في مؤتمر أبل للكشف عن iOS 6 في نهاية 2012 تحدثت بعض مزايا جديدة للسيارة، وبعدها بأشهر وأثناء إعلان سامسونج لهاتفها S4 كشفت هى الأخرى عن مزايا مماثلة وبعض الإضافات، وجاء الرد من أبل في مؤتمر iOS 7 بإضافة المزيد من الإندماج بين الآي فون والسيارة. والأسبوع الماضي وأثناء مؤتمر CES أعلن أكبر مقدم لأنظمة التشغيل الذكية في العالم “جوجل” عند دخوله هذا المجال ليجعلنا نتسائل “هل نحن نشهد بداية عصر السيارات الذكية ؟”.

السيارات الذكية

أعلنت جوجل التحالف مع شركة جينرال موتورز وهيونداي وأودي وهوندا وأيضاً نيفيديا وتقديم ما يسمى “Open Automotive Alliance” وهو تحالف بين شركات السيارات والتقنية بهدف تقديم أنظمة وحلول ذكية للسيارات وأعلنوا أن الأجيال القادمة من السيارات سوف تضم شريحة 4G ويمكنها الاتصال بالإنترنت وأيضاً تحميل تطبيقات خاصة بها سواء تطبيقات ترفيهية أو ملاحة وغيرها. والملاحظ أن التحالف يضم شركة من كل مصدر رئيسي للسيارات فشركة GM من أمريكا، هيونداي من كوريا، أودي من ألمانيا وهوندا من اليابان بحيث تعمل كل شركة على التوسع في سوقها وإقناع شركات أخرى بالإنضمام إليهم. وهنا يجب أن نتسائل كيف ميزة إضافة نظام تشغيل ذكي للسيارات؟

توضيح: في البداية يجب توضيح أن الفارق بين مزايا iOS للسيارات وما كشفت عنه جوجل هو أن أبل تسعى للتكامل بين السيارة والنظام الموجود في هاتفك فتستطيع استخدام سيري مثلاً بواسطة النظام الصوتي في السيارة. أما جوجل فهي تريد أن تكون السيارة بها نظام تشغيل مستقل “الأندرويد” ويتصل بالإنترنت بدون الحاجة لوجود هاتف مثل أبل.


مزايا إضافية وأمان أكثر

مرور أفضل: جوجل حالياً تمتلك نظام توقع الإزدحام المروري وذلك من خلال بيانات ترسل من أجهزة أندرويد المنتشرة فتستطيع جوجل معرفة أي الشوارع الحركة بها انسيابية وأيها بطيء وبالطبع يقوم النظام بتحليل الحركة وأن هذا شخص يسير ببطئ أو يستخدم دراجة أم سيارة ووو. لكن إن تم إضافة النظام في السيارات مباشرة فتستطيع كل سيارة إرسال حالة الشارع وسرعتها بشكل مستمر مما يؤدي إلى معرفة الشوارع وحالتها بشكل دقيق وسريع.

أمان أكثر: يستطيع النظام الذكي الاتصال بالإنترنت والحصول على معلومات منه، وبالتالي إذا وجد مخزون الوقود منخفض فبشكل تلقائي يخبرك صوتياً أن المخزون انخفض ويقودك إلى أقرب محطة وقود، وإذا رصدك “نائماً” فيستطيع أن يخبرك ما أقرب مقهى أو أماكن يمكنك التوقف فيها. كما أن التعامل الصوتي مع السيارة ومعرفة كل التفاصيل عنها أفضل بكثير من النظر إلى الشاشة.

ترفيه: نظام تشغيل ذكي سواء iOS أو أندرويد في السيارة سيعني أن يمكنك الاستفادة من متاجر البرامج وما بها من تطبيقات وألعاب، تخيل الآن أن أطفالك يمكنهم تحميل ألعاب على السيارة واستخدامها -في شاشة بالمقاعد الخلفية- أو مشاهدة أفلام عبر اليوتيوب وغيرها من الوسائل الترفيهية في السيارة.

تعليم: تخيل أن تمسك التابلت الخاص بك وتقرأ كتاب ما ثم يأتي وقت خروجك فتضغط على خيار “الانتقال للسيارة” ثم تركب سيارتك وتجد النظام في السيارة يسألك هل تريد مواصلة الكتاب “الاستماع إليه” فتواصل متابعة الكتاب في السيارة لكنه مسموع وعند وصولك إلى وجهتك تختر “العودة للتابلت” فتفتح جهازك فتجده على الصفحة التي توقف القراءة عندها في السيارة.


مخاوف تقنية

المزايا التي ذكرناها في أعلى ما هى توقع لمستقبل التقنية، فسوف تظهر الكثير من الأفكار الغريبة والمبهرة مثل مرآة السيارة من شركة “بايونير” التي تعمل باللمس ويظهر لك الملاحة فيها لكن هذا بالطبع سيؤثر على الرؤية الخلفية. فربما كثرة استخدام التقنية وخاصة بعض “التقاليع” ربما يؤدي إلى مخاطر. والأمر الأكثر أهمية هو هل النظام آمن؟ هل يمكن أن أحمل تطبيق من المتجر -خاصة الأندرويد- في سيارتي ويكون تطبيق به فيروسات مما يؤدي إلى تعطل سيارتي عن العمل!!! ماذا إذا قامت عصابة ما بوضع تطبيق تجسس وبالتالي تعلم من في السيارة ومكانه وتختار موقع محدد وتسطو عليه أو توقف استخدام نظام الأمن والإنذار في السيارة؟ فنحن نعلم أن بداية دخول التقنية تكون بسيطة لكن تدريجياً تتطور وتسيطر على كل شيء في السيارة وهنا الخطورة. تخيل أن وقودك ينفذ والسيارة تقوم بعمل ملاحة إلى أقرب محطة وقود ثم فجأة ينهار النظام أو يقوم بعمل “ريستارت”؟

تعطل نظام التشغيل في الهاتف يعني فقداني القدرة على الاتصال، لكن تعطل مفاجئ لنظام تشغيل سيارة قد يعرض حياتي للخطر.

ما رأيك في فكرة السيارات الذكية؟ وهل تراها عملية وربما تقتني أحدها يوماً أم أن على السيارات أن تتطور بعيداً عن أنظمة السيارات؟

مقالات ذات صلة