منذ صدور الآي فون 4 وفي كل عام يتوقع المحللون أن تتبنى أبل خاصية NFC في أجهزتها، ولكن هذا لم يحدث. وعند صدور الباسبوك العام الماضي زادت التوقعات بأن تقوم أبل بإضافة NFC ولكن مرة أخرى تخالف أبل التوقعات. وفي مؤتمرها الأخير ركزت أبل على البلوتوث واستخداماته ودعمته في AirDrop. فلماذا فضلت استخدام البلوتوث 4 عن NFC ولماذا ترفض أن تضيف تلك الخاصية الخارقة -كما يقول مؤيدوها-؟


نبذة عن البلوتوث 4:

الكثير منا يظن أن فائدة البلوتوث هى نقل الملفات فقط أو الربط مع سماعة الرأس، لكن هذا غير صحيحاً. صدر البلوتوث 4 عام 2010 وسمي البلوتوث منخفض الطاقة حيث يصل الانخفاض في بعض الأحيان إلى 90% من الطاقة، وكما نعلم أن عدو أبل التقليدي هو بطارية أجهزتها لذلك قامت منذ ذلك العام بتزويد كل أجهزتها به. ولمزيد من المعلومات يمكنك مراجعة مقالنا السابق الخاص بالبلوتوث 4.


نبذة عن الـ NFC:

يرى الكثيرون أن استخدام الـ NFC أكثر واقعيه حيث يمكنك من ربط الأجهزة بمجرد اللمس وكذلك الدفع في الكثير من ماكينات وأيضاً فتح البوابات. عادة ما يتم التعامل مع NFC بواسطة جهاز آخر أو عن طريق بطاقات الوسم “Tag”. الـ NFC يعتبر هو الامتداد لتقنية الانفرا ريد “IR” التي انتشرت في العقد الماضي.

الـ NFC هو عبارة عن وحدة إلكترونية متصلة بنظام الهاتف النقال و يتم من خلالها ربط الأجهزة، وتسمح بتبادل المعلومات بين الأجهزة من خلال موجات قصيرة المدى لا تتجاوز الأربعة سنتيمترات كحد أقصى وذلك لمنع الاتصال عن طريق الخطأ بأجهزة أخرى مثل وسائل الدفع النقدي وبعد هذا إجراء أمني احترازي لمزيد من المعلومات يمكنك مراجعه مقالنا السابق الخاص بشرحها عبر هذا الرابط.


السؤال الآن لماذا أبل فضلت تقنية البلوتوث عوضا عن ال NFC على الرغم من دعم أغلب الشركات الأخرى لـ NFC حتى رضخوا للأمر الواقع وبدأت الشركات الكبرى في دعم البلوتوث 4 -عدا نوكيا- كما قامت جوجل بدعم البلوتوث في الأندرويد ما بعد الإصدار 4. لكن لماذا فضلت أبل الاهتمام بالبلوتوث؟ فالسر هو “iBeacon”.

iBeacon

تبنت أبل تقنية البلوتوث 4 منذ صدور الآي فون 4S وعلى الرغم من ذلك لم نجد لها أي تطبيق قوي يجعل الشركات تتحرك نحوه. لكن في مؤتمر أبل الخاص بالإعلان عن نظام iOS 7 قامت بذكر عبارة “iBeacon” ذكراً عابراً ولم تتحدث بعمق عنها كعادتها في الكلمة الرئيسية ولم تتطرق إلى تفاصيل كثيرة فما تعني آي بيكون هذه؟

iBeacon: هي علامة تجارية خاصة بأبل أعلنت عنها لتنفيذ واستغلال البلوتوث 4 في أرض الواقع بصورة أكبر من الآن. وهى وتتميز أجهزة الآي بيكون أنها تتمكن من تحديد موقع الهاتف الأجهزة المزودة بالبلوتوث 4 من حولها. وهذا الأمر يمكن الاستفادة منه في العديد من الأمور مثل:

تطبيقات عامة:

  • التوجيه والتخطيط داخل المباني حيث تفقد الـ GPS فعاليتها. ويتميز الآي بيكون بالقدرة على تحديد المسافة بينه وبينك بدقة كبيرة.

  • تحديد منطقة الكترونيه حيث يوضع الجهاز في منتصف دائرة وعند دخولك الدائرة يتم التفاعل مع الجهاز وعند الخروج يعود كل شيء إلى الوضع السابق وهذا مفيد في مجالات عديدة مثل:

المحال التجارية:

عند زيارتك أحد المتاجر فبمجرد وصولك إلى الباب تجد رسالة ترحيب بك في المتجر تظهر على هاتفك وأيضاً وتدلك على آخر العروض وتوجهك إلى مكانها إن كنت ترغب فيها وتقديم خصومات فمثلاً يقوم “كارفور” بتطبيق هذه التقنية فسوف تصبح في غنى عن السؤال عن قسم معين، فيمكنك فتح تطبيقهم وطلب توجيهك إلى القسم المعين وبالفعل يحدث هذا بدقة -تذكر أن الـGPS غير فعال داخل المباني أو تحت الأرض-. وأيضاً إذا وصلت إلى قسم معين به بعض التخفيضات والعروض فسوف تظهر على شاشة جهازك وبهذا لن يفوتك عرض ولن تحتاج إلى سؤال أحد.

الثقافية:

  • في يوم الأجازة وتريد ان تذهب إلى أحد المتاحف، فبمجرد الدخول اليه ستجد المرشد الخاص بك بين يديك وبمجرد اقترابك، فإذا توقفت أمام لوحة أو حيوان أو أحد المعروضات فستجد يظهر على شاشة جهازك معلومات تفصيلية عن هذا الأمر وعندما تنتقل للقسم الآخر تختلف الرسائل على شاشة جهازك.

الطبية:

  • عند الذهاب إلى المستشفى للمتابعة يقوم الجهاز بمزامنة الحالة الصحية في الفترة الأخيرة مع أجهزة المستشفى.
  • الاستفادة من البلوتوث 4 في الأجهزة الطبية أفضل كثيراً نظراً للاستهلاك المنخفض للطاقة وسرعة نقل البيانات.

الشركات:

  • مع استخدام السياج الجغرافي “Geofencing” تستطيع تحديد من دخل الشركة ومن خرج منها من موظفيك.
  • عند وجود اجتماع عام للشركة بمجرد دخول غرفة الاجتماعات يقوم الهاتف بالتغيير لوضع الصامت بصورة -سيحتاج هذا بعض التغيرات في النظام من أبل-.

المنزل:

  • يمكن فتح المنازل أو الجراج عند الاقتراب منها دون الحاجة.
  • عشرات الاستفادات والأخرى التي يمكن للمطورين الوصول إليها فمثلاً تصل للمنزل يعمل مكيف الهواء، تغادر المنزل يطفئ الإضاءة والأجهزة وغيرها من الاستفادات في المستقبل من هذه التقنية.

التكلفة:

الاعتراض الأساسي هو أن هذه الوظائف يمكن القيام بها من خلال NFC وكل ما تحتاجه هو Tags والتي تبلغ تكلفتها أقل من 1$ للبطاقة الواحدة فين حين يبلغ سعر أجهزة iBeacon إلى 30$. فلماذا تلجأ الشركات إلى دعم iBeacon؟

الإجابة هى أن تكلفة الآي بيكون هى الأقل، فمثلاً أنت تريد تغطية مساحة 1000 متر تقريباً بالآي بيكون فتكون في حاجة إلى 4 أجهزة أو أقل أي تكلفة 120$ تقريباً. أما عن طريق الـ NFC والـ Tags فسوف تكون في حاجة إلى أكثر من 1000 بطاقة أي 1000$.


عيوب NFC:

كما تم التحدث سابقا عن الـ NFC في مقال سابق عن فوائدها ومميزاتها لكن هناك العديد من العيوب، فعلى الرغم من قصر المسافة المطلوبة بين الأجهزة إلا أنه ما يزال هناك فرصة كبيرة لاختراق الجهاز لعدم وجود أي نوع من أنواع التشفير والأمان، وقد يظن البعض أنه من الممكن أن تحمى نفسك لأن المسافة قصيرة جداً لحصول أي نوع من أنواع الاختراق، لكن لنتخيل أنك تترك NFC مفتوحاً ووضعت جهازك على أي طاولة سواء في مطعم أو عند عبورك بوابة كشف الأسلحة وغيرها، وكانت الطاولة هذه يوجد بها “جهاز اختراق !” ففي ظرف ثوان يكون قد اخترق جهازك أو قام بنقل فيروس إليك وستقوم بدورك بنقله إلى أي جهاز وهكذا.


كلمة أخيرة:

تقنية iBeacon لا تزال في بدايتها وبدأت في الانتشار في الكثير من المواقع الغربية وخاصة لأنها تحظى بدعم قوي من أبل. ولأن التوجهه العالمي الآن هو وجود وسائل أخرى للدفع والتوجيه باستخدام التقنية فتسعى أبل لكي تكون آي بيكون الخاصة بها هى الوسيلة العالمية. لكن كل ما سبق لا يعني أن تموت الـ NFC فربما نجد أبل تخطط لتطويرها هى الأخرى لتسيطر على اتجاهي التطور ونقل الملفات والملاحة في المباني سواء بالبلوتوث 4 والآي بيكون أو الـ NFC.

ما رأيك في الـ iBeacon؟ وهل فائدتها أكبر من NFC أم أنه يجب على أبل دعم الأخيرة أيضاً؟

المصدر | gigaom

مقالات ذات صلة