في الجزء الأول من المقال، قمنا بإلقاء الضوء على المفاهيم الأساسية الخاصة بأول ثلاث عادات من العادات السبع لمستخدمي iOS الأكثر فعالية. وكما يمكن أن تتذكروا من المقال الأول، فقد نوّهنا إلى أن العادات السبع تنقسم إلى نصفين: أحدهما خاص بالانتصار الشخصي أو الخاص، وثانيهما يركز على الانتصار العام أو المجتمعي. في مقال اليوم، سنعمل على تغطية النصف الثاني والأهم من العادات، ألا وهو الانتصار العام أو المجتمعي. (في حال أن فاتك قراءة النصف الأول من العادات، يمكنك قراءته فوراً من خلال الضغط هنا).

العادات السبع لمستخدمي iOS الأكثر فعالية


التكافل

على العكس من أول ثلاث عادات، تتناول بقية العادات السبع مفهوم “نحن” وليس “أنا”. فبدلاً من الاعتمادية على الآخرين، أو محاولة الاستقلالية تماماً عنهم، نتعلم كيف نصبح أكثر فعالية بالعمل والتعاون معهم. لا يعني هذا تضاداً مع العادات الثلاث الأولى، بل يعني أن هناك ما يتوجب عليك القيام به بنفسك، وهناك ما يجب عليك فعله بالتعاون معهم.

الآن وقد صرنا نتحكم في أنفسنا، فلنبدأ العمل مع الآخرين للخروج بأفضل نتائج ممكنة. كيف يمكننا التعاون فيما بيننا في مجتمع مستخدمي نظام أبل iOS؟ كيف لنا أن نقنع الآخرين بالانضمام لنا؟


العادة رقم 4- فكر بمنطق (مكسب/مكسب)

Win Win

هل سبق واشتكيت من قلة المحتوى العربي في متجر تطبيقات أبل؟ وهل سبق ولاحظت أن أغلب المتميز من التطبيقات العربية يجب عليك شراؤه؟ قد تكون أنت في الواقع سبب هذا، ولا تعجب!

التفكير بمنطق (مكسب/مكسب) يعني السعي لتحقيق منفعة متبادلة في علاقاتك مع الآخرين، لكن (كوفي) يشير إلى أن الكثيرون يفكرون بمنطق (مكسب/خسارة)، حيث يؤمنون بأنهم إذا ما فازوا، فسيخسر الآخرون؛ وإذا خسروا، فسيكسب الآخرون! يتم تشجيع مثل هذا النوع من التفكير (مكسب/خسارة) وكذلك برمجته بداخلنا من خلال المجتمع المحيط.

على نفس المنوال، ينظر المستخدم العربي عادة إلى مفهوم شراء التطبيقات من جانب (مكسب/خسارة)، حيث يترقب دوماً الحصول على التطبيقات متى أصبحت مجانية، ويعتبر شرائه لها بينما لا تزال مدفوعة الثمن خسارة له ومكسب للشركة المطورة! ومرة ثانية، هذا دور المجتمع، حيث تعودنا أنه ما دام بإمكاننا الحصول على الشيء أو بديله مجاناً، فلماذا نتكبد أي خسارة؟!

حسناً، ما نتيجة التفكير بمنطق (خسارة/مكسب)؟ النتيجة هو قلة المعروض من المحتوى العربي في متجر التطبيقات، واستمرار طرحها بسعر يتوجب دفعه! وتدريجياً تتحول المعادلة إلى (خسارة/خسارة)، حيث سيخسر المطور الجهد والوقت الذي بذله لتقديم محتوى جيد يليق بالمستخدم، وسيخسر المستخدم في المقابل جهة توفر له احتياجاته الفريدة كمسلم أولاً، وعربي ثانيةً!

لكن على الجهة الأخرى، إذا ما فكرنا بمنطق (مكسب/ مكسب)، فسنحصل على التطبيق الذي تم تصميمه خصيصاً لنا، وسندعم في الوقت ذاته المطور العربي، وهو الأمر الذي سنجد له آثاراً إيجابية عدة مستقبلاً، ومنها: تقديم تحديثات مستمرة ومؤثرة للتطبيقات، تقديم نسخ مجانية “خفيفة” ببعض المزايا، الاستمرار في تقديم وتطوير تطبيقات مفيدة وموجهة خصيصاً للمستخدم العربي، بل وقد يمتد الأمر إلى طرح نسخة مجانية من برامجنا المفضلة مدفوعة الثمن بعد تحقيق المطور لهامش ربح معقول يغطي تكاليفه!

والنتيجة؟ إثراء متجر التطبيقات بمحتوى عربي مفيد، وتشجيع المزيد من المطورين على خوض ذات التجربة؛ وفي هذا كله سيكون المستخدم هو الفائز الأكبر!


العادة رقم 5- اسع أولاً كي تفهم، ثم أن يفهمك الآخرون

Seek First

يقول (كوفي) أن معظم الأشخاص لا يستمعون، بل ينتظروا ليحين دورهم ليتكلموا! وهنا تكمن المشكلة: كيف لنا أن نحقق مفهوم (مكسب/ مكسب) إذا لم نكن نستمع إلى الطرف الآخر؟ وفي النفس الوقت، لا يجب أن يكون هذا الاستماع انتقائياً، أي لجهة دون الأخرى، أو أن نتظاهر بالاستماع للآخرين.

حسناً، لهذه النقطة أشكالاً كثيرة كمستخدمين لنظام iOS وخاصة في عالمنا العربي! اقرأ أي مقال هنا في آي-فون إسلام عن أي تحديث للنظام وستجد في التعليقات أشياءً عجيبة! ستجد من يسأل عن شيء مشروح بالتفصيل في المقال، وستجد من يطرح سؤالاً تكرر في التعليقات قبله أكثر من مرة، بل وستجد من يسأل مثلاً عن أنه فقد الجيلبريك بعد تحديث جهازه، على الرغم من تحذير المقال من عدم التسرع والتحديث لأصحاب الجيلبريك! لابد أن نفهم أولاً، قبل أن نطلب من الآخرين أن يفهمونا!

بالإضافة إلى هذا، هناك على سبيل المثال الإشكالية الأبدية: لماذا لا تجعلون التطبيقات مجانية؟ هل ما زلت تسأل هذا السؤال؟ لو فعلت، فأنت لم تقرأ جيداً السابق من المقال، وفوتّ العادة الرابعة! وبهذا فأنت لم تحاول أن تفهم أولاً، ثم أن يفهمك الآخرون! وحتى لو حاولنا تطبيق العادة الحالية فقط، فستجد أنه يجب عليك أن تفهم أولاً أن آيفون إسلام ليست شركة لا تهدف إلى الربح، أي أن تطبيقاتها في الأساس ربحية وتجارية، ومع هذا فهناك شطر متجدد من البرامج المجانية غير الربحية التي تخرج عن آي-فون إسلام كشكل من أشكال المساهمة المجتمعية وكذلك كجزء من رسالتها التي تحرص عليها سواء كانت التطبيقات مجانية أو لا! هذا بالإضافة إلى أن التخفيضات التي تقوم بها آيفون إسلام بشكل دوري على أسعار تطبيقاتها المدفوعة يعد شكلاً من أشكال (مكسب/مكسب)، وهناك من الشركات العالمية من يقوم بالمثل وينال رضا عملائه دوماً لأنه في النهاية قد حصل على منتجه الجيد بسعر أقل بكثير من السعر الأصلي!

أن تحقق الفائدة التي تسعى إليها في أسرع وقت وبالكيف الذي تريده، فكل هذا مرهون بأن تفهم أولاً، ثم أن يفهمك الآخرون ثانياً!


العادة رقم 6- تكاتف

Synergize

ما هو التكاتف؟ ببساطة، يعني التكاتف أن الكل أكبر من مجموع أجزائه! أي أن النتيجة التي نتحصل عليها من عملنا سوياً ستكون أكبر دوماً من مجموع النتائج التي يحصل عليها كل شخص بمفرده.

وعلى الرغم من أنه يمكن استخدام الأمثلة السابقة التي استخدمناها في العادات الماضية، حيث يركز كل منها على التعاون والتكاتف، إلا أننا سنطرح مثالاً جديداً أكثر ملاءمة. كيف تحصل على العروض الجيدة على التطبيقات؟ هل تأخذ على عاتقك مهمة البحث والتنقيب في متجر التطبيقات للعثور على ما أصبح مجانياً أو ما تم تخفيض سعره لفترة محدودة؟ حسناً، كم عدد التطبيقات التي ستستطيع ملاحظتها واقتناص الفرصة للحصول عليها قبل فوات مدة الخصم؟ ما رأيك لو قم بالاستعانة بتطبيقات تعمل عليها مواقع كاملة لتجميع مثل هذه البيانات والعروض؟ ماذا لو علمت أن الشركات المطورة للتطبيقات تخبر هذه المواقع بأنها ستقوم بالتخفيض أو الخصم قبل عرضه مسبقاً؟ أيهما أفضل في رأيك، العمل وحدك أو حتى بين أصحابك كل بمفرده، أم التكاتف بين مجتمع iOS لتحقيق نتيجة أفضل؟ هنا، نتائج الكل أكبر كثيراً وأقوى من مجموع نتائج الأجزاء!

وانطلاقاً من المفهوم ذاته، كان تطبيق وموقع آب-عاد، حيث يتميز التطبيق بأنه الوحيد الذي يتيح لك معرفة العروض وانخفاض الأسعار على التطبيقات الداعمة للغة العربية وحدها إلى جانب غيرها من التطبيقات الغربية؛ بالإضافة إلى ميزات حصرية أخرى مثل البحث باللغة العربية للعثور على التطبيقات حتى ولو كان اسمها بالانجليزية!

‎App3ad | آب-عاد
المطور
تنزيل

وعلى الأغلب، ستتعالى ذات الأصوات المطالبة بتخفيض سعر التطبيق أو حتى جعله مجانياً! لكن هذا يقودنا إلى العادة رقم 5: اسع أن تفهم أولاً! هل تعلم عزيزي القارئ أن آب-عاد مطروح بالفعل مجاناً -من خلال الموقع– ويعمل على كافة المنصات وليس فقط iOS؟! تم ذلك منذ شهور طويلة لكنها الإشكالية التي أشرنا إليها سابقاً: لا أحد يسمع، بل ينتظر دوره ليتحدث!

يمكنك الاستمتاع بجميع مزايا آب-عاد من هنا، ويمكنك التعرف على كافة مزايا آب-عاد من خلال المقال السابق هنا.


العادة رقم 7- اشحذ المنشار

Sharpen

العادة الأخيرة من العادات السبع لمستخدمي iOS الأكثر فعالية هي “اشحذ المنشار”، والتي تركز على تجديد وإنعاش الذات. يطرح (كوفي) استعارة لتوضيح المعنى والهدف من تلك العادة، وهي كمن ينشغل بقطع الأخشاب عن شحذ المنشار الذي يستخدمه للقطع! النتيجة المؤسفة في النهاية ستكون أن يفقد المنشار حدته أو ينكسر، وهذا ما لا يرغب أي منا في تجربته بالطبع! يجب أن تعتني بنفسك.

لكثير منا صار آيفون أو آيباد كالرفيق الشخصي، أو الصديق المقرب لا يفارقنا أبداً. في جيوبنا طيلة الوقت، نضعه إلى جانبنا على طاولة الطعام، وننام وآخر ما تطالعه أعيننا هو لعبة نلعبها، أو رسالة نقرأها، أو تغريدة نرسلها! وبقدر ما يعد هذا مؤسفاً على مستويات عديدة، إلا أن له أضراراً إذا ما انشغلنا بالترفيه أو العمل عن تغذية وتجديد عقولنا وأرواحنا التي بين أضلعنا!

لكي نشحذ المنشار ونجدد من أنفسنا، يجب أن يتم ذلك على أربعة مستويات:

التجديد الروحاني: لا تنشغل بهاتفك أو جهازك اللوحي عن صلاتك ووردك اليومي من قراءة القرآن. هل تعودت أن تقرأ القرآن من آيفون أو آيباد؟ لا بأس بهذا طالما فعلت هذا في منزلك، المواصلات، أو العمل؛ لكن في المسجد احرص على استخدام المصحف الورقي ولا تخرج هاتفك! ستجد لهذا تأثير السحر عليك.

التجديد الجسدي: هل انشغلت بتنمية عقلك وروحك دون جسدك؟ هل لاحظت على نفسك عصبية أو توتراً غير مألوفين؟ يجب عليك ممارسة بعض التمارين الرياضية بين الحين والآخر أو الخروج لاستنشاق بعض الهواء النقي، وليكن هذا في العطلات الأسبوعية، بدلاً من حبس جسدك بين جدران وشاشات!

التجديد العقلي: على الرغم من وجود آلاف الكتب الإلكترونية على متجر أبل، إلا أنني أشك في أن يكون أي منا قد سبق له شراء أي كتاب من ذلك المتجر! قد يرجع هذا إلى ندرة المحتوى العربي على متجر كتب أبل أو إلى ثقافة شراء الكتب عند العرب. لكن في النهاية المحصلة واحدة: متجر أبل يعني للأغلبية الساحقة منا الألعاب والتطبيقات سواء كانت ترفيهية أو عملية؛ والنتيجة؟ هجر العلم والتعلم والتعود على قضاء أي وقت لنا في الاستمتاع بلعبة أو تزجية الوقت بالتواصل مع الآخرين. لا تقع في هذا الفخ!

التجديد الاجتماعي: نصيحة واحدة: عند خروجك مع أسرتك أو أصحابك لزيارة عزيز أو لصلة رحم، اترك هاتفك “الذكي” واصطحب هاتفك القديم “الغبي” حتى تستمتع حقاً في رحلتك القصيرة وحتى لا يتهمنك أحدهم بـ “عدم الكياسة” جراء تحديقك طيلة الوقت في شاشة!

قد تلاحظ أن المنشار المقصود بشحذه في حالتنا هذه هو الإنسان نفسه! يجب أن تصقل مواهبك وقدراتك حتى لا تفاجئ بذاتك وقد علاها الصدأ “الروحي” أو غلب عليها التبلد بعدما غمرت نفسك في عالم إلكتروني بلا روح!


كانت هذه هي العادات السبع لمستخدمي iOS الأكثر فعالية؛ وعلى الرغم من صعوبة تطويع تلك العادات لتتناسب مع مجال بعينه، فلنا الفخر أن نكون أول من طبقها على مستخدمي أنظمة الأجهزة المحمولة عامةً، وعلى مستخدمي نظام iOS خاصةً. ندعو الله لنا ولكم بدوام الاستفادة وأن ينفعنا بالعلم دوماً وينفع بنا، ونرجو في التعليقات أن تخبرنا رأيك فيها وهل ستطبقها في حياتك؟

مقالات ذات صلة