عام 2013 كان عاماً فارقاً في تاريخ الهواتف الذكية حيث تجاوزت مبيعاتها لأول مرة الهواتف التقليدية بإجمالي يتجاوز مليار جهاز ويعد من أسباب انتشار الأجهزة الذكية أنها أصبحت متاحة بأسعار تقل عن 100$. لكن هل حقاً نحن نستخدم أجهزتنا كـ “هاتف ذكي” أم أن ما حدث مجرد استبدلنا الهواتف التقليدية بآخر ذكي لكننا نستخدمها كهاتف تقليدي؟ وماذا الذي يقصد أصلاً بكلمة “هاتف ذكي”؟

هاتف ذكي

يعرف بمصطلح الهواتف الذكية أنها الأجهزة التي يمكنها الاتصال بالإنترنت، فسواء كان جهازك iOS أو أندرويد أو ويندوز فون أو حتى سيمبيان، كان سعره 900$ أو 50$، يعمل باللمس أو بالأزرار فمجرد اتصاله بالإنترنت يجعله تحت تصنيف هاتف ذكي. لكن أليس هذا المصطلح الذي تعارف عليه قبل ما يقارب 15 عاماً يحتاج إلى تغير، فالآن تجد الهواتف والأجهزة اللوحية والسيارات وحتى الثلاجات -البراد- يتصل بالإنترنت، لذا فنحن نحتاج إلى تحديث تعريف الهاتف الذكي. فمثلاً في اللقاء الأخير للمدير التنفيذي لشركة أبل تحدث أنه في الاستخدامات الحقيقية للهواتف الذكية تتفوق منتجات أبل، وأشار إلى تقارير تأكد هذا الأمر الذي سبق وتحدثت مراكز إحصائية عن أن نسبة كبيرة من المستخدمين تستبدل الهواتف التقليدية بأخرى ذكية لكن تظل تستخدمها كهواتف تقليدية (راجع هذا الرابط).


تعريف جديد لـ هاتف ذكي

الهاتف الذكي هو الجهاز الذكي يستخدم في الكثير من المجالات مثل تصفح الإنترنت، البريد الإلكتروني، تنظيم المواعيد، تسجيل المذكرات ومفكرة شخصية، التعليم، استخدامات مكتبية، وسائط متعددة، إنتاجية، المشتريات الإلكترونية. ويمكن تطوير مزايا الجهاز من خلال تحميل تطبيقات عليه أو تحديث نظام التشغيل.


استخدامات الهواتف الذكية

كما ذكرنا أننا في حاجة إلى إعادة النظر إلى أجهزتنا والنظر إليها واستخداماتها بما يحقق الفائدة لنا ويناسب العصر الحديث، لذا فيمكننا اعتبار الاستخدامات التالية ليست استخدامات هواتف ذكية حيث يمكن لأي جهاز مهما كان نوعه أو نظام تشغيله القيام بها. وهذه الاستخدامات مثل:

  • تصفح المواقع الاجتماعية واستخدام تطبيقات المحادثة (فايبر، واتس آب، تليجرام وغيرهم).
  • إجراء الاتصالات الهاتفية وإرسال الرسائل القصيرة SMS.
  • الألعاب بمختلف أنواعها.
  • الاستماع للمقاطع الصوتية ومشاهدة الفيديوهات سواء على الجهاز أو على اليوتيوب وغيره.

الاستخدامات الحقيقية:


تصفح الإنترنت

الإنترنت Wireless

نعم ذكرنا في أعلى أن كل الأجهزة الآن تتصل بالإنترنت ولا يعد مجرد الاتصال بالإنترنت أن الجهاز “ذكي”. لكن المقصود هنا بالإنترنت هو تصفح المواقع المختلفة سواء الإخبارية أو الترفيهية أو يقرأ في الويكيبديا وغيرها من المواقع. الإنترنت بالنسبة لقطاع عريض من المستخدمين وخاصة العرب هو “فيس بوك وتويتر ويوتيوب”.

إذا كنت تستخدم جهازك لتصفح الإنترنت والبحث عن معلومات أو الترفيه فأنت تستخدمه كجهاز ذكي.


تطوير الأداء:

من أهم استخدامات الهواتف الذكية هى تطوير الأداء وذلك من خلال تطبيقات لتنظيم المواعيد وجدولة مهام محددة “To-Do”، استخدام تطبيقات الترجمة، تطبيقات العمل الجماعي (فريق عمل يشارك في مهمة ما ويرتبط معاً في تطبيق ما لمعرفة تقدم كل عضو في فريق العمل)، متابعة المصروفات والإنفاق وغيرها من الأمور.

إذا كنت تستخدم جهازك في أي من المهام السابقة فأنت تتعامل معه كهاتف ذكي.


البريد الإلكتروني:

في العصر الحديث يعد البريد الإلكتروني أمراً أساسياً فالتراسل بين الشركات والخدمات المختلفة يتم من خلاله، حتى أن بعض الشركات العربية أصبحت تستخدم البريد الإلكتروني لتقديم دعم فني لخدماتها. لذلك يتوفر في متاجر برامج الأنظمة المختلفة عشرات التطبيقات التي تسهل استخدام البريد والتواصل والعمل من خلاله حتى أننا يمكننا اعتبار أن جهاز بدون بريد إلكتروني فإنه ليس جهازاً ذكياً.

إذا كنت تتصفح بريدك من جهازك -تابلت أو هاتف- فأنت تستخدمه استخدام “ذكي”.


التعليم والقراءة

استخدام آخر هام للأجهزة الذكية وهى أنها تعد أفضل وسيلة للتعليم فهى متنقله معك في كل مكان. يمكنك تحميل مئات البرامج التي تمكنك من تعليم الكثير من الأمور سواء تريد تعلم لغات أو مهارة ما أو تعليم الأطفال أو حتى دراسة الدين ومعرفة الأحاديث والقرآن. كما تجد متاجر الكتب الإلكترونية والتي يمكنك تحميل ما تشاء في شتى المجالات.

استخدام الجهاز الذكي للتعليم والثقافة يعد أهم استخدامات الجهاز “الذكي”


التطبيقات المكتبية

قديماً كان لقراءة أو إنشاء ملفات “أوفيس” لابد أن يتم ذلك من الحاسب الشخصي، لكن يوماً بعد يوم يمكننا الجهاز اللوحي أو الهاتف من القيام بهذا الأمر بنسبة كبيرة -ليس تماماً-، فأصبح يمكنك استقبال ملف “ورد” على جهازك وفتحه والتعديل عليه وإعادة إرسالة دون الحاجة إلى حاسب.

إذا كنت تستقبل وتعدل وترسل ملفات أوفيس وPDF وغيرها من جهازك فهذا يعد استخدام “ذكي”


المشتريات الإلكترونية

أكثر من 1500 مليار دولار هى قيمة المشتريات الإلكترونية (عبر الإنترنت) في العالم ويوماً بعد يوم يتضاعف هذا المجال، ويتوقع الخبراء أنه في عام 2014 سيكون هناك 50 مليار زيارة للمتاجر للإلكترونية قادمة من الهواتف بنسبة 53% من الإجمالي. هذا يعني أن الهاتف الذكي يعد المسيطر الآن على هاتف الشراء الإلكتروني.

إذا كنت تستخدم جهازك للشراء والبيع عبر الإنترنت فهذا يعد من أهم الاستخدامات الذكية.


نقاط أخرى للهواتف الذكية:

  • التعديل على الصور والفيديوهات والمقاطع الصوتية.
  • تسجيل المذكرات والأفكار بشكل إلكتروني.
  • تحميل التطبيقات لإضافة وظائف جديدة لجهازك

الخلاصة:

الزمن تغير ولابد من وجود تعريف جديد للهواتف الذكية، ملايين حول العالم يشترون الجهاز الذكي ويستخدمونه فقط في الألعاب وتصفح المواقع الاجتماعية ومشاهدة الفيديوهات. هذه الأمور لا تعد استخداماً حقيقياً للأجهزة الذكية، لذا استعرضنا بعض الاستخدامات الحقيقية لكي يمكننا الوقل أنه “ذكي”. وبالطبع كل مستخدم حر في استخدام جهازه بالشكل الذي يريده لكننا فقط أردنا مساعدتك لمعرفة الاستخدامات الحقيقية للأجهزة الآن وأيضاً تستطيع أن تقرر هل تستخدم جهازك كهاتف ذكي أم مجرد نسخة شكل جديد للهواتف التقليدية؟

إذا كنت لا تستخدم أي من الاستخدامات السابق ذكرها فلا حاجة لدفع مئات وآلاف لشراء آي فون أو أندرويد، فأي هاتف تقليدي سيناسب استخداماتك

هل ترى مثلنا أن تعريف الهواتف الذكية يجب أن يتغير؟ وهل تستخدم جهازك في أي من الاستخدامات التي ذكرناها؟ شاركنا رأيك

مقالات ذات صلة