في عالم التقنية لا يوجد كلمة “لا جديد” فكل يوم نجد ابتكارات ومفاجئات جديدة. وفي عالم الهواتف الذكية بدأ البعض يشعر بالملل لعدم وجود طفرة حقيقية في الأجهزة، فالنسخ الجديدة يمكن اختصار مزاياها في “أكثر سرعة، شاشة أفضل، حجم أكبر” وفقط، لذا تسعى كل شركة إلى إضافة بعد التقنيات ذات الأسماء الرنانة إلى أجهزتها، لكن هل حقاً هذه الإضافات مفيدة وذات فائدة؟


في كل جهاز ينتج لابد أن يكون هناك “مفتاح البيع” وهو الأداة التي تركز الشركة في دعايتها له بها، فمثلاً الآي فون 5s تبيعه أبل بميزة “هوية اللمس”، ونوكيا 1020 بكاميرا 41 ميجا بكسل، ونوت 3 بتصوير 4K، Oppo الجديد بكاميرا دوارة، والآي باد Air بالوزن والسرعة وهكذا. لكن ليس دائماً ما تضيف الشركات مزايا حقاً مفيدة، فأحياناً ميزة للدعايا فقط وتجد من يشتري الجهاز يسارع لتجربتها في الأيام التالية للشراء وبعدها ربما يمر شهور ولا يستخدمها مرة واحدة. وفي هذا المقال نستعرض بعضها.


ملاحظة هامة:

النقد المكتوب في الأسطر التالية هو لتطبيق الميزة وليس للميزة نفسها، فهناك من يفكر في ميزة رائعة لكنه يفشل في تنفيذها وتقديمها بشكل رائع كما شاهدنا مع البصمة في هاتف موتورلا قبل أعوام ثم جاءت أبل وأعادت ابتكارها وتقديمها. أي أن الخلاف ليس حول التقنية نفسها لكن على طريقة التنفيذ وعدم وجود استخدام فعلي حقيقي لها.


صور 38 مليون بكسل؟!

تعد كاميرا نوكيا 1020 أفضل كاميرا في هاتف ذكي في العالم -من وجهة نظر العديد من الخبراء- فـ نوكيا قامت بوضع العديد من التقنيات والحساسات في الكاميرا لتصل لهذه الجودة العالية، لكن هل يجب أن يكون حجم الصورة “7152×5368” بكسل؟ وللحصول على الجودة القصوى سوف يؤدي طبقاً لنوكيا إلى أن يزيد حجم الصورة الواحدة عن 40 ميجا وتكون بامتداد DNG وسوف تحتاج إلى فوتوشوب لفتحها (راجع هذا الرابط من موقع نوكيا للتعرف على المزيد)، إعدادات الهاتف تمنحك ثلاث خيارات وهم إما تصوير 5 ميجا بيكسل أو 5+38 ميجا (بامتداد JPG) ويعلم المتخصصين أن جودة JPG تكون مضغوطة وبجودة أقل. والخيار الأخير وهو الحصول على كامل الجودة وهنا التقاطها DNG وفتحها عن طريق الفوتوشوب. الجدير بالذكر أنه لا يوجد شاشة في الأسواق تستطيع فتح صور بهذا الحجم.

الخلاصة: هناك فارق بين جودة الصورة وعدد الميجا بيكسل، جودة تصوير 41 ميجا في الهاتف لن تستطيع الاستفادة الحقيقية منها سوى للخبراء فما الداعي لذلك؟ واستخدامك العادي سيكون JPG مما يقلل الجودة ويجعلها قريبة من منافسيها.


تصوير 4K فيديو:

تشير العديد من الاختبارات أن المنافسة على أسرع جهاز في العالم هى بين الآي فون 5s والنوت 3 ويتفوق النوت في سرعة تعدد الأنوية بفارق طفيف، وقد سعت سامسونج لتمييز الجهاز بأن يكون أول هاتف ذكي في العالم يصور فيديوهات 4K ( أي 2160p) وهو الأمر الذي استخدمته جيداً في الدعايا، لكن واقعياً وجد أولاً أنه يمكنك تصوير 5 دقائق فيديو كحد أقصى بهذه الجودة، كما أن الدقيقة الواحدة حجمها يقارب 400 ميجا أي كل 5 دقائق فأنت تستخدم 2 جيجا ذاكرة. وأخيراً بعد أن تصور فيديو 4K فلن تجد أي تلفاز أو شاشة كومبيوتر منخفضة السعر بهذا – ستدفع مبلغ دولاري به ثلاثة أصفار على الأقل للحصول على جهاز 4K- وبالطبع الأسعار تنخفض بشكل مستمر لكن عليك الانتظار طويلاً لتجد جهازاً بسعر جيد.

شاهد الصورة التالية للتعرف على حجم الفيديو:

الخلاصة: ستصور فيديو بحد أقصى 5 دقائق وسيستهلك مساحة ضخمة وفي النهاية لن تجد شاشة تعرضه لك بكامل الجودة والحجم، فهل إضافة تصوير فيديو 4K الآن أمر فعال؟


الشحن الاسلكي:

عدة شركات قامت مؤخراً بإضافة دعم الشحن الاسلكي، لكن هذه الكلمة ربما تخدع الأذهان فتظن أنك ستشحن جهازك عن بعد، لكن الحقيقة “لا سلكي” تعني أنك لن تقوم بإدخال الكابل في مكان الشحن فقط، لكنك تضع الجهاز على “وسادة” الشحن فيبدأ تلقائياً. بالنظر إلى هذه التقنية تجد أنها غير ذات جدوى إلا إذا كنت كثيراً ما تفقد الكابل، فوسيلة الشحن العادية تمكنك من الامساك بالجهاز واستخدامه وقت الشحن، أما هنا فالهاتف لابد أن يكون “نائماً” على وسادة الشحن أي لن تستخدمه، فهل هذا الأمر عملي أو حتى ذو فائدة.

الخلاصة: وسيلة شحن جديدة دعمها يؤدي إلى زيادة وزن الأجهزة بشكل كبير، كما تمنعك من استخدام الجهاز أثناء الشحن.


التحكم بحركات الرأس والعين:

ميزة ظهرت في العديد من الشركات مثل LG وسامسونج وغيرهم وهى أنه يمكنك التحكم في تشغيل الفيديو والمواقع بحركات الرأس والعين، تنظر إلى الشاشة فيعمل الفيديو وتدير رأسك فيتوقف وغيرها. بالنظر إلى أرض الواقع ستجد أنها غير عمليه، فلكي تتمكن الكاميرا من رصد رأسك وعينيك فلابد أن تكون شاشة الجهاز أمامك بشكل مباشر وليس مائل أو تضعه بجوارك.

إذا أردت التأكد من أنها ميزة للتجربة وليس للاستخدام اليومي فيمكنك سؤال أصدقاءك الذين يملكون الأجهزة الداعمة لها عن كم مرة يستخدمونها في الأسبوع أو الشهر فستفاجئ أن بعضهم ربما يمر شهر ولا يستخدمها مرة واحدة، وإذا كنت لا تعرف أي منهم فيمكنك تحميل التطبيق التالي وتجربة مشاهدة اليوتيوب والتحكم فيه برأسك.

هذا التطبيق لم يعد متاح في المتجر. :-(

البصمة، مفيدة ولكن:

النهاية مع تقنية أضافتها أبل لكي لا يكون كل الحديث عن الشركات الأخرى فقط، هوية اللمس أو ما يتعارف عليه بالبصمة ظهرت قبل أبل بعامين في عدة أجهزة بشكل غير عملي باعتراف المحللين وأيضاً بأرقام مبيعات هذه الأجهزة، ثم جاءت أبل وقدمتها بشكل رائع وعملي ولكن… ما فائدة أن تضع ميزة رائعة بدون استخدامات كافية لها؟ ففي مقالنا (تجده عبر هذا الرابط) تحدثنا أن تفعيل “هوية اللمس” يفقدك بعض مزايا جهازك وأيضاً لا تستفيد منها بشكل كامل في حماية المجلدات وغيره. شكل الميزة الحالي ناقص وأعلم شخصياً أشخاصاً اشتروا 5s وحالياً أوقفوا تفعيل هوية اللمس.

الخلاصة: ميزة رائعة من أبل لكن تحتاج إلى الكثير من التطوير لتحقيق الاستفادة الكاملة منها.


الخلاصة:

تصوير فيديو 4K رائع وبعد سنوات قليلة سنجد شاشات تلفاز وحاسب بسعر جيد لتتمكن من مشاهدة الفيديوهات بكامل الجودة. هوية اللمس أيضاً كذلك تحتاج إلى بعض الوقت. صور 38 ميجا بيكسل رائعة للمحترفين، أي أن المزايا إذا نظر إليها كتقنية نفسها فهى رائعة جداً، لكن عند النظر إليها بشكل عملي فهى ذات فائدة محدودة “حالياً”.

هل ترى أن الشركات تسارع في إضافة مزايا غير ذات فائدة أو غير مكتملة من أجل الدعايا فقط؟ وما هى أكثر ميزة تراها مفيدة مما ذكرناه؟ شاركنا رأيك

مقالات ذات صلة