وباء التقليد الأعمى يجتاح متجر البرامج مؤخراً، إذا نجحت لعبة أو تطبيق ما تجد مئات التطبيقات المشابهة له تماماً تصدر، وهذا الأمر قد يعد مبرراً فلا أحد له الحق في الحجر على الآخرين، فلا معنى أن أقدم تطبيق ألا يفعل أحد مثلي. لكن أن تجد عشرات التطبيقات تشبه بعضها البعض ولها نفس الأيقونة ونفس الألوان ونفس طريقة اللعبة وربما نفس الأصوات والاسم. وهنا لابد من وقفة من أبل قبل أن يتحول المتجر إلى ما يحدث في الأسواق من التقليد بواسطة المنتجات الصينية. فهل يجب أن تتحرك أبل فوراً لإنقاذ متجرها من هذا الوباء؟

التقليد

تعرف أبل بمتجرها، فهو المقصد الأساسي للمطورين والشركات لما يحققه لهم من عائدات تفوق متاجر الأنظمة المنافسة. وجميعنا يعلم ما تفعله أبل بفحص التطبيقات والتأكد من خلوها من أي أمر غير مسموح به. وكان هذا المتجر هو الحضانة التي ولدت فيها تطبيقات وألعاب غيرت العالم مثل “واتس آب” وأيضاً الطيور الغاضبة وغيره فهى تطبيقات ظهرت في متجر أبل ثم انتشرت حول العالم. لكن مؤخراً بدأنا نشاهد أمراً غير مقبول. تحقق لعبة ما النجاح لسبب أو آخر وفجأة نشاهد العشرات منها بنفس الشكل. وهذا ما رأيناه في لعبة Flappy Birds وحالياً يحدث مع لعبة 2048. شاهد نتيجة البحث عن هذه اللعبة كيف تظهر:

ألعاب بنفس الشكل ونفس الأيقونة وألوان متقاربة ونفس الاسم، كل ما حدث هو التقليد و التقليد فقط وبدون أي إبداع. نعم فكرة لعبة 2048 لا يوجد لها مالك فعلي ليطالب أبل بحذف المقلدين، لكن على الشركة أن تضع بعض القيود حتى لا يتسبب هذا الأمر في خداع المستخدم. تخيل أن هناك تطبيق ما ممتاز يحقق دخلاً يقدر بالآلاف فيغري هذا مطور آخر فيقلد الاسم والأيقونة ويطرحه في المتجر. هل هذا معقول أو مقبول حتى؟! فيجد مطور التطبيق الأصلي آخرون يأخذون عائد بسبب شهرة تطبيقه، وربما لا يستطيع الشكوى بسبب عدم تسجيل الفكرة أو حتى تأخذ أبل أسبوعاً لتنظر فيها ويكون قد خسر الآلاف خلالها.


الفارق بين الاقتباس والتقليد

شرحنا في مقال سابق أسرار نجاح لعبة كاندي كراش -راجع هذا الرابط-، وكيف أنها ليست أول من ابتكر هذا النوع من الألعاب لكنها قدمت مفهوماً جديداً. وهذا الأمر لا عيب فيه، فمن حق أي مطور أن يقدم لعبة أو تطبيق ما فيأتي مطور آخر فيرى التطبيق فيقدم مثله لكن مع إضافة لمسة ما ويطرحه باسم جديد ويأتي ثالث ورابع وعاشر وحتى ألف مطور آخر. فالأفكار ليست حكراً على أحد. وإلا لما كنا سنرى ألعاب سباقات سيارات Need For Speed أو نرى تطبيق تليجرام، أو لعبة كاندي كراش وغيرهم. فهذه التطبيقات لم تكن أول من أبدع الفكرة لكنها تمكنت من تطويرها حتى تفوقت على من ابتكرها في الأصل. فأي جهة تستطيع أن تقتبس الفكرة وتطورها وتقدمها. ويكفي أن تذكر أن التابلت هو ابتكار مايكروسوفت وليس أبل.

أما أن تقلد الفكرة وتقلد الاسم والأيقونة والألوان وطريقة اللعب فهذا أقرب للسرقة وهذا ما على أبل التحرك ضده وإيقافه. لا نعلم الطريقة التي تفعل هذا الأمر به، سواء تغير القوانين أو تضيف قيود أو أي شيء، فهذا عملها وتخصص فريق المراجعة وهى المسئولة الأولى والأخيرة عن متجرها ولهذا اخترنا أبل وفضلناها عن منافسيها لذا عليها أن تجد طريقة لإيقاف هذه الظاهرة وتنقده من التطبيقات الأشبه بالنفايات.

هل ترى مثلنا أن على أبل فعل شيء ما لإنقاذ متجر البرامج من التطبيقات المقلدة؟ أم أنها تواصل إطلاق الحرية للمطور وليصمم ما شاء وليقلد من يشاء

مقالات ذات صلة