الاختصارات؟!

الأمر نفسه يسري في مركز الإشعارات؛ ففي كل الأنظمة مركز الإشعارات يكون بالسحب من أعلى، وغيرها من النقاط التي أصبحت أساسيات التي لابد أن تضعها -فتصبح مقلداً- أو لا تضعها -فتصبح من عيوب النظام-، ومثال آخر وضع فلاتر في التصوير هل يمكن اعتبار هذا تقليد؟ فكيف يمكن تطوير خواص تطبيق التصوير إذاً؟

الخلاصة: هناك بعض الأمور هي أساسيات متشابهة في كل الأجهزة، فلم نسمع يوماً من يقول أن الأندرويد يقلد أبل في تقديم هواتف تعمل باللمس :) وأبل كما يعلم الجميع هي أول من قدم مفهوم تعدد اللمس -براءة اختراع لأبل-، فهل يمكنك الآن أن تخبر أحداً أن الأندرويد يقلد لأنه يقدم هواتف بشاشات تدعم اللمس بأكثر من إصبع؟ بالطبع لا! لأن شاشات اللمس من الأساسيات ولا تعتبر تقليداً إذا قدمت هاتفاً باللمس. وإذا أردنا الحقيقة فمن اخترع مفهوم الهواتف الذكية بشكلها الحالي؟ أليست أبل من قامت بهذه الثورة التقنية؟ إذاً هل انقلبت الآية؟


تقليد أم تطوير؟

هناك مزايا أخرى نقلتها أبل وليست من الأساسيات، وهنا يأتي مفهوم التطوير. لتوضيح ذلك كيف يفتح مستخدم الآي فون جهازه؟ بالسحب إلى اليمين. حسناً كيف يفتح نظام الأندرويد :D؟ بالسحب أيضاً – وبطرق أخرى – أي أن جوجل قامت بنقل فكرة “السحب للفتح” ووضعتها في الأندرويد وطورتها، فمثلاً السحب إلى اليمين تفتح وإلى أعلى يذهب إلى الكاميرا، وإلى اليسار يرفض المكالمة الواردة. هذا هو مفهوم “النقل بالتطوير” وهو أن تأخذ ميزة وتضيف عليها وتطورها وهذا فعلياً ما قامت به أبل حتى في نقل الأساسيات، فمركز التحكم أضافت فيه فتح تطبيقات وخدمات أخرى، وأيضاً بتصميم أجمل من أي نظام آخر، شكل تعدد المهام أيضاً، ويمكنك مشاهدة أي ميزة “منقولة” وقارنها مع نظيرتها في أي نظام آخر، واحكم بنفسك أيهما الأجمل والأكثر تطوراً، وهل ما تراه أمامك هو تقليد ونسخ أم تطوير؟

ولتوضيح مفهوم التقليد والنسخ فهو أن تصمم شركة أيقونة الاتصال مربع أخضر به هاتف أبيض ينظر باتجاه  أعلى اليمين، فتقدم شركة أخرى أيقونة الاتصال بنفس الشكل والألوان في أجهزتها كما في الصورة التالية:


النقل أسهل

طريقة النقل الثالثة التي اعتمدت عليها أبل هى التي يمكن اعتبارها نقلاً حقيقياً، وهى أن تقدم ميزة ناجحة بالفعل، فمثلاً السحب إلى اليمين للعودة قدمتها جوجل في كروم وأبل في النظام، والفيس بوك في تطبيقه، وهى ميزة قادمة من نظام بلاك بيري الجديد ولسهولتها حازت إعجاب الملايين. وهنا تريد الشركات الأخرى تقديم نفس الميزة البسيطة وتجد نفسها أمام خيارين؛ إما أن تبتكر طريقة ربما تعجب مستخدميها أو لا، والحل الثاني هو نقل ميزة مختبرة ومجربة ملايين المرات. ولأن الميزة بسيطة وتبنتها العديد من الشركات فيجب أن تتبناها أبل لتصبح من أساسيات التقنية، فلا يوجد دافع لبذل مجهود كبير لابتكار طريقة أخرى.


قضايا براءات الاختراع دليل براءة أبل

إذا كانت أبل فعلياً نقلت المزايا، فهذا يعرضها لقضايا ملكية فكرية، فكما شاهدنا لأشهر طويلة أن هناك حروباً طاحنة بين الشركات، وكل منهم يبحث عن ثغرة ليقاضي الآخر، فإذا كانت سامسونج ابتكرت ميزة وأضافتها في نسختها من الأندرويد، وجاءت أبل وقلدتها فهذا يضع الأخيرة تحت طائلة القانون ويعرضها لدفع تعويضات، ونذكر أن أبل حصلت على تعويض سابقاً لتقليد سامسونج لأيقونة الاتصال كما أشرنا في أعلى، نعم فقط الأيقونة ينتج عنها قضية وتعويض بملايين الدولارات. وعدم صدور أي بيان رسمي من أي شركة بمقاضاة أبل بسبب iOS 7 يعني أن أبل اعتمدت فيما قدمته إلى براءات اختراع خاصة بها ومسجلة أو أنها أمور عامة “مشاع” غير مملوكة لأي جهة، وبالتالي لا يعتبر استخدامها نقلاً لأن الجميع يستخدمها.


الخلاصة:

نحن جربنا نظام iOS 7 وهو رائع الجمال، وقد أضافت أبل الكثير مما لن يستطيع المستخدم تقديره إلا في الإصدارات النهائية، وبعد استخدام النظام وهذه المميزات التي أضيفت، وقد كنا نحلم بها من قبل ونقول يا ياليت أبل تضيف مميزات SBSettings فلا نحتاج إلى الجيلبريك وياليت أبل تضيف تغير شكل نظام التشغيل وتضع خلفيات متحركة لأننا مللنا من شكل النظام الحالي، والآن بعد أن أضافت أبل كل ما نريد نقول أبل قلدت!

بالطبع كنا نتوقع من أبل أن تكون أكثر ابتكاراً، ولكن ما أدراك فحتى الآن لم يعلن عن الهاتف الجديد iPhone 5S ومن المتوقع الإعلان عنه في شهر سبتمبر، وبالتأكيد سيتغير نظام iOS7 ليوافق مميزات الهاتف الجديد، وربما هناك ما تخفيه أبل ليشبع رغباتنا في أن نرى ابتكارات جديدة، وحتى هذا الوقت نحن سعداء بنظام iOS 7 ولا ندين أبل بتهمة التقليد بالعكس نشكرها على تلبية معظم ما رغبنا به، وسوف نؤجل تهمة عدم ابتكار أبل لشيء يبهرنا إلى أن نرى النسخة النهائية والأجهزة الجديدة التي سوف تعلن عنها أبل خلال الأشهر القادمة.

أخبرنا رأيك في شكل نظام iOS 7 وهل هو نقل للأساسيات وتطوير أم ترى أبل تقلد الشركات الأخرى بشكل أعمى.

مقالات ذات صلة