الأندرويد هو الأكثر شهرة لا جدال في هذا، يسيطر الآن على 80% من مبيعات الهواتف الذكية حول العالم في حين يمثل الآي فون 15%. كل يوم يتم بيع ما 2.5 مليون جهاز أندرويد جديد. لكن وعلى الرغم من هذه الشهرة الواسعة إلا أننا نجد المطورين والشركات الكبرى تفضل طرح تطبيقاتها في متجر أبل ، الغريب أن الأمر امتد حتى إلى التطبيقات المجانية أي ليست القوة الشرائية المرتفة لمستخدمي iOS هى السبب. إذا فما هو السر خلف هذا الأمر ولماذا يفضل المطورون متجر أبل عن الأندرويد الأشهر.

لماذا يتجاهل المطورون شعبية الأندرويد ؟


إذا أردت أمثلة عن تطبيقات حصرية على متجر أبل فيمكنك إلقاء نظرة على أوفيس مايكروسوفت، تطبيق ياهوو News Digest، التطبيق الخاص بـ Nike Fuelband، تطبيق فيس بوك Paper، وعشرات التطبيقات الشهيرة. والغريب أنه حتى التطبيقات الكبرى التي توفرت في الأندرويد فإنها أتت بعد فترة طويلة، فمثلاً إنستجرام توفر في الأندرويد بعد 18 شهر من وصوله لمتجر أبل، تطبيق Mailbox وصل بعد 14 شهر وFlipboard أتى بعد 18 شهر والعديد غيرهم. الحقيقة أن هناك العديد من العوامل وراء هذا، مجموع هذه العوامل هو السر وراء ما نراه. فمثلاً السبب كذا يمنع شركات معينة وسبب آخر يمنع شركات أخرى وهكذا. وإليك أشهر هذه الأسباب:


التشتت الكبير:

Android Devices

صورة توضح بعض أجهزة أندرويد الاختبارية في أحد الشركات

من يقوم بتطوير تطبيق فهو يريده على كل جهاز، يريد أن يجعله يعمل مع الجميع، إذا نظرت إلى أجهزة iOS فستجدها تقريباً 5 أشكال وهو الآي فون العادي ثم الريتنا ثم شاشة 4 بوصة، والآي باد العادي والريتنا وباقي الأجهزة تندرج تحت هذه الأبعاد الخمس. أما الأندرويد فطبقاً لدراسة صدرت قبل أشهر فإن هناك 12 ألف جهاز أندرويد مختلف يوجد في الأسواق. هذه الأجهزة تضم عشرات أحجام الشاشات والمعالجات المختلفة وغيرها، تخيل الآن أن مطور سواء عادي أو شركة يريد أن يجعل تطبيقه يعمل بشكل مثالي على أكبر قدر من الأجهزة فماذا سيفعل؟ شركات مثل ياهوو ومايكروسوفت وغيرهم يسعون أن تكون التطبيقات في الأندرويد بنفس سلاسة أبل. هذه التشتت وأيضاً كثرة أنظمة التشغيل يجعل بعض الأحيان الشركات تقرر عدم طرح التطبيق، إما بسبب صعوبة جعله بنفس السلاسة وهذا بالنسبة للشركات الكبيرة، أو بسبب التكلفة للشركات الصغيرة.

Android Shares


نوعية الأرباح

مما لا شك فيه أن الأندرويد الآن أصبح يدر دخلاً جيداً، بالطبع لا يزال الفارق واسع وكبير بينه وبين iOS لكنه ارتفع بشكل ملحوظ وأصبح دخل مناسب، لكن جزء كبير من دخل تطبيقات أندرويد يكون من الإعلانات بداخل التطبيقات، هذا الأسلوب يستغل كثرة مستخدمي أندرويد وبالتالي يحقق دخل مستمر. لكن ليست أي شركة تقبل أن يكون في تطبيقاتها إعلانات والتي قد تؤدي إلى الإساءة إلي التصميم وبالتالي وظائف الجهاز وسمعة الشركة. أي أن الخلاصة أن الأندرويد يحقق دخل لكن ليس بطريقة تناسب الجميع.


أدوات للمطورين:

Developer

سبب آخر لكن جوجل تعمل منذ ما يقارب العام على إزالته وهو كون أدوات المطورين لا تمنحهم السلاسة والسهولة الكافية لتقديم أفضل التطبيقات. مؤخراً سعت جوجل إلى تحسين أدواتها لكن لا يزال الطريق طويلاً. وربما أحد أسباب الصعوبة هى النقطة الأولى الخاصة بتشتت الأجهزة وأحجامها.


اتفاقيات مع أبل:

أمر آخر خفي كشف عنه مؤخراً وهو أن أبل تقوم بعقد اتفاقيات مع الشركات الكبرى التي تقرر تقديم تطبيقات حصرية في متجرها بأن يحصلوا على مزايا وعروض خاصة بهم لم يكشف عنها مقابل عدم طرح تطبيق أندرويد. وبهذا تغيب الكثير من التطبيقات من متجر جوجل بسبب اتفاق شركاتها مع أبل وليس لأن الشركات نفسها لا تفضل الأندرويد.


الاستخدام أولاً:

Most Usefull Devices

ما الذي يريده أي مطور ممن يحمل تطبيقه؟ إنه الاستخدام، كل مطور يريد ممن يقومون بتحميل التطبيقات أن يستخدموها قبل أشهر أجرى مركز Forrester دراسة على مستخدمي iOS وأندرويد فوجد أن 91% من مستخدمي أبل يتصفحون الإنترنت من أجهزتهم ولو مرة واحدة أسبوعياً مقابل 80% في الاندرويد، يرسلون رسائل 90% مقابل 83% في الأندرويد. والتطبيقات 89% نقابل 76%. الدراسة وصلت إلى كل الجهاز سواء تطبيقات الملاحة والطقس أو الإنترنت والمواقع الاجتماعية وحتى الاستماع للمقاطع الصوتية وكانت النتيجة دائماً أن مستخدمي iOS أكثر استخداماً لجهازهم. وهذا ما يريده أي مطور أن يستخدم تطبيقه وبالتالي يحصل على عائد منه. وهناك العديد من الإحصائيات الأخرى التي تشير إلى نفس الأمر.


الاستحواذات تأتي نحو متجر أبل

MailBox

كم مرة سمعت أن جوجل وياهوو وفيس بوك وأبل ودروب بوكس وعشرات غيرهم استحوذوا على تطبيق ما؟! عشرات وربما مئات المرات حدث هذا. هذه التطبيقات كانت دائماً هى من متجر أبل أو بدأت فيه ثم انتشرت. كل التطبيقات هكذا إما هى حصرية في متجر أبل أو بدأت فيه ثم انتشرت عالمياً فحتى واتس آب بدأ في متجر أبل أولاً، لكننا لم نسمع عن استحواذ لشركة كبيرة على تطبيق يوجد فقط في الأندرويد أو انطلق منه. إذا فالمطور الذي يبحث عن انتشار وشهره لبيع تطبيقه سيفكر أولاً في متجر أبل.


تأخير وليس تجاهل:

في أثناء بحثي عن إجابة هذا التساؤل عن سر توفر التطبيقات على iOS أولاً وجدت بعض التفسيرات المعارضة لمصطلح “التجاهل” وكان أبرزها أن الشركات تتأخر وليس تتجاهل. المطور سيطلق تطبيق iOS وآخر أندرويد، لكنه يفضل أولاً صدوره على نظام أبل وتحديثه عدة مرات لإصلاح كل المشاكل ويضيف مزايا، وفي هذه الفترة يكون قد اختبر تطبيقه على العديد من أجهزة الأندرويد ليضمن الكفاءة العالية وبعدها يطلق التطبيق. مثال على هذا “Flipboard” والذي صدر في iOS ديسمبر 2010 ثم أتى بعد 18 شهر أي في يونيو 2012 إلى نظام أندرويد وبعدها بـ 4 أشهر صدر للويندوز. أي أن فترة وجوده على iOS كانت للاختبار حتى وصوله للشكل النهائي ثم أنتشر على كل منصات التشغيل.

المطور يبدأ بـ iOS لأنه يريد في البداية التركيز على مزايا البرنامج ويريد الشكاوى وردود الفعل خاصه بـ وليس بأداء التطبيق والذي ربما يكون سببه العتاد المختلف -تنوع أجهزة الأندرويد كما ذكرنا- وبعد أن يتأكد من أن المزايا وصلت لما يخطط إليه فهنا يطلق نسخة الأندرويد.


الخلاصة:

خلاصة ما ذكرنا في هذا المقال هو:

  • بعض الشركات تقرر عدم تقديم برنامج على الأندرويد بسبب صعوبة توفيره بكفاءه عالية لقطاع كبير بسبب التشتت.
  • الأرباح من الإعلانات لا تناسب جميع المطورين.
  • أبل توفر أدوات ووسائل للتسهيل على المطورين أفضل من تلك في الأندرويد.
  • تعقد أبل اتفاقيات سرية لجعل بعض التطبيقات حصرية على متجرها.
  • الإحصائيات تشير أن مستخدمي iOS أكثر فتفاعلاً واستخداماً للانترنت والتطبيقات من مستخدمي أندرويد.
  • الاستحواذات الكبرى على التطبيقات دائماً يكون اتجاهها نحو متجر أبل وليس جوجل.
  • الشركات تتأخر في طرح نسخة الأندرويد حتى تتفرغ من التركيز على المزايا الأساسية.

ما ذكر في هذا المقال هى أرقام وإحصائيات حقيقية ونشرت في مئات المواقع والمجلات التقنية والعلمية والمصادر مذكورة في نهاية المقال. فإذا كان لديك أي انتقاد لنقطة وتراها غير صحيحة فنرجو التوضيح العلمي وسوف نعدل المقال إذا كان هناك معلومة غير صحيحة، أي سباب أو اتهامات وبدون دليل كعادة مقالات الأندرويد سوف يحذف

هل ترى أن الأسباب المذكورة هى السبب الحقيقي وراء تفضيل بعض الشركات لمتجر أبل؟ وهل لديك أسباب أخرى؟ شاركنا رأيك.

المصادر androidTechcrunch | cnet | Techcrunch | animoca |  Theguardian | Opensignal

مقالات ذات صلة