أعلم أن البعض بمجرد قراءة عنوان المقال ينتقل الآن إلى خانة التعليقات ليهاجمني على استخدامي كلمة “إسرائيل” وأن هذا اعتراف مني بالكيان الصهيوني. وهذه هى المشكلة أننا نركز في بعض الأمور ونتجاهل أخرى أهم مثل إجابة السؤال في عنوان المقال والذي يتهرب الكثير من المواقع منه. وحتى عندما تستحوذ مايكروسوفت أو أبل أو جوجل على شركة إسرائيلية يتم تجاهل الخبر أو ذكره بشكل سردي فقط ويستبدل كلمة إسرائيل بالكيان الصهيوني على أمل ان يمر الخبر بدون إزعاج. لكننا لن نفعل هذا ولن نهرب من الإجابة.

هل يجب أن نقاطع التكنولوجيا الإسرائيلية

لماذا يجب أن نقاطع المنتجات الإسرائيلية؟ الإجابة ببساطة هى لأنهم يغتصبون أرضنا وووو. إذا فهدفنا هو تحرير فلسطين، لكن لكي نحررها لابد أن نكون أقوياء، فهل إذا قررنا مقاطعة كل الشركات التي تتعامل وتستثمر فيها فسنكون أقوياء؟ حسناً فلننظر إلى أي شركة يجب مقاطعتها:

  • أبل : لديها عدة شركات تعمل فيها، وأيضاً بعض قطع الآي فون تأتي منها.
  • جوجل : مثل أبل استحوذت على الكثير من الشركات الإسرائيلية ولها عدة مكاتب هناك.
  • فيس بوك : مارك زوكربيرج مؤسسها يهودي وله نشاطات عديدة هناك.
  • مايكروسوفت : لديها مقر هناك وتستورد بعض الأجهزة والتقنيات.
  • إنتل : أحد أهم معامل تطوير المعالجات توجد هناك وتعد أكبر شركة أجنبية تعمل في وادي السيلكون الخاص بهم بعدد موظفين 7200 موظف
  • الإنترنت : أكثر من 82% من مواقع الإنترنت تعمل بـ PHP والتي طورتها شركة Zend الإسرائيلية.
  • IBM و سيسكو وHP وموتورلا وسيمنز وفيليبس وeBay وألكاتيل وغيرهم يمتلكون شركات هناك -راجع هذا الرابط

صورة لمقر HP وintel في الأراضي المحتلة

وهذه أمثلة بسيطة فلو قررنا مقاطعة كل شركة تعمل في الأراضي المحتلة أو تسثمر هناك أو تشتري منتجات تصنع هناك فسوف تقاطع كل التقنية وكل الأجهزة وكل الإنترنت وسنصبح باختصار كمن يعيش في العصر الحجري، لا هواتف ذكية ولا حاسب شخصي ولا إنترنت ولا أي شيء. فهل هكذا سنحرر أرضنا؟


المقاطعة العمياء:

قد يظن البعض أننا نطالب في الفقرة الماضية بالتجارة معهم والاعتراف بهم، لكن هذا غير صحيح، فنحن فقط نحذر من المقاطعة العمياء التي تلحق بنا الضرر. ما جعلهم متقدمون وجعلنا في ذيل الأمم أنهم يخططون ويعرفون الهدف ثم يتحركون نحوه، أما نحن فإما نتحرك بدون تخطيط أو بالمشاعر العمياء ثم نرى بعد ذلك نتيجة الحركة هذه. عندما كنا متقدمين قديماً وكانت أوروبا تعيش في تخلف، درسوا ونقلوا علوم العرب إليهم. أخذوا العلم ودرسوه وطوروه. أما نحن الآن فنفعل أمرين فقط وهما:

  • إما نقول لا يجب نقل العلم والتقنية منهم وبهذا نحرم أنفسنا من الحصول على أحدث ما وصل إليه العالم ونظل في تخلف.
  • أو نقول بالنقل فقط والاستهلاك بدون التفكير في كيفية الاستفادة من هذه العلوم واستخدامها لتطوير قدراتنا. وهذا يجعلنا نظل “عالة” ونحتاج إليهم إلى الأبد.

كلا الأمرين يعد خطاً فادحاً لا يجب علي عاقل أن يقوم به. وهنا يأتي السؤال وهو “ما الذي يجب علينا فعله؟


ما يجب علينا فعله

إذا وجدت العلم لديهم تعلمه، لديهم تقنيات متطورة فانقلها، استفد أقصى استفادة من علومهم لكن ضع هدفاً أمامك وهو أنك تنقل العلم وتستفيد من تقنياتهم ليس بهدف التطبيع معهم والتجارة ولا حتى الاعتراف بهم، لكن بهدف أن تتعلم وتصبح أقوى وأفضل. هذا هو هدفك الذي تستخدم تقنياتهم من أجله.

إذا وجدت تقنية لديهم أو تطبيق ويوجد بديل يقدم نفس الجودة ففوراً هنا يجب المقاطعة. ولنضرب مثال للتوضيح:

تستخدم تطبيق Viber للمحادثات ومن المعروف أنه من أشهر تطبيقاتهم ومؤسس فايبر خدم كظابط لسنوات في الجيش الصهيوني. أنت الآن تستخدم فايبر للتواصل مع أصدقاءك وتطور علاقاتك الاجتماعية ولا يوجد مشكلة في هذا. لكن إذا كان الشخص الذي تتصل به يستخدم تطبيق سكايب مثلاً وأنت تعلم حسابه هناك ففوراً قم بالاتصال به بواسطة سكايب. وإذا كان صديقك يملك جهاز أبل بنظام iOS 7 فهناك خيار إجراء مكالمة فيس تايم صوتياً. وعن تجربة شخصية جودة الصوت في مكالمات فيس تايم توازي فايبر أو تتفوق عليه. وبهذا تقلل استخدامك لفايبر إلى أقل الحدود وفي نفس الوقت واصلت التواصل مع الغير بشكل متكامل.

الصورة التالية لترتيب جامعات العالم ووصل تصنيف الجامعة العبرية إلى 59 عالمياً


الخلاصة:

  • هدفنا أن نصبح أقوى لا أن نردد شعارات لن تزيدنا قوة.
  • استخدم تقنياتهم واسعى إلى تعلمها وتطوير بديل لها إن كان يمكنك هذا.
  • إذا وجدت البديل الصحيح ففوراً قم بمقاطعة المنتج الصهيوني.
  • إذا وجدت بدائل جزئية -مثال فايبر- فقم باستخدامها لتقليل اعتمادك على تقنياتهم.

هل أنت مع أن نقاطع بشكل مطلق التكنولوجيا الإسرائيلية؟ أم أن علينا أن نتعلم من علومهم ونطور أنفسنا ونجد البديل؟ شاركنا رأيك

مقالات ذات صلة