عندما توضع في ظروف مثالية تساعد على التفكير والإبداع، فإن النجاح يكون أمراً ممكناً وسهل المنال، أما أن تنجح في أقسى أنواع الظروف والتحديات فهذا يعني أنك من فئة خاصة مميزة. وكثيراً ما تحدثنا عن موقع “كيك ستارتر” وعن الابتكارات الرائعة التي تقدم فيه، وكنا دائماً نتساءل متى سنرى العرب؟. والآن حان الوقت للتعرف على فريق “Integreight” الذي يعد أحد النجاحات العربية في موقع كيك ستارتر.


نهاية الأسبوع الماضي كان لنا لقاء في مقر آي-فون إسلام بعضوين من فريق “Integreight” وهما المدير التنفيذي “عمرو صالح” والمدير التقني “إسلام مصطفي” وقد سعينا في هذا اللقاء للتعرف على منتجهم “1Sheeld” وكان معهم مستشار الفريق “محمد عمارة” وتحدثنا عن أسرار تحقيقهم النجاح -تمكنوا من جمع المبلغ المطلوب في 5 ساعات فقط- وأيضاً كيف يمكن لكل عربي لديه فكرة رائعة أن يصل بها لتحقيق النجاح.


المنتج 1Sheeld

في البداية لتتعرف على منتجهم لابد من مقدمة بسيطة. عشاق التقنية حول العالم لديهم منتج يسمى “أردوينو-Arduino” والتي يمكن تبسيطها بأنها أشبه بلوحة أم صغيرة يقوم هواة التقنية بشراءها وبرمجتها على أداء وظيفة محددة، وكما نفعل في اللوحة الأم في الحواسب الشخصية فإننا نقوم بتركيب “هارد، كارت شاشة، سماعات، بلوتوث، كارت واي فاي، لوحة مفاتيح،…” وغيرها طبقاً لاستخدام الذي نريد الحاسب فيه، والأمر نفسه في “أردوينو” فمثلاً تريد برمجته في منزل بأن يتصل بالهاتف ويغلق الإضاءة، وهنا ستحتاج إلى إضافة قطعة بلوتوث إلى اللوحة الأم “أردوينو” لكي يستطيع هاتفك الاتصال بها، ومثلاً أردت أن تغلق الإضاءة ثم ترسل رسالة لأصدقاءك في تويتر أنك ستنام، فهنا ستحتاج إلى إضافة قطعة بلوتوث “لكي تتصل بهاتفك بها” وأيضاً قطعة “واي فاي” لكي يدخل “أردوينو” على الإنترنت، وهكذا. يمكنك تركيب قطعة بلوتوث وأخرى واي فاي وأخرى GPS وهكذا. وتسمى هذه القطع التي يتم إضافتها بـ “الدرع-Sheeld” فتشتري القطع التي تريدها وتركبها على “أردوينو”، وكان ولا يزال هذا هو المستخدم إلى أن قرر فريقنا العربي تغيير هذا الأمر فقاموا بتصميم درع جديد أطلقوا عليه “1Sheeld”

تساءل الفريق لماذا نقوم بشراء درع بلوتوث وآخر واي فاي وثالث GPS ورابع GSM وخامس وسادس وسابع ونتكلف بضع مئات الدولارات، في حين أن جميع النقاط السابقة موجودة في الهاتف الذي بين أيدينا، ومن هنا جاءت وظيفة “1Sheeld” وهو أنه درع واحد يركب على “أردوينو” ويتصل بالهاتف ليقوم بكل الوظائف المطلوبة أو التي تبرمجه عليها وبهذا توفر أموالك. حيث تستطيع برمجته ليكون درع واي فاي أو درع هاتف -GSM- أو درع بلوتوث وغيره كما تريد. شاهد الفيديو الذي قدموه في كيك ستارتر:


ما هى الفئة المستهدفة من المنتج؟ ولماذا يعمل فقط على أجهزة الأندرويد؟

أجاب “إسلام مصطفي” المدير التقني للشركة بأنهم يعملون جيداً قوة نظام أبل وانتشاره العالمي وأيضاً القوة الشرائية المرتفعة لمستخدميه، وأضاف أن سبب دعمهم للأندرويد فقط هو الحرية الكبيرة في نظام جوجل مما يساعدهم على اظهار المنتج بشكل سريع، لكنهم سيعملون على دراسة كيفية التوسع في المستقبل لدعم نظام أبل.

أما عن الفئة المستهدفة بمنتجهم فهي بشكل أساسي عشاق التقنية -Geek- وأيضاً طلبة الكليات الهندسية والإلكترونية الذين يقومون بالمشاريع ويشترون دروع بعشرات ومئات الدولارات لتجربة ما يقومون بها وتفشل فيغيرون المسار ويشترون دروع أخرى وأخرى مما يرفع التكلفة عليهم، لكن مع “1Sheeld” لن يضطرون إلى شراء عشرات “الدروع” حيث يستطيعون برمجته على ما يريدون. وأضاف الفريق أنه هذه هى الفئة المستهدفة لكن في المستقبل يمكن أن يكون هناك المزيد من التطور.


ما هو سر نجاح الفريق وكيف جعلوا أكبر المواقع العالمية تتحدث عنهم؟

أجاب “عمرو صلاح” المدير التنفيذي للشركة بأن فريق العمل هم زملاء دراسة في كلية هندسة جامعة حلوان في مصر، وأنهم بعد التخرج بدأوا في شق طريقهم في عالم الأعمال. ولأنهم يعلمون أن الدراسة تهتم بالجانب العلمي وليس التجاري فقد قرروا تطوير أنفسهم وتوزيع المهام عليهم، فدرس بعضهم كيفية الإدارة والتنظيم، ودرس آخر وسائل الإعلام وطرق التعامل معها والدعايا، وثالث توسع بشكل أكبر في البرمجة والهندسة وهكذا. وعندما أتموا هذه الدراسة انتقلوا إلى الخطوة التالية وهى الاحتكاك مع السوق وعرض بعض أفكارهم -التي أخبرنا أنها ستكون مفاجئة مستقبلاً- في بعض المؤتمرات العالمية وحصلوا بالفعل على جوائز عالمية وإشادة من فرق التحكيم في هذه المؤتمرات، كما حصلوا على نصائح ساعدتهم على تطوير الأفكار بشكل أفضل.

الآن أصبح لديهم الفكرة وأيضاً الخبرة في التنفيذ وحان وقت جمع التمويل المالي للإنتاج، وهنا قاموا بدراسة كل المواقع العالمية المتخصصة في جمع التمويل للأفكار الجديدة واختاروا من بينها موقع “كيك ستارتر” لأنه أفضل موقع لهذا النوع من الاختراعات. ولأن كيك ستارتر يقبل فقط المشاريع من الشركات والأفراد الأمريكين -يدعمون بلادهم- فقام الفريق بتأسيس شركة في أمريكا ويصبح مقر القاهرة هو فرع لها وتقدموا بالمشروع وفي نفس الوقت راسلوا الصحف والمجلات العالمية والمتخصصة التي تعرفوا عليها في المؤتمرات التي حضروها وأيضاً بشتى الطرق الأخرى.

ولأن من يحسن العمل ويتقنه فإن الله لا يضيع هذا المجهود، ففي يوم الخميس 21 نوفمبر الماضي ظهر المشروع على موقع كيك ستارتر وذلك بهدف جمع تمويل قدره 10 آلاف دولار، وفي أقل من 5 ساعات تخطوا حاجز الـ 10 آلاف دولار. والآن ولحظة كتابة هذه الأسطر وصل المبلغ إلى 59 ألف دولار ويزال هناك 18 يوماً إضافياً لجمع التمويل أكبر.


الخلاصة:

في حوارنا مع الفريق والذي امتد إلى 4 ساعات تقريباً شاهدنا كم الحماس الكبير بداخلهم، وأخبرونا كم كان الطريق صعباً وأخبرونا بأن ننقل نصائحهم لمتابعي آي-فون إسلام وهى:

الثقة: كن واثقاً في فطرتك ومن أنك ستنجح مهما كانت العقبات أمامك، فقد وقف ضدهم الكثيرون وأخبروهم بعدم إمكانية نجاح الفكرة لكنها نجحت.

عمل جماعي: لا تعمل بمفردك، فـ “إسلام” هو من أتى بالفكرة، لكنه يحتاج إلى “عمرو صالح” لإدارة المشروع ويحتاج إلى “نشأت” لرسم الدوائر، و “مصطفي” ليعمل معه في البرمجة، و “عمرو نصر” ليكون ملهم الفريق في طرق حل المشاكل و “محمد سامي” للتواصل مع المصانع. فإذا كان بمفرده فلن نشاهد المنتج.

الدراسة: الفريق يجيد صناعة منتج لكن ليس معنى ذلك أن يحقق النجاح، لذا درسوا كل شيء بداية من التصنيع والتواصل مع الإعلام وحتى التصنيع والشحن للعملاء حول العالم.

لا تتوقف: فكر خارج الصندوق ولا تتوقف، فالفريق سافر للتدريب والحصول على المعلومات والدعايا في عدة دول، سعى للحصول على التمويل بشتى الطرق، وعندما وجد القوانين الاستثمارية في “مصر” غير مناسبة فقاموا بإنشاء شركة في أمريكا، راسلوا المصانع في الصين وشركات الشحن حول العالم. إذا كانت الظروف غير مناسبة من حولك فتأكد أنها مناسبة في مكان “ما” وعليك البحث حتى تصل إليه.


كلمة من آي-فون إسلام

الفريق عمل بجد ومجهود كبيرين للوصول إلى هذا الأمر. لذا علينا الوقوف معهم بشتى الطرق، فكما شاهدنا موقع “كيك ستارتر” يدعم بلاده ويضع شرط أن تكون الشركة أمريكية، وهذا ما يميز الغرب بأنهم يقفون مع مشروعاتهم ويدعمونها لتنجح، لذا نطلب من متابعي آي-فون إسلام دعم المشروع بشتى الطرق المتاحة، سواء بالتمويل المادي بشراء المنتج أو حتى عمل “شير” لصفحة كيك ستراتر الخاص بهم في مواقع التواصل الاجتماعي أو الرسائل القصيرة كي تصل إلى أكبر عدد ممكن ويتمكنوا من زيادة مبلغ التمويل وتأسيس الإنطلاقة بشكل أفضل. ويمكنك الوصول لصفحتهم عبر هذا الرابط وتستطيع التواصل الإعلامي معهم عبر موقعهم من هذا الرابط

ما رأيك في مشروع وقصة نجاح الفريق؟ وهل ستسعى لدعمهم بشتى الطرق؟

مقالات ذات صلة