بعد أن انتهت المعركة القضائية الطويلة بفوز أبل على سامسونج والتي حكم فيها القاضي بأن تدفع سامسونج مبلغ 930 مليون دولار لأبل نظير انتهاكها لهذه البراءات كنا نظن أننا سنرتاح من هذه القضايا ولكن تفاجأنا بجولة ثانية ظهرت في أورقة المحاكم تشكوا فيها أبل أن سامسونج انتهكت المزيد من براءات الاختراع.  وأخبار هذه القضية وما يحدث فيها نقرأه يومياً، لكن هل فكرت من قبل أن تعلم ما هى الأمور وبراءات الاختراع التي تتهم أبل سامسونج بسرقتها؟! في هذا المقال سوف نستعرضها لك.

سامسونج


توضيح هام

هذا المقال ليس اتهام منا لسامسونج بالسرقة، فهذه الأمور التي يختص بنظرها والحكم فيها هى المحاكم، لكن خلال الأشهر القادمة سوف نتحدث كثيراً عن هذا الأمر، فنذكر القضية وما يحدث فيها وحكم من هنا واستئناف من هناك وهكذا. ومن الغريب أن تجد نفسك تتحدث عشرات المرات عن قضية وتتبني وجهة نظر طرف لكنك لا تعرف ما هى القضية من الأساس وماذا تتهم أبل سامسونج بسرقته؟!

القضية باختصار 5 براءات اختراع وهى التالي:


براءة الاخترع رقم5,946,647 (نظام وطريقة لأداء العمل على هيكل في الكمبيوتر لتوليد البيانات):

هذه البراءة عملها أن يتعرف نظام iOS على مجموعة عبارات محددة أثناء كتابة النصوص سواء في الرسائل النصية أو البريد الإلكتروني يقوم تلقائياً بتحويلها لرابط دون تدخل من المستخدم كتحويل الكلمات مثل “يوم الأحد القادم” أو “الجمعة” أو “الساعة 8 مساءاً” لرابط بمجرد أن تضغط عليه يقوم بإنشاء حدث في التقويم وهي خاصية جداً مُفيدة عندما يرسل أحدهم موعداً لاجتماع أو غيره.


براءة الاختراع رقم 6,847,959 (الواجهة العالمية لاسترجاع المعلومات في نظام الكمبيوتر ، والتي هي أساس عمليات البحث العالمية):

باختصار هي الخاصية التي عندما تبدأ في الكتابة يقوم نظام iOS بالبحث في الجهاز ويعرض عليك البحث في الإنترنت في نفس الوقت، فمثلاً عندما تبحث في شريط البحث في آي فونك عن “آي-فون إسلام” يقوم شريط البحث خلال بحثك بجلب كل البيانات التي تتعلق بـ آي-فون إسلام كتطبيقهم وكل الإيميلات المُستقبلة منهم وغيرها وكذلك يعطيك خيار البحث في الإنترنت أو موسوعة ويكيبيديا.


براءة الاختراع رقم 7,761,414  (مزامنة البيانات بين الأجهزة):

يمكن وصف هذه البراءة بأنها تجعل التطبيق يتفاعل مع المستخدم في نفس الوقت الذي يقوم فيه بمزامنة البيانات في الخلفية فمثلاً يمكنك أن تكتب ملاحظة بينما يقوم الجهاز بتحديث التطبيق في آي-كلاود وفوراً يظهر ماكتبته في أجهزتك الأخرى التي تحمل نفس حساب آي-كلاود.

ونود التنويه أن براءة الاختراع هذه لا تعني أن أبل اخترعت مزامنة البيانات بين الأجهزة فهي موجودة قبل اختراع آي-كلاود بزمن بعيد، ولكن هذه البراءة هي نهج معين خلال عملية المزامنة يجعل البيانات تتحدث بشكل فوري خلال عمل المستخدم وهذا هو أسلوب أبل في التقنية حيث أنها تُعيد ابتكار الاختراعات لتجعلها في متناول الأشخاص الذين ليس لهم خبرة في التقنية بأسلوب سهل وبسيط لا يتطلب تدخلهم في أغلب الأحيان.


براءة الاختراع رقم 8,046,721  (فتح قفل الجهاز عن طريق عمل إيماءات على صورة شاشة القفل):

واضحة جداً والكل يعرفها وهي عمليه الانتقال من شاشة القفل لواجهة المستخدم في الجهاز بشكل سريع عن طريق السحب على صورة الشاشة وهي التقنية التي نراها بسيطة ولا نفكر في عملها لكنها ذات فائدة عظيمة سنعرفها لو فقدناها فهي تحمي الجهاز من أن يفتح نفسه بسهولة وهو في جيبك ويبدأ في عمل أشياء عشوائية بسبب الضغطات التي تحدث له.


براءة الاختراع رقم   8,074,172  (الأسلوب، والنظام وواجهة المستخدم الرسومية لتقديم اقتراحات الكلمة):

أيضاً براءة اختراع سهلة ويعرفها الجميع بـ”التصحيح التلقائي للكلمات”… سيقول الجميع أن أبل لم تبتكر التنبؤ بالكلمات الخاطئة وتصحيحها فهي خاصية موجودة منذ فترة طويلة جداً، نعم هذا كلام صحيح تماماً ولكن مافعلته أبل هي جعل خاصية تصحيح الكلمات سهلة بشكل رهيب للمستخدم فعندما نكتب كلمة خاطئة ويظهر لنا اقتراح تصحيحها وأردنا أن نقبل هذا التصحيح فليس علينا أن نضغط على الكلمة المُقترحة بل نستمر في الكتابة وعندما نضغط زر المسافة سيتم قبول الاقتراح واستبداله مكان الكلمة الخاطئة… براءة اختراع بسيطة في شكلها عظيمة في مفعولها فهي تجعل الكتابة أكثر سرعة وإنتاجية للمستخدم بدلاً من الوقوف عند كل كلمة والضغط على الكلمة المقترحة مما قد يسبب ضياع مكان المؤشر والتأخر في الكتابة.


براءات الاختراع الخمس التي ذكرناها هي ما ستقوم عليه المحاكم في الفترة القادمة، والملفت في الموضوع أن سامسونج تنتهك واحدة منها وهي (فتح قفل الجهاز عن طريق عمل إيماءات على صورة شاشة القفل) والباقي يأتي مع نظام الأندرويد وهذا هو مفتاح سامسونج للدفاع والذي تريد من أجله أن تجعل جوجل تتدخل في المحاكمات حيث أن سامسونج تسير مع الأندرويد الذي يستخدم براءات الاختراع الأربعة الباقية في كل الأجهزة. ومعظمنا يعلم أن أبل تقاضي الكرة الأرضية كلها لكننا لا نرى قضايا مباشرة بين جوجل وأبل سوى نادراً.

هل ترى أن أبل محقة في اتهامها؟ وإذا كانت أبل ترى أن البراءات حقاً منتهكة فلماذا تظن أن أبل قررت مقاضاة سامسونج فقط لانتهاكها دوناً عن باقي الشركات؟

المصدر| 9To5Mac

مقالات ذات صلة